آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


في بلادي تخنق الزهور والورود ويحتضن الشوك والعلقم والهوام

محمد احمد البيضاني إنسان ومواطن عربي عدني كان من حقه ان يعيش وبتعالج ويحظى بالرعاية ويموت في بلاده ولكن البلاد خطفها التتار واعدا الانسان والحياة والمدنيه والثقافه والفن والعلم ومثل غيره اجبر على الرحيل عن دياره ومثل غيره من المشردين قسرا وظلما عن اوطانهم مات ورحل غريبا ووحيدا في منفاه وتوارى وغاب خلسة . وفجاءة احد معالم سليمان جوهر والدقي ذلك الانسان العدني الجميل والمبتسم والطيب توارى عن الحي الذي احبه وعاش فيه دهرا . أتى محمد الى القاهرة حاملا ألمه وهمه من الشتات منذ ثمان سنوات وأصبحت المحروسه ملاذا ومكانا لرمي جسمه المنهك والنحيل و دواة لقلمه وذكرياته الحزينه والجميلة عن عدن عدن البندر عدن مهد الصباء والطفولة والتي طالما جرفه الحنين والشوق اليها والى حواريها وحوافبها وناسها وحقاتها وبحرها وخصوصا كريتر وحافة القاضي والزعفران وعبق بخورها تاريخها وزمنها البهي والجميل وتمنى ان يعود اليها ولكن الاقداروالانظمه والاوضاع وقفت حايلا امام أمنيته بالعوده فأصبحت القاهرة الوطن والملاذ الأمن له والدقي مركزه وجوهر مكانه ومرقده مثل المئات غيره من الغرباء الذين اواتهم قاهرة العرب قاهرة المعز من مختلف العرب والجنسيات ومنهم اليمنيين والعدنيين الذين حبوا مصر وفتنوا وتغنوا بها و اواتهم واحتضنتهم ارض الكنانه بكل حنيه وحمتهم من بطش وطلم وفساد وقسوة انظمتهم وحكامهم وسوء الادارة والقسوة التي انتهجها المتنفذون الجهلة والحاقدون على سدة الحكم وادة الى خراب البلاد وتخلفها واندثار الحياه والاقتصاد والمدنيه والنظام والقانون في ربوعها وهنا نعني هنا عدن العاصمة والميناء الدولي المشهور والتي كانت وعاء لجميع الاجناس والملل و مركزا دوليا ل التجاره والأعمالوالتعايش والمحبه ومثالا يقتدى بِه في المنطقة وكانت منارا للحياة والتعايش والعمل والتنمية والبناء في الخمسينات والستينيات و حتى الثمانينات من القرن الماضي وتحولت الى. اثرا بعد عبن منذ تسعينيات القرن الماضي وبايدي ظلامية وحاقده وخبيثه ومتخلفة احرقت الأخضر واليابس وشوهت التاريخ وأعدمت الحياة وشردت الناس وفقيدنا محمد البيضاني احد هؤلاء الناس الدين تشردوا في بلاد العالم بحثا عن الحياة المدنيه والسلام والأمن والنظام والثقافه والفن والابتسامة وحق الانسان في القول والتعبير والكلام الذي افتقده في عدن بسبب تمكن عصابات الاختطاف والظلام والتوحش والفساد والنهب من الاستحواذ والسيطره على البلاد لتقضي وتجهز على كل شي جميل وتدفن كل الزهور والاحلام والمكاسب وتختطف المدينهوالمدنيه والحياة . كل هذه الماسي والآلام عاشها محمد وظل بعبر عنها حتى رحيله وحيد وغريبا كما قال الشهيد محمد عبدالولي في رائعته يموتون غرباء وهاهي تنطبق عليك يا محمد هانت تموت غريبا وترحل عن مكانك المحبب حي الدقي وسليمان جوهر الذي طالما كانت معلما لهما واحد رواد قهاوي هذا الحي القاهري الجميل الذي يجمع الكثير من الجنسيات العدنية والسودانية واليمنيه والليبية والسورية والعراقية التي فرضت عليهم قسوة حكامهم وفسادهم وبطشهم وتخلفهم ان يتركوا ديارهم واهلهم. ويأتون الى المحروسه لان الزمن زمن الفاسدين والجهله زمن يحتضن فيها الحكام والمتنفذرن الأشواك ويدفنون الزهور فلا تحزن يامحمد نم قرير العين في جنبات نهر النيل العظيم وفِي حضن الاهرامات والمقطم والازهر والحسين وحضن المصرويه الحنون والدافئ الطيب والأحن من مخالب وأنياب عصابات ومتنفذي اليمن والسودان والعراق لم يلتفت احد إليك في أزمتك ومرضك لأنك عفيف وشريف ونزيه وليس من طينتهم الفاسدة . عرفتك منذ زمن بعيد مثقفا و محبا وإنسانا مبتسما حاد الذاكرة وثري المعلومات ووفيا متواضعا وطيب القلب لم يلتفت إليك احد من بني قومك كل في همه والقادرين تغاضوا عنك لأنهم جبلوا على ال نفاق ومهتمين بالطمع والمفاسد والحياة والكلام الكلام فقط والمذكرات وجمعها ولكن الله كان اقرب وارحم قربك الله اليه ورحمك منهم ومصر احتضنت جثمانك في ثرى ترابها الطاهر رحمك الله رحمة واسعه وانا الله وانا اليه راجعون والله المستعان . بقلم السفير الدكتور محمد صالح الهلالي