آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 06:58 م

كتابات واقلام


مبادرة الرئيس ناصر صوت العقل

الأربعاء - 07 فبراير 2018 - الساعة 11:52 م

عبدالكريم سالم السعدي
بقلم: عبدالكريم سالم السعدي - ارشيف الكاتب


تقدّم الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد، بخارطة طريق للعبور من مستنقع الصراع الذي يعصف باليمن عامة والجنوب خاصة والرسو على شاطىء الاستقرار والأمن والتنمية وعصم دم الإنسان في هذه البقعة الجغرافية من العالم. وفي اعتقادي أن الرئيس ناصر، وهو يضع هذه الخارطة، كان صريحاً وواضحاً ولم يتبع كغيره نهج مصطلح «التقية» الذي تتبعه الكثير من القوى المتصارعة على الساحة الجنوبية خاصة واليمنية بشكل عام، والتي دأبت على تبني خطابين في عملها، أحدهما يداعب مشاعر الناس البسطاء ويبيع لهم الوهم، والآخر يمارس التنازل عن حقوق وأهداف أولئك الناس ويساوم على تضحياتهم، بل إنه يصل إلى حد التفريط حتى في الوهم الذي يروّج له تحت مبرر مصطلح «التقية». تقوم مبادرة الرئيس ناصر على هدف إيقاف الحرب، وهو مطلب إنساني ووطني، أعتقد أن الوقت قد حان لرفع الصوت لاعلائه، خصوصاً أن الحرب قد خرجت عن سياق حرب «المنقلب والمنقلب عليه» وتحولت إلى حرب مليشيات تتنازعها وترسم خطواتها حمى صراع إقليمي جمعت كل المتناقضات من صراع القبيلة إلى صراع المذاهب العقدية إلى صراع النفوذ على الثروة والممرات الدولية، وبات الجنوب يتحمّل أعباء دفع فاتورة هذه الحرب من دماء أبنائه، في حين باتت قضيته خارج حسابات الربح لهذه الحرب. وفيما يخص الجنوب وقضيته، فقد جدد الرجل بوضوح تمسكه بالهدف الذي تبناه منذ العام 2011م، وهو عام انعقاد مؤتمر القاهرة الذي يرأسه الرجل، ذاك الهدف المتمثل بالفيدرالية المزمنة على إقليمين بحدود العام 1990م، والتي يتبعها استفتاء شعب الجنوب، وهو الطرح الذي يتماشى مع الواقع ومع لغة القوانين الدولية، والذي باتت تتبناه الكثير من القوى الجنوبية على الساحة وتتبع تطبيق نهج مصطلح «التقية» بعدم التصريح به مع مناصريها حتى لا تفقد ثقتهم ودعمهم. وأعتقد أنه يتوجب على الرئيس ناصر، أن يلحق هذه المبادرة بدعوة لعقد مؤتمر جنوبي توحيدي لفصائل العمل الوطني الجنوبي في أسرع وقت، حيث أن الحاجة باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً بعد الأحداث الدامية التي شهدتها عدن بين فصيلين جنوبيين في الأسبوع الأخير من شهر يناير 2018م، والتي شكلت ناقوس خطر يعلن أن الجنوب بات على شفا حفرة من صراع لا يعلم مداه إلا الله. نرى أن خطورة ما آلت إليه الأوضاع في البلاد تفرض على كل الخيّرين في اليمن والإقليم بشكل عام، وفي الجنوب بشكل خاص، التعاطي الإيجابي مع هذه المبادرة، كما نرى أن النخب السياسية والاجتماعية ملزمة بتبني هذه المبادرة (خارطة الطريق)، والعمل على تثبيتها على الواقع، حيث أن استمرار الحرب لم يعد مجدياً في ظل توسّع رقعة الصراع ونشوء المليشيات، والقناعة بصعوبة الحسم العسكري، وفي ظل اتجاه القوى المؤثرة في العالم إلى خيار الحل السياسي الذي سيقبل بكل الأطراف المتصارعة عاجلاً أم آجلاً.