آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 05:57 م

كتابات واقلام


ثورة فبراير المغدورة

الأحد - 11 فبراير 2018 - الساعة 02:00 ص

سالم محمد الضباعي
بقلم: سالم محمد الضباعي - ارشيف الكاتب


يصادف اليوم الاحد الذكرى السنوية السابعة لثورة ((11 فبراير)) الشبابية الشعبية السلمية في عام 2011 م في اليمن تلك الثورة التي انطلقت على يد مجاميع من الشباب المستقلين والمنتمين للاحزاب وبعض وجوه النخب ومن طلاب الجامعة ونشطاء العمل السياسي وقد جاءت هذه الثوره بقوة دفع كبرى للثورتين الشعبيتين في تونس ومصر واللتان اسفرتا عن اطاحة النظامين الحاكمين فيهما كما وجاءت هذه الثورة على خلفية الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة والطويلة والمستحكمة على مستوى النظام الحاكم والمعارضة وعلى كافة المستويات . ومثلها مثل شقيقتيها التونسية والمصرية فقد رفعت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في صنعاء وتعز على وجه الخصوص شعارات ((ارحل)) و((الشعب يريد اسقاط النظام)) و((حرية كرامة وعدالة اجتماعية)) وغيرها من الشعارات التي تدور في هذ المعنى العام ولقد تصاعدت ثورة فبراير وتوسعت ورابطت في الساحات العامة وفي المقابل فقد كاد النظام الحاكم ان يتهاوى تحت ضغط الجماهير الهادرة وقد شهد النظام انقسامات وانسلاخات متوالية غير ان رباطة جأش الرئيس الراحل علي عبدالله صالح واعتماده على تنظيم المؤتمر الشعبي العام واستنهاض طاقات النظام والمؤتمر وموارده للتصدي للثورة الشعبية قد أفشل بوضوح الهدف الرئيس للثورة رغم كل ما اصاب نظام الحكم من انقسامات وتصدعات عميقة . لقد كانت ثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية تعبيراً عن ارادة الشعب في احداث التغيير لكنها في نفس الوقت قد تعرضت لنفس المؤامرة او قل لنفس الظروف التي تعرضت لها بقية ثورات الربيع العربي السابقة واللاحقة للثورة اليمنية ومن أبرزها ونحن نقولها للتاريخ وكشهود من داخل الحدث : 1- تسلط القوى الحزبية الدينية (الاخوان المسلمين) بتنويعاتهم على هذه الثورة وقطع الطريق أمام اية امكانية لافراز قيادة مستقلة للثورة تنبع من وسط الجماهير . 2- منع الشباب والقيادات الشبابية للثورة من صياغة برنامج موضوعي محدد للثورة وتحديد اهدافها ومهامها بوضوح ودقة . 3- التدخل الخارجي القوي والمؤثر عبر الاعلام وخاصة قناة ((الجزيرة)) والمال القطري وكذلك عبر سفراء الدول الكبرى ودول التعاون الخليجي . 4- اختراق الثورة وتنفيذ اعما عنف ترقى الى درجة الجريمة والارهاب المدان دولياً . ولكل من العوامل المذكورة تفاصيلها الموثقة والتي يعرفها كل من عايش احداث الثورة والتي انتهت بصفقة غير مسبوقة لا صلة لها ولا لون ولا رائحة لها بالثورة وبمفهوم الثورة والتي تمثلت بالتوقيع على ما تعرف بالاتفاقية الخليجية التي وقعت عليها الاطراف السياسية مقابل انهاء وتصفية كل أثر للثورة . وأضيف هنا الى ماسبق عامل هام جداً ومؤثر للغاية في صيرورة ومصير ثورة فبراير وهو فشل هذه الثورة في مد الجسور مع ثورة الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية والتنسيق معه وهو الحركة الشعبية السلمية الاولى والرائدة على المستوى العربي وهذه العلة انعكست سلباً على الطابع الوطني المفترض لثورة فبراير . في الذكرى السنوية السابع لثورة فبراير المغدورة نترحم على أرواح شهداء تلك الثورة ونسأل الله العزيز القدير ان يخرج اليمن من الكرب العظيم الذي هو فيه . سالم محمد الضباعي مساء السبت 10/فبراير/2018