آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


تحذير ..فلينتزع احدكم الجنوب وينجيه قبل ان يضيع ونخسره معا

الإثنين - 30 يوليه 2018 - الساعة 02:08 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


للاسف الشديد وقع الجنوب بيد جنوبيين مرتبطين ارتباطا دراماتيكيا بالجهات الاخرى برغبة او بدون رغبة باختيارهم ام مجبرين وهذا ما اعاق جهود الحسم واتخاذ القرار بشأن القضية الجنوبية بعد الحرب ونتائجها العظيمة والغير متوقعة ، فلقد كان التواجد العسكري للتشكيلات المسلحة العسكرية والامنية والاستخبارية كابوسا مرعبا ويبعث على الاحباط والتشاؤم لتغطيته الشاملة لخريطة الجنوب برا وبحرا وجوا فلم يكن هناك جنوبيان الا وثالثهما احد افراد التشكيلات العسكرية اليمنية ولقد كانت المعاناة كبيرة والنضال السلمي للحراك بالغ التعقيد وفوق هذا كله وبعد حرب صعبة وخطيرة تمكن الجنوبيون اخيرا وبدعم ومساندة شاملة من قوات التحالف العربي وبالاخص دولة الامارات والمملكة العربية السعودية لتقارب المصالح والخطر المشترك على الجميع من سيطرة الحوثيين ووصول النفوذ الايراني عبرهم الى باب المندب وهو بمثابة لف حبل المشنقة حول عنق الجميع . ولهذا استمات الجنوبيون في الدفاع عن مدنهم ولم يبخل عليهم الاشقاء في التحالف من بذل الدم والمال والسلاح فامتزجت الروح القتالية الجنوبية والخليجية في جسد واحد لم يصمد امامه المشروع الايراني فانكفأ على نفسه خائبا يجر اذيال الهزيمة والخيبة وانطلقت القوات المسلحة الجنوبية الوليدة تلاحق فلول الانقلابيين لتدحرهم من كل شبر في الجنوب وتوغل خنجرها في جسدهم لتطاردهم ليل نهار في الساحل الغربي والحدود الجنوبية للمملكة تحقيقا لمبدأ الشراكة والتحالف لدعم الشرعية ودحر الانقلاب. ها قد تطهر الجنوب وعاد الى يد ابنائه بعد صراع مرير دام اكثر من خمسة وعشرون عاما من الازمات والحروب ، ليسقط الجنوبيون الساسة هذه المرة بدلا من الجنوب الدولة في مشاريع الارتماء في الاحضان الدافئة الصادقة منها والغامضة ليرتكن مشروع التحرير والاستقلال في ركن الانتظار وقائمة جدول الاعمال للقضايا الدولية الحيوية والفاعلة في المنطقة التي ستناقشها الامم المتحدة بناء على افادات المبعوث الدولي الذي لم يسعفه الحظ ان تستقبله الجماهير الجنوبية التي زينت الشوارع والجولات باعلام الجنوب والرسومات الجميلة المعبرة عن فرحة الجنوبيين بقدوم المبعوث الاممي وهو الذي خيب آمالهم وغيرت المنظومة الدولية للحل خارطة طريقه لتحرف مسارها بعيدا عن خط السير المؤدي الى طريق الانفصاليين مخافة ان تصيب آثار حقيقة قضيتهم هدفها وتؤثر بسحرها على نفسية المبعوث الاممي فيخرج عن البرنامج المعد سلفا ولم يسجل بين سطوره معنى الجنوب لغة واصطلاحا ،، ليس هذا فحسب بل الكارثة الكبرى والمصيبة العظمى هي اغراق عدن والجنوب في بحر الازمات والمهاترات والصراعات الوهمية والزائفة وربط المشروع الانفصالي القادم بوهم الحرب ليعشها ويشارك فيها وفي معاناتها وكما يقولون في المثل كلما تقدمت خطوة رجعوني خطوتين . وهاهي سنوات ثلاث قد انقضت والجنوب المحرر لم يحتفل بعد بمهرجان التحرير الحقيقي بل يجتر مآسي الاحتفالات القديمة في الساحة ماقبل الحرب كانه لم ينتصر ولم يتحرر وكل يوم تزداد معاناة ابنائه بسبب تأخر الحسم والعزم فلم يطلق على المولود اسم حتى يومنا هذا فمنذ ولادته بعد ان كان جنوبا محتلا وتم تحريره لم يسمه احد من اوليائه حتى اليوم فمازال جنوبا .. وهو ليس يتيما او عاهة مشوهة فاما ان ينتزعه احد ابنائه ومحبيه من رجاله الاوفياء ويلتف حوله شعب الجنوب ماضون بكل صراحة وشجاعة وقوة نحو المجد القادم لدولة حرة ومستقلة كاملة السيادة او فلتستمروا في الانتظار فليس هناك انتظار لما هو افضل فلقد التحق الجنوب مؤخرا في مصاف الدول المهيأة للفشل بعد ان فشلت صنعاء وبغداد ودمشق وطرابلس الغرب وكابول ومقديشو وغيرها فياايها الجنوبيون اما ان تنتزعوا جنوبكم وتحموه او فاتركوه فانه قد بدأ يشهد مصيره المزري امامكم وانتم تنظرون فلن يكون جنوبا ولا دولة ولا وجود فالدول تبنى بتضحيات الابطال وسواعد الرجال فلقد ضحى الابطال فلننتظر ماذا تصنع سواعد ،،،،،،، فاحذروا التأخير انه سم النجاح وعائق امام الانجازات فاما ان ينتزع احدكم الجنوب وينجيه مما قد يقع فيه او يضيع منا ونخسره جميعنا معا.