آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


المخدرات خطر يحدق بالمجتمع وهذه مسؤوليتنا

الإثنين - 17 سبتمبر 2018 - الساعة 11:46 م

مهيب شائف
بقلم: مهيب شائف - ارشيف الكاتب


عندما نستيقض يوميا على وقع اخبار تتصدرها مشاهد جرائم غير مبرره لنكتشف انها ارتكبت بسبب غياب الوعي جراء تعاطي المخدرات والمسكرات بمختلف انواعها فان الامر يحتم علينا جميعا ان نرفع درجة الشعور بالخطر الى اعلى المستويات فكل المؤشرات تؤكد على ازدياد كبير في عدد المدمنين من الجنسين ومن مختلف الاعمار والفئات الاجتماعية الامر الذي يدل على تضاعف كميات المخدرات والمسكرات بمختلف انواعها وتوسع شبكات الترويج والتوزيع فمن المعلوم ان الادمان يوسع من انحراف المدمن ليصبح مروجا او موزعا ويتطور البعض ليصبح مهربا ويصبح المجتمع مؤبو بمختلف انواع الجرائم من النصب والاختلاس والسرقة او السرقة بالاكراه او القتل وتتطور تلك الجرائم من اعمال فردية الى اعمال عصابات منظمة اضافة الى عصابات تجارة المخدرات ناهيك عن جرائم الدعارة الفردية والمنظمة والتحرش والاغتصاب حتى للاطفال فالمدمنون بؤر فاسدة في جسم المجتمع ناهيك عن انعكاس تلك الجرائم على الضحايا الابرياء واسرهم واسر المدمنين انفسهم ويصبح الشباب منقسمين بين من يوصفون بالطاقات الهدامة وهم المهربين والمروجين والموزعين واخرين يوصفون بالطاقات المعطلة وهم المتعاطين وبينهم يقف مجتمع مشوه وضحايا يندبون حظهم ودولة تنفق مبالغ طائلة على علاج الادمان ومكافحتة وبرامج التوعية من مخاطرة بدلا عن الانفاق على برامج التعليم والخدمات وغيرها بل ويصبح لدينا اقتصاد متضرر مشبوه من خلال الاموال العظيمة المستخدمة في تجارة المخدرات وتهريبها وتوزيعها وارتباطها الوثيق بعد ذلك بشبكات غسيل الاموال. اذا نحن امام خطر عظيم متنامي والسكوت عليه بهذا الشكل يمنح مافيا المخدرات الوقت الكافي لتزداد قوة وتنظيم وترابط وتوسع تهريبا وترويجا وتوزيعا ولن نلبث الا ونحن مصدمون بواقع شبية لواقع الفلبين التي اتخذ رئيسها اجراءات وصفت بالعنيفة لتخلص من هذا الوباء وللاسف زادت الامور تعقيدا وتوسعت حالة تشرذم المجتمع وانقسامة لان الدولة استباحات قتل المدمنين ومهربي وموزعي المخدرات دون تمييز باعتبارهم خطر على مستقبل الفلبين كل ذلك بسبب تاخر الدولة في معالجة الكارثة منذ البداية وبهذا فاننا ندعوا السلطات الحكومية بمختلف مستوياتها الى سرعة اتخاذ اجراءات عاجلة وفاعلة تشمل كل شوارع المدينة بالاستعانة بعقال الحارات وشباب متطوعين واعتبار المدمن قيد التوقيف والتعزير العلني ومحاكمة المهربين والمروجين والموزعين علنيا ومصادرة كل اموالهم وممتلكاتهم فنحن امام مافيا منظمة استطاعات ان تخترق كل المحافظات في ظل اجراءات امنية مشددة تبدا من الحدود البرية والبحرية وتنتهي بالمطارات والمؤانى اضافة الى اتخاذ اجراءات جديدة على مستوى الادوية المخدرة الموزعة للصيدليات والمسموح باستيرادها بشكل مفتوح يجب مراجعة ذلك اما بتكفل الدولة باستيراد تلك الانواع من الادوية او تحديد شركة او مؤسسة واحدة فقط للتوريد وتحديد صيدلية واحدة في كل مديرية لبيعها باوراق ووصفات طبية كل ذلك يسهل امر الرقابة لان الكميات تصبح معلومة ومسجلة ومحصور توزيعها واعادة فتح مراكز العلاج من الادمان ودعم المنظمات والاجهزة العاملة في مجال التوعية وجعل منابر المساجد منابر تحذير وتوعية من هذا الوباء وغير ذلك من الاجراءات التي تضعها الجهات المختصة الخبيرة بمثل هذه الامور وليعلم كل مسئول حكومي مدني او امني خاضع للسلطة الشرعية او التحالف العربي ان التاريخ سيسجل اسمائهم في مكب النفايات ان استمرت الاتكالية والانقسامات السياسية تقوض اعمال مكافحة المخدرات والادمان وان تاخر اتخاذ اجراءات فعلية في عواصم المحافظات سيؤدي الى انتقال الوباء الى الارياف باقرب مما يتصور المتخاذلين وعليهم ان يستوعبوا ان الادمان والمخدرات سلاح فتاك لا يقتصر استخدامة على مافيا التهريب والبيع بل استخدمته دول لتحقق من خلاله انتقاما سياسيا او تحقق ارباحا لتمويل عمليات عسكرية او استخباراتية خارج اطار دستور وقانون الدولة بل وتستخدمة التنظيمات الارهابية لتمويل انشطتها وهذا مثبت بتقارير وادلة دامغة لا يتسع المجال لذكرها انما طرق البحث مفتوحة امام الجميع ولعل الذاكرة التاريخية للبشرية لازالت وستظل تتذكر اكثر الحروب قذارة (حرب الافيون الاولى والثانية) بين الصين من جهة وبريطانيا ومن ثم حليفتها فرنسا وتواطى روسي امريكي لجني ثمار الحرب القذرة بشكل ابتزاز سياسي اقتصادي وديني فرض شروط ايقاف الحربين لتعاني الصين لعقود جراء ادمان 120 مليون نسمة من ساكنيها والسبب ايضا تساهلها فخلال عشرين عاما من الصمت ارتفع المدمنون منو2 مليون ليصل الى 120 مليون وبهذا نضع السلطات امام كل الاحتمالات ومنها ضلوع ايادي قذرة تريد تدمير المجتمع وتشرذمة واخضاعة واذلاله كما اذل الادمان والكيف شعبا كاملا في الصين دولة الحضارة وغيرها فهل نجد ضمائر حية تستوعب حجم الخطر وتعمل على تدارك الكارثة قبل ان تكتسح الجميع. نقابي وناشط مدني / جامعة عدن