آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 01:21 م

كتابات واقلام


همس اليراع ..هل هو تغييرٌ حكوميٌ حقاً ؟؟

الثلاثاء - 16 أكتوبر 2018 - الساعة 05:32 م

د. عيدروس نصر ناصر
بقلم: د. عيدروس نصر ناصر - ارشيف الكاتب


بعد سنتين عجفاوتين ونصف من تولي الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئاسة حكومة البؤس والتجويع والإفقار والفساد، جاءت إقالته مسبوقة باضطرابات عديدة لم تستهدف الرجل بشخصه (بطبيعة الحال) بقدرما استهدفت النهج الذي مضى عليه بن دغر وهو نفس النهج الذي ورثه الساسة اليمنيون من نظام ربض ثلث قرن على صدور اليمنيين كان الفساد وغياب المحاسبة والعبث بالموارد وتبلد القائمين عليه أهم مزاياه، بجانب العجز عن مواجهة أصغر الكوارث التي تسببوا بها كأوبئة الكوليرا وحمى الضنك، ومعالجة انعدام الخدمات الضرورية ووصول الناس إلى حافة المجاعة التي التهمت عشرات الأرواح. من الواضح أن إقالة الدكتور بن دغر واستبداله بشخصية مغمورة لا يعرف عنها سوى أن صاحبها كان عضوا في مؤتمر الحوار وفي لجنة الأقاليم لا يعني سوى عملية تسكين موضعي ومؤقت للآلام المتعددة والمزمنة التي تسببت بها حكومة بن دغر، أما إحالة رئيس الوزراء السابق للتحقيق فهي قد لا تكون سوى رسالة تخدير للمطالبين بمحاسبته وسيكون من المستحيل التحقيق معه في ظل توقيف النيابة العامة والمحكمة العليا وكل جهازي النيابة والقضاء عن العمل. من المبكر الحديث عن بديل بن دغر في رئاسة الحكومة، لكن بالنسبة للجنوبيين الذين أمضوا عقدين ونيف وهم يرفعون أصواتهم للمطالبة بحقهم في تقرير مصير بلادهم، فإن الأمر لا يختلف فيما إذا كان رئيس الحكومة بن دغر أو معين عبد الملك أو حتى نيلسون مانديلا طالما والخطبة هي الخطبة والجمعة هي الجمعة كما يقول إخواننا في صنعاء. بقيت ملاحظتان ليستا بلا أهمية: الأولى: عمر الرجل المعين رئيسا للوزراء (37 عاما)، وفي هذا مخالفة للمادة 131 من دستور الجمهورية اليمنية التي تنص على أن لا يقل عمر رئيس الحكومة عن أربعين عاما. الثانية، وهي الأهم: نص القرار الرئاسي على أن تواصل الحكومة عملها بقوامها السابق، وهو ما يعني أن معالجة الأزمة الحكومية اقتصرت على رئيس الوزراء وحده، واستبقاء كل الفاسدين والعابثين، ليواصلوا ما سيتركه لهم بن دغر. وفي كل الأحوال تظل القضية الجنوبية التي يتوارث كل القادمين إلى الحكومة والمنصرفين عنها نكرانهم لها والهروب من معالجتها، تظل هي المؤرق الذي لن يدعهم ينعمون بالسكينة وهم يعبثون بخيرات البلد ومصادرة اللقمة من أفواه أبنائه. خلاصة القول أن ما يسمى تغييراً حكومياً ليس سوى جرعة مسكنة معطوبة لن يدوم مفعولها أسابيعَ وربما أياماً لأن سبب الورم لم يستأصل وسيظل ينخر في جسد الوطن حتى يتهدد حياته المهددة أصلا. "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "