آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:28 م

كتابات واقلام


خطورة اضراب القضاة وإغلاق المحاكم

الإثنين - 26 نوفمبر 2018 - الساعة 09:53 م

احمد فيصل الابي المحامي
بقلم: احمد فيصل الابي المحامي - ارشيف الكاتب


بينما كنت أقود سيارتي يوم أمس الأحد الموافق 25 نوفمبر في خط العريش إذ حصل حادث مروري كان ضحيته سائق في مقتبل العمر كان يقود سيارة والده ، و تبين لي فيما بعد أنه أحد القضاة في محاكم عدن .

فأسرع المارة إلى إسعاف الشاب إذ كانت إصاباته خطيرة بينما لم يصب القاضي إلا ببعض الرضوض ..

وعندما دخلنا بهما إلى مستشفى الجمهورية كانت المفاجأة صادمة عندما رفض الأطباء والممرضون معالجة الشاب أو حتى مجرد معاينته .. فصرخ القاضي في وجوههم أين الرحمة والإنسانية ؟!! يفترض أنكم ملائكة الرحمة فقوموا بواجبكم .

فرد عليه أحد الممرضين قائلا : العفو منك يا أخي فنحن مضربين عن العمل .

فقال القاضي : إتق الله إبني بيموت وأنت تقول لي مضربين عن العمل !!

فقال أحد الأطباء : هل أنت القاضي فلان إبن فلان ؟
فرد القاضي - باعتزاز تكسوه البهجة إذ فرح بوجود طبيبا يعرفه لعله ينقذ حياة ولده المصاب - : نعم أنا القاضي فلان الفلاني .

فقال الطبيب : جميع القضاة مضربون عن العمل للمطالبة بحقوقهم ونحن مثلكم ولعلنا تعرضنا لسلب حقوقنا أكثر منكم !!
فلماذا تسكثروا علينا المطالبة بحقوقنا ؟!!

القاضي يرد بغضب شديد : لكن إبني سيموت بسبب إضرابكم !!

والطبيب يجيب بكل حرقة وألم : أنسيت قاضينا الفاضل أن الآلاف في السجون لم يقدموا إلى المحاكمات منذ إندلاع الحرب ؟!! و آلاف المتنازعين تفاقمت نزاعاتهم ووصلت بعضها إلى حد القتل بسبب تعطيل المحاكم !!
هل نسيت أم تناسيت الأرامل والأيتام الذين لم يستطيعوا إستلام معاشاتهم لعدم توثيق وكالاتهم أو إستخراج حكم انحصار وراثة وذلك لإغلاق المحاكم ؟!!
كيف تجاهلت قاضينا الفاضل أن الجريمة انتشرت و تجرأ المجرمون وتمادوا في طغيانهم لأن القضاء لم يردعهم ؟!!.. فأهدرت الحقوق وضاعت الدماء وانتهكت الأعراض و سلبت الأموال و دنست المحرمات لأن القضاة أغلقوا المحاكم قبل بدء الحرب بفترة طويلة؟!!!

وفي هذه اللحظة استيقظت من نومي متمنيا أن يتنبه القضاة والأطباء وغيرهم إلى الأضرار الجسيمة التي تصيب القاصي والداني جراء الإضراب عن العمل وتعطيل المرافق العامة ..

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ..

اللهم إرفع مقتك وغضبك عنا و ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .