آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:54 م

كتابات واقلام


صندوق النظافة وما أدراك!!

الأربعاء - 16 يناير 2019 - الساعة 11:14 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


ما رأيته بأم عيني، قد رأيته جهاراً نهاراً والناس مستيقظون، لذا من المستحيل أن أكون أنا وحدي قد شاهدت ما شاهدت من تصرفات مخجلة لا صلة لها بالنظافة ولا بتحسين المدينة. والغريب في الأمر أن هذه التصرفات لا تنجم من جهة أو أفراد لهم صلة رسمية بهذا الشعار، وإنما من جهة لصيقة الانتماء والعيش والمعاش بهذا الشعار الذي باسمه وبصفته لهم درجات وظيفية ورواتب وآليات ووقود وما إلى ذلك من حقوق.
فدائماً أو لنقل على طول الوقت نجد شاحنات (قلاب) أو دينات تشق طريقها قادمة من داخل المدينة محملة بمخلفات البناء أو القمامة، وهي تحمل على أبوابها هذه التسمية التي تدل على شرعية ما تقوم به (صندوق النظافة وتحسين المدينة)، وتظل تنثر ما عليها فوق الطرق ورؤوس الناس مما تحمل بسخاء مقدمة بذلك الدليل العملي على فهمها اللا مسؤول لمعنى الشعار أو التسمية التي تحملها.
والأنكى من ذلك هو حين تراها تحدد محطتها الأخيرة، وبالذات منها تلك الشاحنات التي تحمل مخلفات البناء، إما على حواف الطرق المأهولة أو في احد السواحل لتلقي ما عليها من أثقال بكل بجاحة وتعنت وغباء، هازئة ومتحدية ومخالفة أدنى وابسط قواعد النظافة وتحسين المدينة، من خلال المبالغة في تشويه المدينة وتلطيخ جمالها.
بل ان ما يثير الاستغراب هو متى قد تحولت مخلفات المنازل والحوانيت والمطاعم من كراتين وأكياس وفضلات إلى مخلفات بناء يتم نقلها يومياً على ظهور الآليات التابعة لصندوق النظافة وتحسين المدينة؟؟!!
وهل يتم هذا تحت علم وإدراك القائمين على الصندوق والمشرفين الميدانيين الذين ربما كان عندهم الإجابات التي تصوب حقيقة التساؤل السابق؟ والذين ربما افادونا مصدقين ما نحن متأكدون منه ان الصندوق قد أصبح مقاولاً مع من يقومون بهدم وتجديد منازلهم واحواشهم من اجل زيادة دخل (الصندوق) بحيث يعمل على تقديم خدمات جديدة لم تكن موضوعة في حساباتنا نحن الذين نساهم بمد هذا الصندوق وبرفده بأموال طائلة يتم تحصيلها كقيمة مضافة على المواد الغذائية والفواتير التي نقوم بدفعها، بالإضافة إلى كل سلعة يتم استيرادها أو تصديرها من وإلى داخل البلاد.
وإذا كان الأمر اصبح كذلك ألا نستحق ان نجنب تبعات هذه العملية التي جاءت لتلحق بنا وبمدينتنا ومتنفساتنا الاختناق والتشويه الذي يحول شواطئنا وفراغات مدينتنا إلى مقالب لهذه الصفقات غير القانونية التي تنفذ بواسطة وعلى أيادي المعنيين بتنظيف وتحسين المدينة عدن.