آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


المعلمون انهوا عاما دراسيا بنجاح المماطلة وفشل المطالبة

الجمعة - 19 أبريل 2019 - الساعة 07:24 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


شكرا سيادة وزير التربية والتعليم الراعي الرسمي لاتفاقية التمديد لصبر المعلمين وتحملهم معاناة غلاء المعيشة حتى تقر الموازنة العامة للدولة ويحصلوا على الوهم بصرف مستحقاتهم
شكرا سيادة رئيس الوزراء الغائب المغيب عن المشهد الغير مضطلع على الاتفاقية والواضع غمامة على عينيه وسدادة فوق اذنيه رافضا تحمل تبعات واخطاء من قبله وهذا حقه لكنها الانسانية سيادة معين عبدالملك رئيس الوزراء في حكومة التغيير
شكرا نواب الوزراء ومحافظي المحافظات ومدراء المكاتب والادارات ، شكرا حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني ، شكرا حضرة الشهود والوسطاء بين اضراب المعلمين والحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية والمالية ، شكرا لكم جميعا اولياء الامور وشكرا ابناءنا الطلبة ، لقد انقضى العام الدراسي وانتصرتم واعطاكم المعلم حقكم بالكامل بالوفاء والتمام وكان يضع خده على مخدته كل يوم صابرا وهو يهز ولده كي ينام جائعا ثم يستيقظ المعلم مبكرا ليتوجه الى المدرسة يقدم لكم ايها السادة الكرام ما التزم بتأديته في المدرسة تجاه ابنائكم من فروض الصبر وواجبات التحمل واركان الانتظار .. لقد انقضى العام الدراسي بنجاح ونجح معه الكذب على المعلمين وفشل صبره وتحمله وانتظاره . لكن الاجمل دائما هو المعلم شمعدان الحياة المضيئ في ظلمات الجهالة لقد صدق فيما وعد وانجز مابه تعهد وصدق من قال بان المعلم شمعة تحترق لتضيئ الطريق للآخرين .. نعم ايها السادة الكرام … لقد احترق قلب المعلم والمعلمة كمدا خلال العام الدراسي وهما يحسنان الظن بالقائمين على الامانة تجاههم فأمل بهم خيرا وصدقهم وتراجع عن اساليب الاحتجاج الفوضوية التي جرب الخوض فيها مكرها فاهانته نظرة الناس اليه ، وانتقاصهم من مكانته فقالوا بحقه ماقالوا متناسين انه انسان حتى وان كان معلما فستغلب عليه نزعته الانسانيه فيتصرف بعفوية عند الضيق والحاجة والاضطرار لانه انسان .
شكرا لكم ايها السادة على انانيتكم وخذلانكم لحقوق المعلم والمربي لاولادكم لقد اجبرتموه على العودة للمدرسة ليعلم ابناءكم ويتناسى حقوقه ويؤجل المطالبة بها فاستجاب لكم ملبيا رغبتكم فعاد الى الحصة الدراسية واكمل تعليم ابناءكم وانهى العام الدراسي بنجاح تام مع الانتظار والاحتمال والصبر النبيل على الغلاء وتدهور المعيشة وحياة المعلم اليومية المضنية
هذا هو المعلم دائما يعطي ماعنده حتى ان لم يأخذ فهو معين لاينضب يتدفق عطاؤه في الشدة والرخاء وهو جائع او مريض لايمنع عطاؤه مانع ولا يقطع سخاؤه ابنه الجائع
شكرا لكم جميعا ايها السادة على موقفكم من حقوق المعلمين فلقد انقضى العام الدراسي وانتم تنظرون … ان حرصكم على تعليم ابنائكم ونجاحهم أنساكم وعودكم للمعلمين بالوقوف معهم وانصافهم ومتابعة قضاياهم فلقد نسيتم واجبكم تجاه المعلم لكنه كعادته لاينسى ابدا .. فلم ينسى دوره تجاه ابنائكم فلقد ادى واجبه واكمل العام الدراسي بنجاح ، ونجح كذب الوعود للمعلم وفشل الصبر والتحمل ، عام دراسي قضاه المعلم بانتظار الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق ففشل صبره واحتماله ولم يحصل على حقوقه فشكرا لكم على عطائكم وسينتظر المعلم وعودا قادمة للعام القادم لو انكم ستذكرون ، فإن حقوقه قد صارت بين يدي طلابه المهملين يهملونها كعادتهم في اهمال الفروض المدرسية التي كان المعلمون يكلفونهم بها واليوم صار المعلم يستجديها منهم وهو من المكرمين.