آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


الأخطاء في السياسة الوطنية تفكك الدولة

الأحد - 21 أبريل 2019 - الساعة 03:08 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


ان الأخطاء في السياسة الوطنية والتدخلات الدبلوماسية والعسكرية هي من تصنع التفرقة و الصراعات المستقبلية داخل الدولة وتسبب ضعفها و تفككها , ولعدة أسباب جيوسياسية وجيو اقتصادية ,عرقية وطائفية تتعرض ألان بعض الدول عمليا و واقعيا لتهديدات التفكك مثل اليمن والعراق وأفغانستان وليبيا وسوريا وأوكرانيا .

أن من أهم ألأسباب , التي أدت إلى وصول اليمن بعد الوحدة اليمنية إلى هذا الحال من الضعف هو وجود هيئتان حاكمتان للجمهورية اليمنية و كانت ممثلة بالرئيس صالح وقبائل الهضبة المتخلفة وهذا الشكل من الحكم كان غير دستوري وخلق أزمات و توترات عميقة في أربعة اتجاهات رئيسية متزامنة : الأزمة الاقتصادية والأزمة السياسية والأيديولوجية والحركة الانفصالية الهائلة للسكان في الجنوب .

هناك أسباب أخرى أضعفت الدولة اليمنية وتقودها نحو التفكك التدريجي الحتمي ومنها التمحور التقليدي حول شخصية القائد السياسي في السلطة باعتباره العامل الأكثر أهمية في النظام السياسي إغلاق النظام نفسه على زعيمه وقبيلته وعائلته وهيمنتهم على العلاقات السياسية والاجتماعية الاقتصادية وعلى الثروات و قرارات الدولة وعدم الاتفاق على تقاسم السلطة والثروات أضف عليها أسباب قانونية وإنسانية منها إهمال ورفض حل اُم القضايا وهي القضية الجنوبية من قبل نظام قبلي قائم على النهب والفيد و نخبة سياسية أكثريتها فاسدة و برلمان كرتوني تديره قبائل الهضبة, بينما الحكومة ومجلس الشورى لا حول ولا قوة لهم وبيد الرئيس.

التخلي عن فكرة الوحدة اليمنية كأساس للعيش معا كجيران مسالمة محددة بوضوح في الجنوب ولم تطرح في هذا الشطر من الجمهورية اليمنية إلا بعد ممارسات لا أخوية ولا إنسانية من قبل الشقيق في الشمال وحبه للجنوب لثرواته فقط , التي حلقات نهبها مستمرة إلى اليوم بمساعدة بعض من تلاميذهم الجنوبيين ودون ربطها بإيرادات الدولة ليطل علينا اليوم معالي رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك في تغريده على حسابه في تويتر قائلا بأن "موافقة مجلس النواب بالإجماع على موازنة ٢٠١٩, دعم لرؤى وتوجهات الحكومة وثقة نقدرها, تضعنا أمام الوفاء بالتزاماتنا", ولكن هل يعرف الدكتور معين أن ميزانية الدولة هي وثيقة قانونية تصف الدخل والنفقات الخاصة بالدولة ولمدة عام كامل وهل يستطيع معالية أن يصف للشعب من أين سيأتي بإيرادات الميزانية والدولة في حاله يرثى لها , فالشمال وإيراداته بيد الحوثي وإيرادات مأرب ادخلي لا تخرجي , والجنوب مثل العرسة البلدي الضائع ... بسبب عدم توحد الكيانات السياسية الجنوبية و كثرة المؤامرات علية وعايش على مساعدات الإقليم والمجتمع الدولي, وهل يدرك معالية أن هناك من يغرق البلاد جنوبا وشمالا يومياً بالديون الخارجية تحت مسميات مختلفة وملتوية ومن يتحكم في خيوط الديون يسيطر مستقبلا على الدولة لعقود قادمة ويديرها حسب أجنداته ويفقدها قرارها وسيادتها وعزة نفس مواطنيها , وهل يدرك معاليه أن الاحتفاظ بالكرامة أفضل من استعادتها .