آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


عدن وإستمرارية جرعات المعاناة المميتة مع سبق الإصرار والترصد

الإثنين - 22 أبريل 2019 - الساعة 10:59 م

عصام خليدي
بقلم: عصام خليدي - ارشيف الكاتب



كتب الفنان/عصام خليدي

عندما تصبح رحلة المعاناة الشاقة والألم الطافح الموجع والنزيف المستمر المرهق والمميت بشكل مستديم يغلب على نمط وأسلوب جل حياتنا المعيشية اليومية ..

حينما لا تستطيع الكلمات والمفردات التعبير عن مجريات قتامة الواقع المعاش وحينما نرى البشر المستضعفين من كبار السن يتساقطون تباعاً من أمراض ضغط الدم والسكري والفشل الكلوي ونرى ونشاهد بأم أعيننا الأمهات والأطفال الرضع يفارقون الحياة لعدم توفر أبسط وسائل الرعاية والعناية الصحية وبسبب الكوارث المفجعة المميتة التي تسببها معاناتهم من خطورة الأوبئة الفتاكة بسبب تلوث البيئة وطفح المجاري وانعدام النظافة وطرق الوقاية المنعدمة ..

حيـــنما تـــصبح حـــياة الــمواطن لا تساوي شيئاً في أجندة صناع القرار وتسود البلطجة والفوضى والعبث وقانون الغاب فتصبح الحياة جحيم لا يطاق لا يمكن احتمالها خصوصاً مع شدة وقسوة إرتفاع درجة حرارة الشمس في عز صيف عدن القائض وغياب الكهرباء المزمن بصورة عبثية مستفزة فجة وعدم توفير المياه وإنقطاع معاشات ورواتب غالبية موظفي الدولة .

حينما نصرخ ونستغيث لمن بأيديهم سلطة القرار ونجدهم يتعمدون عدم سماع أصواتنا ونداءاتنا وصرخاتنا لإنشغالهم بثقافة وسياسة النهب والسلب والفيد والسرقة والفساد ...
في هذه الحالة يعجز اللسان عن التعبير عن حقيقة الواقع المعاش الذي أصبح به الأحياء أموات ..؟!

أمام هذا الطوفان لا يسعنا الا أن نرفع أيدينا ودعواتنا متضرعين إلى عدالة ورحمة السماء لإنقاذ ما تبقى من أرواح وحياة الناس الأبرياء المستضعفين الهالكين الذين لا حول لهم ولا قوة ...

عن ماذا تتحدثون يا حكومة المعاشيق في وسائل الإعلام ...؟! ألم تنتهي جرعات الكذب والتظليل والدجل والتزييف ...

أي وطن تتحدثون عنه اليوم في ظل هذه الأوضاع المتردية المزرية يبنى على أشلاء ودماء أبنائه ومواطنيه وسكانه وأهاليه الصامدون المناضلون البسطاء الحالمون بعيشة كريمة أمنة تحفظ أدميتهم وأحقيتهم في إستمرارية الحياة بعد بطولاتهم وتضحياتهم بفلذات أكبادهم وأعز ما يملكون .