آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


إنتاج الانفصام

الجمعة - 16 أغسطس 2019 - الساعة 03:36 م

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس - ارشيف الكاتب


✅‏النخب اليمنية السياسية والإعلامية والحزبية مصابة بانفصام حاد في المخيال السياسي اجتاحت الجنوب عام ١٩٩٤م شعارها الوحدة او الموت وصفقت وباركت تلك النخب معتقدة أن جزم عساكرهم من حرس جمهوري وامن مركزي ..الخ ومدفعيتهم وطائراتهم ستقهر إرادة الجنوب العربي وتحدد مصيره وستجعله يقبع راضيا بمنزلة "الرعوية" او مادونها فخرج من مرارة الهزيمة العسكرية ثورة سلمية كانت الأولى في العالم العربي وقدمت انزه نموذج للسلمية في العالم العربي.

✅رغم اعتراف القيادات اليمنية التي احتلت الجنوب العربي انها ادارته بالاستعمار فان تلك النخب تصر انها وحدة
اليس ذلك انفصام!!؟

✅ هذا الانفصام النخبوي عندما انطلق الربيع الإخواني تحرك الاخوان حسب اوامر " المرشد" على ذات المسار ، لكن لان الحالة السياسية والحزبية والسياسية في اليمن ليست جمهورية حتى بالمفهوم الاستبدادي بل " جملكه" تتقاسمها عائلات قبلية وعسكرية وامنية وتسيطر على الأحزاب والمال والأمن والعسكر...الخ فقد انقسمت الجملكه بين شارع التغيير الإخواني وشارع السبعين المؤتمري وتلك النخب تصفق معتقدة ان في التغيير ثورة وان في السبعين سلطة رافضة بينما الواقع ان الجملكة انقسمت نصفين

✅ هذا الانفصام النخبوي جعل تلك النخب تجلب مليشيا الحوثي لخوارهم الوطني وتعطيها كافة الضمانات السياسية ..هذه الضمانات السياسية لمليشيا جعلتها تجتاح "الجملكه اليمنية" عندما انقسمت مصالحها
"وعيق " كل منهم
عز القبيلي لاوقع بين اخوته
ون قد فرق وحده هانوه الرجال

✅ من ابرز سمات الانفصام النخبوي ما قراناه خلال هذا الاسبوع في التغريدات او في حوائط الواتس او الكتابات الصحفية او التعليقات الإعلامية في القنوات حول مليونية الحسم الجنوبية والاحداث التي شهدتها عدن فلم يتعاملوا معها إلا بعقلية الانفصام ما بين تقليل لها او تزوير مقاطع عن اختلافات سادتها او انها جماهير مأجورة للامارات العربية المتحدة وان الاحداث قبلها مجرد انقلاب إماراتي
لو سالوا انفسهم إذا كانت الإمارات قادرة فلماذا انسحبت من مأرب ولم تنفذ فيه انقلاب مع ان دخولها عدن في نفس الوقت الذي دخلت فيه مارب؟
انفصام

✅ ان الذين احتشدوا في هذه المليونية على الاقل كحشودهم في في احد.ميداني التغيير او السبعين ورغم ذلك فحشودهم ثورة شرعية اما حشود جماهير الجنوب العربي فارتزاق
اليس ذلك من أعراض الانفصام !!؟

✅ بعد أن وصل انقسام الجملكه إلى طريق مسدود اتفقوا على " الحصانه " لقادة الشارعين ثم توافقوا على شرعية لاعادة إنتاج الجملكه ودخلوا في " خوار وطني" وكانت المعضلة الأساسية في القضية الجنوبية ففرخوا لها مكون جنوبي مفلتر عندما اكتشف الذين يحترمون انفسهم فيه انهم حضروا لشرعنة اليمننة في الجنوب العربي انسحبوا وبقيت
" خردة تمثيل " هذه الخردة تقاسمتها الشرعية الهاربة والانقلاب الحوثي ورغم ذلك تصر الشرعية انها مدعومة بممثل جنوبي شرعن الجنوب في الحوار ، والحوثي من جانبه يصر ان جزءا من الخردة الجنوبية في الخوار الوطني تساند وتدعم انقلابه

من يمثل الجنوب العربي من تلك الخردة حتى يكون الحق بفرض مشروعه ؟ ‎
✅ الانفصام ان نخب الشرعية اليمنية تصر على تنفيذ الاقلمة وتستمد شرعيتها من تمثيل تلك الخردة المنقسمة وتعلم تلك النخب ان تلك الخردة لا وجود لها على الأرض ولو كان لها وجود ووزن لقام الحوثي بتفعيله عند اجتياح الجنوب العربي

✅ جهة ما في الجنوب العربي ثبتت لان لها جذور فيه وتحمل قضيته قاومت فانبعثت المقاومة الجنوبية من حريق اليمننة "كطائر الفينيق" حتى قيض الله لها المدد العربي وكسرت مشروع فارس في الجنوب العربي
النخب اليمنية المنفصنة كانت تتمنى أن لا ينكسر الحوثي في الجنوب من منطلق القول الشعبي
" الرخيصه تفرح بالحزن " هم يعلمون انهم لن يكسروا الحوثي مهما ساندهم التحالف وتصر تلك النخب انه لا يحق لمشروع المقاومة الجنوبية ان تفرض مشروعها وان شرعية الأرض هي لشرعية ميمننة معها جزء من الخردة الجنوبية التي شاركت في الحوار
✅طيب ياسادة
لو ان شرعية الفرض بخردة الخوار
فالحوثي معه أكثر ممثلي الخردة

فكيف تحكمون؟

‏‎✅ الانفصام ليس مرض عقلي ‎فعندما لا يعترف السياسي والإعلامي والنخبوي بالواقع كما هو فإنه منفصم الصراع في الجنوب العربي وحاضرته عدن صراع بين مشروعين مشروع اليمننةومشروع استقلال الجنوب وهذا الصراع سابق على الانقلاب وسابق على عمليات التحالف
✅المنفصم اليمني يصر ان الصراع في عدن بين دول السعودية والامارات٠
✅ اليمننة لا تريد تحرير يمنها إلا بشرط على دول التحالف إلعربي ان تسقط لها الجنوب العربي وبالذات العاصمة عدن وفي ذات السياق لاتلتزم لدول التحالف حتى بتحرير تعز من الحوثي اما صنعاء فمن المحال تحريرها ‎

#انفصام

١٦/ اغسطس/٢٠١٩م
صالح علي الدويل