آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 09:04 ص

كتابات واقلام


دوافع التصعيد ضد الجنوب

الثلاثاء - 10 مايو 2016 - الساعة 12:25 م

قاسم داؤود
بقلم: قاسم داؤود - ارشيف الكاتب


لا علاقة إطلاقا للحملة السياسية - الإعلامية المسعورة والمنفلتة بالإجراء الذي اتخذته اجهزة السلطة الشرعية في عدن في إطار واجباتها ومسؤوليتها عن مواجهة الجرائم الأرهابية ذي الدوافع السياسية وأعمال العنف التي تشهدها عدن وبلغت مستوي من الخطورة والأتساع ما اوجب مواجهته والتصدي له باجراءات حاسمة وشاملة ، كما لا تستهدف الدفاع عن المواطنين من محافظات شمالية ( كما ادعت) اللذين لا يمتلكون وثائق إثبات الهوية ، والذين طلب منهم العودة الى مناطقهم لتصحيح اوضاعهم ، وإنما جراء استغلال الاجراء الأمني المتخذ في إطار خطة شاملة كما أكد نائب وزير الداخلية لإطلاق هذه الحملة التي قامت علي جملة من الأكاذيب وقلب الحقائق ، وعلي التحريض والتضليل والتشهير ولأهداف سياسية ليس الآ . حيث لم تهتم ولم تقرب من جوهر المسألة نهائيا ، ولم تتطرق للأجراء ان كان مبررا قانونيا وضرورة تقتضيها الحالة الناشئة ، وهل توجد بدائل اخرى ، كما لم تشير وبشكل محدد وموضوعي لما يمكن ان تنتج عنه او عن تنفيذة من سلبيات وكيف يمكن تجاوزها ومعالجتها وهو التناول الذي كان من الممكن ان يقود الي التفاهم والاتفاق والمواقف الموحده . وكما سبقت الإشارة فان لهذه الحملة العدوانية والخطيرة اهداف سياسية ودوافع لا صلة لها بالإجراء الأمني وبعض ما ترتب عليه ، ويمكن ذكر التالي منها : ١) تعتبر ردت فعل من هذه القوئ علئ الحرب التي أعلنت علي الجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون ، وعلي النجاحات المحققة علي هذا الصعيد في كل من عدن ولحج وأبين وحضرموت التي قصمت ظهر البعير . ٢ ) افتعال مشكلة وازمة تعلق عليها فشلها في مواجهة القوى الانقلابية علي صعيد الشمال ، بعد ان استجابت كل من الشرعية ودول التحالف العربي لكل طلباتها وشروطها ، وما فرضته بالابتزاز والضغط ، ولقد باتت بحاجة ألي افتعال الأزمة لتبرير فشلها من جهة ، واستغلالها للابتزاز مزيد من المكاسب وعلي اكثر من صعيدوخاصة ما يتعلق بالجنوب . ٣ ) إرادت من هذه الأزمة التي أعطتها بعدا حساسا وخطيرا توجيه رساءل لأكثر من طرف ، وبالذات الخارجية تضغط من خلالها وتؤثر علي التصورات للحلول المطروحة وبالذات ما يتعلق منها بمستقبل الجنوب السياسي . ٤) كما يمكن اعتبار هذا التصعيد الخطير والمفتعل حلقة في إطار المشروع الأنقلابي الناعم الذي يستهدف الشرعية وباسمها ومن داخلها ، والذي يستهدف مزيد من الأضعاف لها ولرموزها، ودفعها للتنازل عن قيادة السلطة المحلية في عدن وقيادة الأمن والمنطقة الرابعة لصالح هذه القوئ التي تعتبر قيادة عدن حقاً أخذ منها ويجب ان يعاد لها . ٥)ومن ضمن ما تستهدفه الحملة ألئ جانب إجراءات اخرى أضعاف الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية والقيادات الميدانية الفاعلة والمؤثرة ، بما يؤدي الى اجبار الحراك علي التخلي عن دورة بوصفه الحامل للقضية الجنوبية والمعبر عنها وهي المكانة المدعومة بقرارات مجلس الأمن الدولي ودفعة الئ القبول بشرعية بوجود أطراف جنوبية أخرئ ، عند المشاركة في أي عملية تفاوض قادمة تتعلق بمستقبل الجنوب . واتمنى شخصيا ان لا يشكل هذا التطور الخطير مؤشر علي وجود توجه وقرار عند هذه القوئ بالتوجه الي عدن لإسقاطها ، بدلا من استعادة صنعاء من يد القوئ الأنقلابية ، وهو احتمال ترجّحه العديد من المقدمات والشواهد ، نناقشها في موضوع آخر .