آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

كتابات واقلام


الفرصة الأخيرة للشعب في رسم ملامح دولته القادمة

الأحد - 26 أبريل 2020 - الساعة 03:49 ص

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


اصدر المجلس الإنتقالي بيانه السياسي والمصيري بناءاََ على ما آلت إليه المستجدات الحالية في الجنوب بصفته ممثلا لهم وذلك باعتراف الرعاة الإقليميين والدوليين والتي اوصلت الشعب إلى استمرار الإحتجاجات ورفع وتيرتها بسبب الأوضاع الخانقة التي تكبدها الشعب ولازال يكتوي بنارها جراء انعدام الخدمات الأساسية بشكل عام في غياب وصمت الحكومة التي من واجبها توفيرها للمواطن بصورة مستمرة ..

ويبدو أن المشهد قد أخذ بعدا غير كونه خدماتيا واقتصاديا بحتا بل وصلت الأمور إلى أكبر من ذلك سياسياََ و عسكرياََ ..

رغم ان هذا التوجه المحموم والعفوي الذي عجل في تأجيجه ثورة الجياع ربما سيجر البلاد إلى اتون حرب عبثية بين أقطاب الصراع الذين ظلوا سنوات طوال صامتون إزاء ما يعانيه المواطنون من ضيق الحياة وقسوتها وتهميش لأبسط حقوق الإنسانية وأدنى متطلبات المواطنة ، فقد نفذ صبرهم ولم يعد يحتملون أساليب التعذيب الجماعية والإستهتار بآدميتهم ..

صحيح أن تلك الهبة والغضب الشعبي جاءت متأخرة الا انها ستحدد ملامح جديدة للوضع العام الجنوب بل سيمتد ذلك إلى الشمال مما سيعجل في تحرك المجتمع الدولي بطلب مباشر من دول الإقليم وعلى وجه الخصوص دول التحالف العربي ممثلا في السعودية والإمارات اللتان تتحملان تباعات ما آلت إليه الأوضاع بشكل مزري في الجنوب رغم تحريرها ،
وعجزها عن ردع وإيقاف استمرار الحوثيين لاغتصابهم الدولة في الشمال وهي الحجة التي دخلوا الحرب بها لتمتد لأكثر من خمس سنوات دون نتيجة تذكر ..

مشهد جديد ومتوقع يخرج من رحم المعانات وهي الفرصة الأخيرة التي ستحدد مصير الشعب في الجنوب وسترسم معالم الدولة التي ينشدها والتي يثق بها لتحقيق كل تطلعاته وآماله ويمنحه أبسط حقوقه المغتصبة وتوفير الخدمات الأساسية وهي مطالب مشروعة لا ينبغي أن تحشر في اي صراعات سياسية أو مماحكات غبية يكون الضحية الأولى جراء تلك التجاذبات الحمقاء هو الشعب !!

وهنا ستتضح الرؤى ما إذا كان رعاة الحرب وأمراءه وتجار الموت و أزلامه وعصاباته سيتجهون شمالا لتحريرها من يد (الإنقلابيين) الذين يبسطون سيطرتهم على الدولة هناك بعد الطرد والتنكيل بدعاة الشرعية والوحدة والدولة الحديثه بل و وصلت نيرانهم لرعاة الحرب وتحالفه الذي لم يحقق شيئاََ على الأرض منذ سنوات مضت معتمدا على قوات عسكرية وقبليه امدها بكافة العتاد العسكرية الحديثه والمخصصات المالية الكبيرة والتي بدل أن تسهم في إضعاف (الإنقلابيين ) زادتهم قوة ومنعة ، وكيف تعامل التحالف إزاء ذلك معهم !!

أم أن المؤامرة ستتضح رغم وضوحها بشكل لا يقبل الريبة بتحرك تلك القوات جنوباََ لقمع الشعب الذي حرر أرضه وسلبت منه كل حقوقه وتم العبث بمقدراته وإهانته والإستخفاف بمطالبه المشروعة التي لم تعد خدمية فقد تعدت مظالب الشعب وهو صاحب الحق في اختيار طريقه ونظام حكمه وشكل دولته التي حررها برجاله الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداءاََ لتحقيق حلمه المنشود في بناء دولة حقيقية يسودها النظام والقانون والمساواة والعدل والحرية ؛ وما موقف التحالف في ظل تلك المتغيرات !!

فمن هو ذلكم العدو الذي حشدت له تلك الحشود وجهزت له كل تلك الإمكانات الضخمة وتدخلت دول التحالف بقواتها وعتادها وأيدها المجتمع الدولي !!