آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 01:31 ص

كتابات واقلام


هزائم الجنوبيين في جبهة الخدمات تكبدهم خسائر فادحة

الإثنين - 27 أبريل 2020 - الساعة 01:42 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


ليعذرني رجال المقاومة الجنوبية الابطال وشهداء الجنوب وجرحاه وكل من شعر بالانتقاص من دوره في مقاومة الفساد والتصدي له فانما هو حال ما نحن فيه من بعد التحرير حتى يومنا هذا .

لاننكر البلاء الحسن للجنوبيين في كل جبهات القتال رغم شحة الامكانيات العسكرية والاستخباراتية مقارنة بجيش العدو الذي هو جيش دولة بكامل عتاده وتجهيزاته القتالية والقوة البشرية للحوثة الذين الفوا الحروب واكتسبوا فيها خبرات قتالية ايرانية ومن حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية في العراق وافغانستان.
لكن قضية شعب الجنوب وعدالتها وحقهم في الدفاع عن الارض والعرض مكنهم في الحرب فلم تقف امامهم كل تلك القوى فمنيت جميعها بهزيمة نكراء وغادرت عدن وهي تجر خلفها اذيال الهزيمة والانكسار وفي جبهة اخرى خاضها الجنوبيون في ابين وشبوة وحضرموت ضد امارة الشر داعش والقاعدة وحدهم الجنوبيون تمكنوا من التصدي لهذا الغول وسحقوهم في اوكارهم وشردوهم في الصحاري والجبال.

كل تلك الجبهات القتالية استبسل الجنوبيون فيها بجسارة ولم يتمكن جيش علي صالح المتحالف مع الحوثي والذي بناه في اكثر من ٢٥ سنة ولا اشباح القاعدة وداعش من الصمود امام غضبة الجنوبيين .. لقد انتصر عليهم الجنوبيون انتصار كبيرا .. الا ان هناك جبهات حروب غير قتالية خاضها الجنوبيون وللاسف الشديد انهزموا فيها شر هزيمة امام المحاربين المحليين المتلونين الذين تلبس على الجنوبيين امرهم فكبدوا شعب الجنوب وخلال خمس سنوات خسائر فادحة في الارواح والممتلكات في عمليات القتل الغادرة وتردي الخدمات والبنى التحتية وتنغيص حياة المواطنين والفشل في منع تسلل المقنعين وتخريبهم لبيارات المجاري وانابيب المياه وامدادات الطاقة الكهربائية وشبكة الاتصالات والانترنت والقنوات الفضائية ومكاتب البريد والبنوك وتموينات البترول والغاز والغذاء والدواء والاغاثة ومشاريع الاعمار عمليات عدوانية من نوع الصامت والخفي ارهقت الجنوبيين وبددت افراحهم بالانتصارات العظيمة واثبتت مدى الضعف الاستخباري التفاعلي عندهم كجنوبيين قيادة وشعبا في حماية ممتلكاتهم الوطنية ومواردهم النفطية وايراداتهم المالية والضرائب والزكوات ومصالح شعب الجنوب كافة . فشل ذريع وهزيمة تتبعها هزيمة واضرار مادية واخرى نفسية لحقت بالجنوب ارضا وشعبا ولاكثر من خمس سنوات خيم الفشل وخيبة الامل على الجنوبيين وافشلتهم في الدفاع عن الممتلكات والمقدرات المادية والمعنوية وعبثت بهم وبمواردهم المالية عصابات لاتقل خطورة عن المافيا الدولية جردت شعب الجنوب من كل امواله وثرواته والبنى التحتية واذهبت هيبتهم العسكرية القتالية ومرغتها في الوحل واظهرتهم بمظهر هزيل مليئ بالاحباط والتدمر والفشل والعجز حتى انكسرت ثقة الجنوبيون بانفسهم في قدرتهم على ادارة مواردهم والدفاع عنها فلم تنفعهم كوادرهم ولا صيتهم الذائع في المدنية والحضارة فالجيش الذي يخوض جنوده اشرف المعارك لايتمكن من الحصول على مرتبه الشهري لاشهر عديدة والشعب يعاني في الحصول على البنزين والغاز المنزلي ووقود المحركات ومحطات الكهرباء وحقول ابار المياه وشبكة الاتصالات والانترنت تضع الجنوبيين في صغار ومهانة تدفعهم للاستجداء ومد يد التسول المذلة خطوات متعثرة وركيكة اغضبت شعب الجنوب وارهقته نفسيا .

على الجنوبيين الشرفاء وامام هذه الهزائم النكراء في جبهة الخدمات ان يخضعوا لمعسكرات تدريبية مدنية لاتقل اهمية عن معسكرات التدريب القتالية بالدبابات والمدفعية ويستعينوا بخبرات عالمية في بناء الدولة وتنمية الروح الوطنية ومكافحة الفساد والاتجار الغير مشروع للمزاوجة بين السلطة والتجارة وشراكة المتنفذين للشعب في خيراته وموارده وتغول عصابات المافيا المحلية التي تبسط وتمد يدها في الخرائط وتزورالاختام والتوقيعات والتراخيص والتعليمات وتصدر القرارات الممجوجة والتي اظهرت الجنوبيين باقبح صورة
ان اسطورة المقاتلين الجنوبيين تبددت وصدى صوتهم بالونة وانفجرت لقد انتصروا في كل الجبهات القتالية وصاروا مضربا للامثال لكن من استلموا رايات الانتصار تمرغوا بالوحل وانهزموا شر هزيمة في حماية ممتلكات الجنوب ومقدراته والانكى من ذلك ان البعض منهم سقط صيدا سهلا في شباك الفساد وصار قطبا من اقطابه ومندوبا محليا لمافيا الفساد الخارجي في عدن والجنوب يشوه نضالات وتضحيات الشرفاء الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الجنوب الطاهرة