آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 04:23 م

كتابات واقلام


اليمن : فكرة للنقاش وسباق مع الزمن

السبت - 04 يونيو 2016 - الساعة 11:21 م

مصطفى أحمد النعمان
بقلم: مصطفى أحمد النعمان - ارشيف الكاتب


أفترض هنا أن مشاورات / مفاوضات الكويت توصلت لاتفاق حول القضايا مثار البحث وعلى رأسها استئناف نشاط الدولة، ولكني أضع تساؤلات عساها أن تحفز على التفكير بوسائل إعادة جزء من الحياة الطبيعية التي توقفت منذ استولى أنصار الله (الحوثيون) على السلطة في صنعاء. لقد أنتجت الحرب واقعا جديدا فقدت فيه صنعاء تأثيرها السياسي والإداري المفترض على المحافظات الواقعة خارج نطاق سلطة الأمر الواقع وأنصار الله وأحدد هنا (البيضاء، مأرب، الجوف، وكافة المحافظات الجنوبية وبعض مديريات تعز). هناك أيضا الصعوبات النفسية التي ستواجه الذين اقاموا لفترة طويلة خارج اليمن بسبب ظروف الحروب وقسوة تعامل سلطة الأمر مع معارضيها من مختلف الفئات. حالة الفراغ السياسي والإداري وتاليا الأمني هي المناخ والبيئة الأنسب للجماعات الإرهابية التي لا تعنيها كل الحوارات والنقاشات حول بناء دولة أو استعادتها، حول تشكيل حكومة جديدة أو عودتها، وهنا يجب الاعتراف أن لدى هذه الجماعات القدرة والمرونة على استغلال فراغات السلطة والعمل على عرض نفسها بديلا جاهزا يوهم الناس بقدرته على توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية خاصة أن سكان المناطق التي تتواجد بها لا يزعجها - بحكم تدينها الطبيعي - انتهاك الحريات العامة ولا تستهويها أحاديث الحريات الخاصة كثيرا، لأن اهتمامات المواطن في الريف اليمني ومزاجه ليس مرتبطا بمزاج واهتمامات العاصمة والمدن الرئيسية إلا بمقدار ما يمكن أن تقدمه من خدمات كانت دائما شحيحة. من هنا تبرز التساؤلات التي لا تجد إجابة جادة عنها حتى الآن. أين سيصير دور اللاعبين المحليين الذين خلقتهم أحداث العام الماضي؟ ما قدرة الحكومة الجديدة إذا ما تم الاتفاق عليها على التعامل مع القوى الناشئة في المناطق البعيدة عن صنعاء؟ هل سيستجيب القادة الجدد للفصائل المسلحة التي أنشأتها الحرب لتوجيهات تأتيها من صنعاء؟ الاستجابة العاجلة لهذه المخاطر تبدأ في إيقاف الحرب نهائيا وأن تستوعب السلطتان «الشرعية» و«الأمر الواقع» أنهما بانعدام أفقهما الأخلاقي والوطني يسيران جميعا باليمن والإقليم معهما نحو تسليم البلاد لقوى لا تعترف بهما بداية ولا تشغل بالها المسائل الخلافية ولاتصرف جهدا في الانغماس داخل تفاصيلها. الفراغ الذي تزداد رقعته كل يوم تزداد معه المخاطر الآنية والمستقبلية وسيستغرق عودة نشاط المؤسسات الرسمية خاصة الأمنية والعسكرية زمنا طويلا للقيام بعملها بعيدا عن الولاءات الشخصية والسياسية، ومن هنا يجب التفكير خارج الصندوق عن الطريقة الأقصر زمنا والأقل كلفة. القضية ليست ترفا يمكن تأجيل البحث في آثارها ومن المهم والمؤمل أن تصبح محفزا للقابعين في «قصر بيان» وأيضا للدول الراعية للمشاورات/ المفاوضات في الكويت. * كاتب يمني وسفير سابق * نقلاً عن " عكاظ"