آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 11:42 م

كتابات واقلام


الشرعية وأوهام الدولة البديلة

السبت - 13 يونيو 2020 - الساعة 04:47 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


اضاعت الشرعية الدوله في صنعاء بعد ان سلمتها لمليشيا الحوثي ويتذكر الناس بان الرئيس هادي عندما ذهب لاستقبالهم في عمران قال بان مدينة عمران عادت الى حضن الدولة وبعدها فتحت لهم أبواب صنعاء وتسابقوا جميعا للترحيب بمن أتى من جبال مران ليستلم مقاليد الحكم في العاصمة صنعاء بعد ان فر قائد الفرقة مدرع وقائد المنطقة الشمالية الغربية تحت مسمى حرم السفير السعودي وغادر الى الرياض بينما الزعيم كان قد تحالف مع الحوثي واما حزب الإصلاح فقد اوفد قيادته الى صعده ليقدم الطاعه والولاء لسيد مران.

عن اَي دولة ياتون بجيشهم العرمرم يبحثون عنها في صحراء شقره بعد ان أخلو مواقعهم في نهم والجوف للحوثيين معلنين بانهم خلال سويعات. سيكونون في عدن بعد ان ضمنوا بان لا طيران من السماء سيردعهم كما في المره السابقه في اغسطس من العام الماضي عندما وصلوا الى مشارف عدن حاملين بيارق القاعده وداعش السوداء على مدرعاتهم وطواقمهم لاحتلال عدن وتحويلها الى إمارة داعشية لكنهم اخطأوا في حساباتهم هذه المره ولَم يعملوا حساب بان اسود الجنوب كانت لهم بالمرصاد وتم التهامهم وجبة بعد أخرى وكانت صحراء شقرة تمتلي بجثث قتلاهم.

كانت توقعاتنا بان ذلك الجيش الذي يخيم في مآرب ونهم والجوف لمدة خمس سنوات وأكثر ولَم يتقدم خطوة واحده باتجاه صنعاء وأيضا الجيش الذي يرابط على حقول النفط في حضرموت وشبوه كان معد لهدف اخر غير استعادة الدولة في صنعاء وقد سمعنا تصريحات لوزير الدفاع ووزير الاعلام بانهم ليسوا من اهدافهم اقتحام صنعاء لانها مدينة حضارية ومليئة بالسكان ولَم يتخذوا قرارا في ذلك بعد ... وكما يصرحون بانهم كانوا يريدون يمارسوا ضغوط على الحوثي للوصول الى طاولة الحوار فقط.

نبهنا خلال الخمس السنوات الماضية الى خطورة تواجد جيش بهذا الحجم وغير قادر على تنفيذ مهام قتالية بينما الهدف صنعاء على مرمى حجر وبان الجنوب هو الهدف لإعادة السيطره عليه بعقلية تحالف 7/7 الذي غزا الجنوب في العام 94 م اما صنعاء فهي بالحفظ والصون بايدي أمينه في قبضة الحوثي سليل العائلة اليمنية الهاشمية التي تمتلك الحق الإلهي في الحكم .... لكن الجنوب لا يمكن ان يخرج عن سيطرة الهضبة فهذا يتطلب حشد الجيوش والمجاهدين الافغان وحتى يتم طلب النجدة من زعيم الاخوان المسلمين في انقره ليكمل حشد الدواعش السوريه والأجنبية لكي يعيد لهم عدن والجنوب الى حضنهم ولَم يفكروا بالحوار مع الجنوبين ولا يعتبرون سكان عدن بشر ولا ضير من تدمير عدن بمن فيها المهم ان تعود لهم وهم يعتقدون ان الشرعية المعترف بها دوليا شيك على بياض تستطيع ان تستخدم دعم التحالف العربي والدعم الدولي لتحقيق مأرب لا علاقة لها باستعادة دولتهم في صنعاء وإنما بايجاد دولة بديله لهم في عدن والجنوب.
طيب وين الجنوب وشعبه ما احد عمل حسابه وهل نسوا ان الجنوب انتفض ضدهم عندما كانوا شركاء لعفاش في الحكم في صنعاء وقدم الجنوب عشرات الآلاف من الشهداء على مذبح الحرية ؟ وهل نسوا ان الجنوب بمقاومته قد حرر عدن والمحافظات الجنوبية وأعاد لهم شرعيتهم ؟ هل قدم الجنوبيون التضحيات من اجل سواد عيونهم لكي يعيدوا التحكم بالجنوب؟ ولكن الجنوب كان كريم معهم أهداهم النصر من اجل مساعدتهم لكي يحرروا الشمال والعودة الى صنعاء وفِي نفس الوقت ساهم الجنوب في تحرير مناطق شمالية حتى الوصول الى وسط الحديده ودفع من اجل ذلك الشهداء والجرحى كل هذا تناسوه واعتبروا دماء الجنوبيين لا تساوي شبىء في نظرهم.

لو افترضنا بان الجنوب لم يتصدر المقاومة لغزو الحوثي وعفاش لعدن والمحافظات الجنوبية ولَم يحقق النصر اليتيم ماذا كان سيكون وضع الشرعية .... بالتأكيد ستكون في خبر كان ولَم يعد لها وجود. على الإطلاق فالجنوب يا ساده هو الرقم الصعب الذي يجب ان يتم التعامل معه باحترام ... وهذا ما لم تستطع الشرعية ان تفهمه وتصرفت مع الجنوب بتعالي وتكبر وبتوهم انها تستطيع ان تجبره على الخضوع باعتبار ان العالم لا يعترف الا بها وان كل دعم يقدم لها ....ونحن نقول نعم اذا كانت الشرعية لديها الرغبه للعودة الى صنعاء فالجنوب سيساعدها لكن غير ذلك فهي تعيش الوهم وستعرف ان زمن الالغاء والاقصاء والتهميش قد ولى ولن يعود وان الجنوب قد شب عن الطوق واصبح يملك قراره بيده ولدية ممثل تم تفويضه من قبل شعب الجنوب ليقود المسيرة حتى استعادة الدولة الجنوبية وبدل من هدر الإمكانيات والوقت والدماء على الشرعية ان تفكر بطريقة عقلانية للحوار مع الجنوب عبر ممثله المفوض للخروج بصيغة تحقن الدماء والامكانيات والوقت وبالاعتراف بالحقوق المشروعة لشعب الجنوب والغير قابلة للانتقاص.
قاسم عبدالرب العفيف
13/6/2020