آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 03:52 م

كتابات واقلام


النخب السياسية اليمنية وضياع البوصلة

الأحد - 12 يوليه 2020 - الساعة 01:35 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


بقلم القائد العسكري والسياسي اللواء طيار/
قاسم عبدالرب عفيف 12/7/2020


(النخب السياسية سلطة ومعارضة)

انحدرت مفاهيم سياسية كثيره ووصلت الى الحضيض بعد ان فقدت النخب السياسية اليمنية بوصلتها وانساقت وراء مصالحها الأنانية الضيقة واستقرت في قعر الهاوية لتتخذ مكانها وتلهث خلف السلطة لتستجدي قوتها اليومي وتسترزق بعد ان خلعت عباءة النضال الوطني ورمته بعيدا خوفا على ذاتها والبحث عن ملاذ امن لها ولكنها ظلت ترفع شعارات براغه وخداعة لتوهم جماهيرها ومريديها بانها على العهد سائرة وتوظفهم كالقطيع في التمسك في السلطة الظالمة المتجبرة وهي تعرف ان ذلك العمل الخطير يتعارض مع تطور التاريخ وحتمية زوال الظلم والاستبداد ولو بعد حين وهذه سنة الله في الحياة
من عجائب الزمن بان تلك النخب جميعها استسلمت للأمر الواقع المسيطر على الوضع السياسي في صنعاء وخاصة عندما تاهت في الطريق ولَم تستطع ان تحدد مسارها بعقلانية وصبر بسبب جشعها ونهمها للسيطره على السلطة وممارسة سياسة الاقصاء ضد خصومها السياسيين حتى انها لم تستطع ان تقبل ذاتها وتركت الأبواب مشرعه لدخول لاعب غاب عن الملعب عقود طويله اختطف من بين أيديها سلطتها ليستعيد سلطة ابائه وأجداده بعد عجزها حتى بالتفكير بالدفاع عن مصالحها المهوله التي اكتسبتها عبر تربعها للسلطة عقود سابقة واصبحت بلا مأوى ولا مرعى تائهة تبحث عن اَي مكان تجد فيه مكان لتحط رحالها فيه ولَم تجد غير الجنوب والوحدة والأمجاد الغابره لتلحن سيمفونية الموت لتوهم اتباعها بان المجد المفقود في صنعاء سيجدون في عدن والجنوب وتركت صنعاء للضيف الجديد يسرح ويمرح في ربوعها دون ان تنطق ببنت شفه
من المدهش كل النخب صغيرها وكبيرها مثقفيها وجهلتها شيوخها وقبائلها أغنيائها وفقرائها تعزف سمفونية واحده سمفونية ( الوحدة او الموت ) والجنوب اولا وان اَي تحرير لصنعاء ومران يمر عبر عدن وصحاري حضرموت وشبوه وجزر سقطرى وعبدالكوري ومن هناك تجهز الأساطيل والقوات المدججة بأسلحتها من آبار البترول والغاز وسفن الأسماك الضخمة التي تجوب خليج عدن والمحيط الهندي وفي الجرف القاري الاقتصادي ويكتمل ذلك بحراسة المدن الجنوبية بالقوات التابعة لها وعندما يكتمل ذلك الحشد يمكن بعد ذلك التفكير باستعادة صنعاء ولا مانع من استخدام أموال وأسلحة التحالف وتكون تحت تصرفها وتضيف آلية أموال وأسلحة دول اخرى مثل قطر وتركيا وهذا ليس الا من اجل تحصين النفس لكي لا يفكر احد بخذلانهم وتكون البدائل لديهم جاهزة وتحت الطلب وهذا هو ديدن النخب الشمالية في نظرتها للحرب والمعركة الفاصلة التي يخوضوها ضد الانفصاليين اولا وثانياً وبعدين يأتي الوقت للتفكير في خوض معركة استرداد صنعاء عندما يحين الاوان
هذه النخب لا تخجل تجاهر بهكذا خطط وتطلب من الجميع تحالف او مجلس الأمن ان يدعمهم لكي يستعيدوا ( الوحدة او الموت ) اولا وبعد ذلك يستمروا لمساعدتهم في استرداد صنعاء وان لم فانهم يعتبرون متامرين خونة يريدوا تقسيم اليمن واستعماره ولديهم اجندات اخرى غير التي هي في رؤوسهم هذا ما نلاحظه عندما نشاهد نعيقهم في القنوات الفضائية او مواقع التواصل الاجتماعي او تصريحاتهم الرسمية ولَم يكن لديهم ادنى تفكير بان في الجنوب شعب مظلوم محتل من قبلهم عندما كانوا حكام صنعاء لعقود وان الوحدة التي يتحدثون عنها قد ماتت وشبعت موت بعد غزو الجنوب عسكريا واحتلاله بشكل كامل وبعد ان فرضوا أجنداتهم على حساب شعب الجنوب الذي وجد نفسه في العراء وخارج الحساب عانى الظلم والاضطهاد والاقصاء وقام بثورة سلمية أذهلت بصمودها وتحديها للآلة الحربية الشماليه العالم اجمع وبعد ذلك قاومت غزو عام 2015 ببسالة وحررت الجنوب بل ذهبت لتحرير اراضي الشمال في صعده والضالع الشماليه وحتى وصلت الى وسط الحديده ومنعت الشرعية من تحريرها لغرض في نفسها وقدمت قوافل من الشهداء منذ عام 90 حتى اليوم ما يقارب 52 الف شهيد وضعفهم جرحى كل ذلك كان من اجل استعادة كرامة الجنوب حرا ابياً
يدهشنا نحن في الجنوب واعتقد ان ذلك سيدهش الإقليم والعالم عندما نسمع تلك النخب وهي تجاهر بان الحرب على الجنوب واجب ومقدس من اجل عدم ضياع ثرواة الجنوب من النفط وألنفط والمعادن الاخرى وكأن ثرواة الجنوب أصبحت املاك شخصية بعد ان توزعت بعد حرب 94 م بين اقطاب تحالف الحكم في صنعاء ومن اجلها يتم تجييش الجيوش وإخلاء مواقعها في الجبهات ضد الحوثي وتسليمه المعسكرات بالسلاح والعتاد والتوجه جنوبا حيث الثروة ومع حشد فلول القاعده وانصار الشريعه والدواعش لإخضاع شعب الجنوب والسيطره عليه كاملة وبعدها يتم الحديث عن من سلبهم دولتهم في صنعاء والتفكير بتروي لإعادتها عبر التفاوض الاخوي حسب تصريحاتهم المتكرره
للمره الألف نقول بان الجنوب اتخذ قراره بان لا يسمح لاحد باستعادة السيطره على ارضه ونهب ثرواته ولديه الاستعداد للدفاع عن ترابه الوطني واذا كان هناك مصالح لاحد في الإقليم والعالم في الجنوب لابد ان يمر عبر البوابة الجنوبية وغير ذلك لن يكون
وكلمه اخيره نقول حتى الان المجلس الانتقالي يعلن صراحة بانه ملتزم مع التحالف العربي والشرعية بالتوجه شمالاً من خلال حشد كل القوات المتواجدة في المهره وحضرموت وشبوه وشقره حاليا ولديه الاستعداد للمساعدة في ذلك ولكن مع منح الجنوب حقه في ادارة ذاته مرحليا حتى انتهاء معركة تحرير صنعاء وبعدها لكل حادث حديث فإذا كان هناك من عقلاء موجودين من النخب اليمنية ما عليهم الا ان يلتقطوا هذا العرض السخي وتصحيح البوصلة باتجاه صنعاء.