آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 02:30 م

كتابات واقلام


غياب العدالة والتمترس المناطقي

الخميس - 14 يوليه 2016 - الساعة 01:38 ص

جمال باهرمز
بقلم: جمال باهرمز - ارشيف الكاتب


في اعتقادي ان تنامي المناطقية والتشبث بالمنطقة نتيجة طبيعية لعدم وجود العدالة ..في أوروبا المتحضرة . المواطن لا يبحث عن قبيلته او أبناء عمومته او اقاربه ولا يشكل مجاميع تتحد معه ولا يهمه كثيرا اذا كان احد اقربائه سيتم تعيينه مسئول في مدينته او بلده . لماذا لان من يدافع عنه هو الدستور والقوانين النافذة امام أي ظالم او ظلم من افراد او جماعات او عصبيات او حتى دول أخرى. فيحس داخل نفسه بالأمان والاطمئنان في معيشته وتساوي الجميع امام هذه القوانين .بينما في دول العالم الثالث ونحن منها ونتيجة لغياب هذه العدالة في تطبيق القوانين على الجميع كبيرهم وصغيرهم ..يميل الأغلبية الى درء الاخطار والمظالم التي قد تجابهه بالتمترس خلف المناطقيه في كل تفكيره لكي يحتمي ويجابه مناطقية الاخرين فنجد سلوك الوزير والموظف العادي وعاقل الحارة ومسئول الأراضي يدعموا أبناء منطقتهم .راينا هذا السلوك بعد الوحدة العنصرية السمه المسيطرة على تفكير الأغلبية. -لم يكن هذا التمترس المناطقي موجود في عهد حكم الانجليز ..وانعدم في حكم الرئيس الشهيد سالمين ثاني رؤساء دولة الجنوب وباني نهضتها ومصانعها وهو من سن قوانين تنهي المناطقيه الى الابد حين عمم بعدم التداعي بالألقاب .فأبناء عدن ونسيجها المتنوع والثري في ظل العدالة النسبية منذ عهد بريطانيا حتى التوقيع على الوحدة لم يمارسوا ولا يفضلوا التمترس المناطقي لان القوانين كانت نافذه على الكل وكثيرا منا كان يعتبر القانون هو قبيلته وأهله وسنده .التمترس المناطقي حتى لبعض النخب الجنوبية ذو الأصول الريفية او الشمالية سببه الخوف من استمرار غياب العدالة النسبية التي عايشها في دولة الجنوب المدنية قبل وحدة النهب والفيد . -لهذا نجد هناك جري حثيث للسيطرة على مؤسسات الدولة من أبناء منطقه معينه .بل وحتى شاهدنا التوريث لوزراء ومسئولين حكوميين لأبنائهم لمؤسسات حكومية في الشمال .وشاهدنا محاورين في مؤتمر الحوار من أبناء الجنوب من أصول شماليه ينادوا ووقعوا على مخرجات الحوار تؤسس لضم مناطق الأجداد الشمالية الى الجنوب وهذه الخصلة هي ما استغلتها عصابة صنعاء في توزيع الأقاليم للقضاء على عودة دولة الجنوب بحدود ما قبل عام 90م .والقضاء على النسيج العدني المتكامل مع كافة الاطياف الجنوبية من الخارج والداخل والشمال والجنوب كلهم ابناء الجنوب فأبناء الجنوب من اي اصول هم ابناء الجنوب ..لان قضيتنا ليست عرقيه ولا مذهبيه ولا مناطقيه بل قضيه سياسيه جغرافية بحدود ما قبل 90م .فأبناء الجنوب من اصول هنديه او صومالية او عربيه او شماليه او جنوبيه تعايشوا مع بعض بألفه رائعة شكلت النسيج العدني الرائع وحتى في الحرب الأخيرة قاتلوا مع بعض لاستعادة وطن الجنوب. ونحن نفتخر بهم ونرفعهم على رؤوسنا. -(صاحب البهتان / علشان كده / راح المزبلة / ونسينا اللي كان / فات الاوان / وانتهت المرحلة / في الوجدان / حب الوطن مرجله / اجمل البلدان / اروع الأوطان / لا جله النفس تهون / ولا يهان ...هي دي المسالة / هي دي المحصلة / خليك المعقلة / وفرز الخلق بالألوان / الانسان / الأصل في البنيان / لا تجعله / مساله مهمله / وتجازيه / بالنسيان والنكران / يصبح للوطن مشكله/ بأيد عصابة الحمران / من يفرز الناس حسب اصولهم ..او دينهم/ ما اجهله/ ما اسفله/الفرز بين الناس / يا شنبله/ الفرز بالأجناس/ يا صندله/ يهد الوطن يفشله) م. جمال باهرمز 13-يوليو-١٦م