آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 12:42 م

كتابات واقلام


حكومة المناصفة والأزمات الدائمة !!

الخميس - 30 سبتمبر 2021 - الساعة 09:45 م

د. لؤي عبدالباري قاسم
بقلم: د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب


كتبنا في مقال سابق عن إمكانية الإنتقالي في إدارة دولة... وكان ذلك من توقع وإعتقاد راسخ في أن الإنتقالي قادر على إدارة عدن والجنوب تدريجياً في حالة فقدان الشرعية وحكومتها لموقعها القيادي والريادي في إدارة الدولة وتوفير معظم الخدمات وصرف المرتبات لمنتسبي القوات المسلحة والأمن، وتحقيق مستوى مقبول من الأمن والأمان والصحة للمواطن وفتح المحاكم ومباشرة التقاضي في أجواء طبيعية بل وتحقيق مكتسبات إضافية من متطلبات المجتمع والتي طال أمد تحقيقها...
إننا بذلك وضعنا المجلس الإنتقالي في موقع كبير من معتقدنا به وإيماناً منا بأنه البديل المناسب وفي الوقت المناسب والذي تركته الحكومة كشاغر ارتأينا أولوية الإنتقالي بملئه وإدارته إدارة صحيحة تثبت للجميع محلياً ودولياً بمقدراته في هكذا أوضاع وأزمات وتفاديا من حدوث هفوات أعمق مما حصلت في عهد حكومات الشرعية وما آل إليه الحال حينها(مع علمنا ومعرفتنا بمفهوم الإدارة وقانونيتها إلا أننا نظرنا إليها من الجانب الوطني والإنساني في إدارة الازمات وعلى الأقل عدم ترك هذا الفراغ ليعيش المواطن في ألا نظام أو إدارة معقولة تنظم نواحي الحياة وإن لم تمتلك كافة مقوماتها كإدارة الأموال والبنوك المركزية والمداخيل المالية المختلفة وصرف المرتبات وتنفيذ المشاريع وووو إلا أننا نرى ضرورة عدم ترك المجتمع في حالة تخبط وهيجان وضياع نفقد ويفقد الجميع كل ماتبقى من منظومة الحياة ومؤسساتها المختلفة نحو ضمان إمكانية الحفاظ عليها كمكتسب وطني يتم تفعيله في الوقت المناسب عند إكتمال دورة النضال الوطني في تحقيق الأهداف المرجوة).
لهذا كان حري بالمجلس الإنتقالي منح إدارة مجالات الحياة في عدن على الأقل لذوي الإختصاص من الكفاءات إلى جانب طواقم العمل في كافة المرافق وخاصة الخدمية ووضع مشرفين على برامج وخطط الإدارة على أن تبلغ غرفة العمليات التابعة للمجلس أول بأول عن كل صغيرة وكبيرة سلبا وإيجاباً، وبهذا يمكن لأي مجلس أو إدارة من متابعة أداء المرافق الحيوية والخدمية وغيرها وتوجيهها نحو المضي في تحسين مستواها بما يخدم المواطن ويحسن من سمعة الجهة كالمجلس الإنتقالي وعناصره المشرفة في تجاوز الأزمات وعدم تراكمها كما يحدث الآن، ومنع فتح الباب للمغرضين وأصحاب النميمة وإثارة الفتن في مجالات لا أول لها ولا آخر كما يحدث من تراشق وهجوم ناري مستمر على فشل الإنتقالي وكذلك على دور الأشقاء والذين بدورهم لم يستطيعوا إثبات عكس ذلك.
صبر شعب الجنوب وتحمل أكثر من اللازم وخاصة المواطن في عدن لما آل إليه الحال من تدهور شديد في الخدمات كالكهرباء والماء وصرف المرتبات ولقمة العيش الكريم بل أيضاً لما يحدث من إنفلات في عدم كبح جماح عصابات الأراضي والبلطجة والتي تجاوز حدود الجريمة في أفعالها وما أحدثته من شرخ أمني بالغ الأثر في المجتمع دون رقيب أو حسيب خاصة ومع تواجد كل هذه القوة الضاربة بيد المجلس الإنتقالي!!!
إن أردنا بالفعل إدارة دولة علينا بالنجاح في إدارة مربع صغير كمدينة عدن خاصة وإنها مدينة عرف عنها وعن أهلها الحضرية والإلتزام بالنظام والقانون والإمتثال له وللسلطات القائمة على إدارة المدينة بعدل ومساواة.
كما أننا بصدد توجيه رسالة إلى حكومة المناصفة من جهة المجلس الإنتقالي في أن تقدم رؤيتها بخصوص الوضع الحالي وأزماته الدائمة و المتفاقمة والموت البطيئ الذي حل بنا دون حراك منهم، نرجوا تحركهم السريع في البحث عن مخارج إنقاذ من الأزمات وتقديم أفكارهم ورؤاهم للحكومة التي هم جزء منها وانخرطوا معها بإرادتهم نحو تحقيق مكاسب للمجتمع والمواطن في الجنوب وليس للتماهي والذوبان معها حتى أصبحت تنال ذات صفة الحكومة الفاشلة للأسف... فعلى قيادة المجلس الإنتقالي أن تكون في إنعقاد دائم بكافة لجانها المختصة لدراسة الأوضاع يوم بيوم ووضع المقترحات والبدائل للمعالجة والشروع في تنفيذها وتحت إشراف مركزي حتى يتم إسعاف مايمكن إسعافه وتحسين مايمكن تحسينه بلوغا لمستويات أفضل تضع المواطن في موضع الثقة بالمجالس الإنتقالي وبدوره الوطني الريادي في قيادة وإدارة الأزمة والخروج منها، وإنه بالفعل البديل القادر على إدارة الجنوب فعلاً وليس قولا فقط.
المواطن هو مايجب أن نفكر به ونضع له ألف حساب، وبه سنرتقي بكل معنى للكلمه نحو تحقيق أهداف كثيرة من برامجنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها.
التأخير وعدم المقدرة أو الإرادة لن تأتي إلا بالفشل تلو الآخر والمواطن والآن بالذات ليس بدي طاقة أو مقدرة لتحمل أكثر مما هو فيه!!
أوجه رسالة لإخواننا من المجلس الإنتقالي في حكومة المناصفة بأنكم تشكلون حكومة مناصفة لإدارة الأزمات الدائمة والخروج منها بأقل خسائر وليس لتمكين الازمات من المجتمع كما يحدث اليوم !! وعليه يجب أن لا نضيع الفرصة وأن نقوم بواجباتنا الوطنية فرادا أو مع الحكومة بكل ما أوتينا من قوة وما نملكه من حكمة وخبرة ولكن الأاااان وليس كما حصل في الفترة الماضية من صمت وسكون وإبتعاد عن أداء المهام والواجبات أي كانت الأسباب، ففقدان ثقة الشعب للحكومة ومن شاركها كان بسبب هذا التدهور والحالة البائسة جداً للمواطن غذاءا وصحة وأمنا وتعليما وخدمات ضرورية جداً جداً ...بل وحتى الأمل في الحياة!!
أملنا بالله كبير وبمن يمتلئ عقله وقلبه بحب الوطن والشعب ومع قضيته النابعة من أعماقه الوطنية ولأجل تحقيقها دون تأخير لكي لا تتكاثر فيها المنغصات والعراقيل وكل ماقد يعيق ويمنع من تحقيقها لا سمح الله.

د. لؤي عبدالباري قاسم.
أستاذ القانون الجنائي المشارك
كلية الحقوق -جامعة عدن-.