آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 05:08 م

كتابات واقلام


الموت الرحيم في زمن الجحيم

الجمعة - 26 نوفمبر 2021 - الساعة 08:45 م

د. لؤي عبدالباري قاسم
بقلم: د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب



الموت الرحيم موضوع لازال في متناول الباحثين من العلماء في مجال الطب كما هو معلوم، ولكنه وفي مثل واقع حياتنا في اليمن (أنموذجاً) نجده مستشريا وليس في الطب بل في مختلف المجالات ذات العلاقة بهذا العنوان والموضوع بشكل عام ... فلا يمكن إعطاء رأي أو نتيجة أو حكم نهائي فيه إلا متى ما اكتملت كافة العناصر والأركان التي تجعل منه إجماع يتفق عليه الجميع ومن ثم يتم النظر في كيفية تنفيذه.

إنه لمن الصعب بل ومؤلم جداً الولوج في هذه الجزئية من الموضوع بسبب حساسيتها لدينا وعدم قبولنا بها ولدى الكثيرين من فئات المجتمع وخاصة في كيفية القبول شرعا وقانونا وضميرا !!

لازال الأمر قائم في مدى قبول القيادة السياسية والحكومة وكافة القائمين على إدارة شؤون البلاد والعباد وما آل إليه الحال في بلوغ مثل هذه المرحلة لفرض حالة الموت الرحيم الذي يحدث على المواطن اليوم بهذا الحجم المهول من الجحيم عبر آلة الموت إقتصاديا وأمنيا وصحيا وخدميا وبيئيا ووو.. أنه الجحيم بالفعل، والذي جعلنا مذهولون مكتوفي الأيدي كما ونحن أيضاً من ضمن هذا المواطن المهلوك، فكل محاولاتنا وكل ماحاوله وما وقف أمامه من العلماء ورجال القانون والإعلام والمثقفين وكافة أصحاب الفكر والعقل الوطني الرشيد لم يؤدي إلى نتيجة تذكر خاصة مع إستمرار التنفيذ في الإجهاز على المواطن بقناعة القائمين عليه دولة وحكومة وتحالف وغيره ممن آلت إليهم مسؤلية تقرير مصيرنا وحياتنا بشكل عام.. إنه ليس بموت رحيم لأنه لا رحمة هنا للتدخل في إنهاء الحياة بحق إنسان سليم معافى لا يشكو إلا من سوء إدارة الدولة والحكومة في تحقيق متطلباته البسيطة كتوفير الراتب لفئات في المجتمع، ولضبط التسعيرة وتوفير الخدمات الضرورية والتعليم والصحة و القضاء والشعور بالأمن والأمان .. وإحترام الحق الخاص والعام وحقوق الإنسان بشكل عام!!

د. لؤي عبدالباري قاسم.
أستاذ القانون الجنائي كلية الحقوق -جامعة عدن-