آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 10:20 ص

كتابات واقلام


بعض من حقائق مرّة

الأربعاء - 13 يوليه 2022 - الساعة 07:40 م

صالح فرج باجيدة
بقلم: صالح فرج باجيدة - ارشيف الكاتب


لا يمكن لنبتة على وجه الأرض إلا أن تعطي ثمارها ..
ولن تجنى من الأشواك ورود ..
وماغرسته ستجنيه ..

جمع عفاش حواليه المتردية والنطيحة وما أكل السبع، وكان يتحكم في كل شئ ويدس أنفه فيه .
قتل الإبداع بمفهومه العام من خلال شراء وسرقة مجهودات الآخرين، وبتقريبهم منه تارة وتولية حاشيته السيئة وحاملي المباخر عليهم تارة اخرى.

فكل من حاول الإبداع في شيء يقدمه كان يصطدم بتلك الفئات الطيفلية، ويُجبر على الانطواء في المجال المسموح به فقط من قبل تلك البطانة المتطفلة..
حتى مقولاته وبعض الالفاظ التي يتشدق بها ليست له، كمقولة الرقص على رؤوس الثعابين فهي للرئيس الجنوبي السابق على ناصر محمد، ومقولة تصرفوا كانت للجيش المصري أثناء حربهم مع اليهود الصهاينة..

عفاش وقد لايكون أيضا هو إسمه الحقيقي لانه عاش سنين عمره متنكرا لأصله، كونه يشعر بإنتقاص وذل من خلال عائلته، فزعم ان شيخه عبدالله الأحمر، والأحمر كان يدّعي ايضا مشيخته للرئيس، وكان يقال الأحمر شيخ الرئيس، وتم الكذب والتمثيل على الشعب طيلة فترة توليه الحكم، وانكشفت حقيقة عدم الإنتماء بعد انتهاء فترة العسل بينهما، وانشقّت العصا بين الشيخ وأبنائه من جهة وعفاش وزبانيته من جهة اخرى، ودخلت البلد دهليز الفرقة والتشرذم والاحتراب، الذي أسموه بادئ الأمر ثورة، كان يقودها أبناء الشيخ وحزبهم الذي أسسه عفاش حسب تناولات الشيخ الأحمر في مذكراته، وتم استغلال ماسمّيت بثورة ”لادراسة ولاتدريس حتى يسقط الرئيس“ للوصول إلى سدة الحكم، ودفع من خلالها عفاش إن صحت تسميته تلك ثمنا بحريق جسمه من خلال انفجار مسجد الرئاسة، وفقدان بعض رموز حكمه، لتتحول تلك الثورة بعد هروب رموزها للخارج إلى الاتجاه الآخر، ويتولى دفة قيادتها عفاش نفسه من خلال الحركة الحوثية التي قضت على كل مكاسب القَبيَلة العفاشية الأحمرية لتؤسس لعهد تولي”الولي“ بدلا عن الشيخ، ومرّغت أنوف رموز المشيخة القبلية وجعلت رموزها ذات يوم يكنسون شوارع المدن في صنعاء وماجاورها ، ولم تخرج البلد من ذلك النفق حتى الآن بسبب الطمع في الاستحواذ على الثروة ، والاختلاف على القسمة الضيزى التي كانوا يتعاملون بها.

رحل عفاش وترك فينا أسلافه ومن أسماهم يوما بالأياد الآمنة، كنظام أقامه من شيوخ تعصّب ديني وقبلي ومسئولين، خَبزَهم وطَبَخَهم حسب تعبيره في مناسبات عدّة بأنهم ”خبز يده“ ، بالاضافة لحاشية متنعمة على حساب الأمة المسماة يمنية.

اختلط الحابل بالنابل في أواخر ايامه، بعد أن أقام انتخابات صورية مكررة عدة دورات انتخابية، مزوّرة بامتياز، بهدف الإستمرار في الضحك على ذقون الشعب الذي أوصله لحالة المغلوب على أمره.
وسيطرت القبيلة على كل مفاصل الدولة والنظام والقانون في عهده ، فكان يكفي أن تذبح ثورا لتلغي الدستور والقانون وجميع الأنظمة واللوائح بما في ذلك المحاكم في البلد، ولتتحول القضايا بذلك الفعل إلى الصُلح عبر العرف القبلي، وقد تبجّح يوما أحد أبناء الشيخ الأحمر بشتم النظام القائم في البلد، وانتقاده بشدّة لرموزه ومسئوليه عبر إحدى القنوات المشهورة قائلا ان شخصا شيخه صادق الأحمر لايخاف.

ماتجرعه الناس خلال السنوات الماضية منذ اجتياح الجنوب بحرب انطلقت من منصة السبعين عام 1994م إلى أن حل العام 2015م، ومن ذلك التاريخ إلى اليوم، هو نتاج سياسة ذلك العفاش لاغير، الذي أراد الإستمرار في الحكم حتى بعد موته من خلال تقريبه لحاشية من الأبناء والأحفاد والمقربين، ومن الاخوة والاخوال والأعمام وابنائهم بالإضافة للنطيحة والمتردية وما أكل السبع، ليتجرّع المواطن اليوم الويلات وحرب الخدمات على كل نطاقات وأنماط الحياة والعيش، في ظل تتويج فترة نهاية عهده بحرب شعواء أتت على كل شئ داخل المجتمع والبيئة..

وعد وتوعد عفاش البلد برمته بالويل والثبور والقتل والدمار والحرب من طاقة لطاقة، والتشرذم والتفكّك، وكان يكرر ذلك في كثير من خطاباته ويستصغر معارضية بشدة، ويستهزئ بهم..
لو لم يكن هو الفاعل الرئيس والأول لكل ذلك؛ لماذا لم يقم بشئ حيال كل ماذكر وكرره في خطابات عدة من أجل تجنيب البلد الويلات؟
لماذا لم يمهّد الطريق على أقل تقدير، كي يتم تخطي هذه العراقيل والأشواك التي يتبجّح بها، لأنها في الواقع من صنيعه كونه تربع على عرش السلطة على مدى عشرات السنين ..

المقرف في الأمر أن هناك أغبياء ممكن أن يفكروا مجرد تفكير ان هذا الرجل خدم البلد، أو قدم شيئا جميلا لها.. والمبكي والمحزن ان هناك من يحاول الإثارة بالقول سلام الله على افعال ذاك المارق ...


#صالح_فرج