آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 08:06 م

كتابات واقلام


الرحيل المؤلم جداً

الخميس - 01 سبتمبر 2022 - الساعة 05:41 م

اديب صالح العبد
بقلم: اديب صالح العبد - ارشيف الكاتب


رحل يوم امس الاخ والصديق والرفيق مساعد علي احمد الدهولي , وهو احد من رافقتهم كثيرا وفي احلك واصعب الظروف والمراحل , بعد التقائنا مع بعض في العام 2000م للعمل مع الجنوب عبر منظمة الحزب الاشتراكي ببيحان , عند اعادة لملمة اوضاع الحزب الاشتراكي بعد حرب صيف 94م الظالمة والتي استهدفت الجنوب ارضا وانسانا بذريعة استهداف الحزب وكوادره, حيث اتخذنا من موقعنا بالحزب منبرا للعمل مع القضية الجنوبية , عبر تيار اصلاح مسار الوحدة.
انطلقنا معا عند انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي في العام 2007م , وكنا نمشي مع بعض الخطوة بالخطوة نقنع الناس بضرورة الانخراط في الحراك الجنوبي , وجمعية المتقاعدين العسكريين والامنيين ومن ثم ملتقيات التصالح والتسامح , مع بعض القادة الاخرين من ابناء بيحان , وانطلاقا من قاعدة من لايشكر الناس لايشكر الله , لقد كان رحمه الله صلبا لاتلين له عزيمة ولاتنحني له هامة, وكان مدافعا عني في الفترات التي اعتقلت فيها من قبل جهاز الامن المركزي والسياسي في العام 2009م .حتى وفاته.
فارقت بيننا الظروف السياسية في العام 2012م عندما انقسمنا ورفضنا مشروع مؤتمر شعب الجنوب , واتجه رحمه الله مع السواد الاعظم من ذهبو مع خيار التايد لمؤتمر شعب الجنوب بقيادة المناضل محمد علي احمد , بينما بقيت انا وبعض الزملاء متمسكين بمبادى وثوابت المجلس الاعلى للحراك , وكان رحمه الله على تواصل معي شبه مستمر عند دخول الحوثيين بيحان في العام 2014م حتى تحرير بيحان في العام 2017م , وعند اشهار المجلس الانتقالي في العام 2017م , عدنا على تواصل شبه يوميا , حيث اصر رحمه الله على اقامة فعالية اشهار المجلس الانتقالي ببيحان في منزله رحمه الله, وبرغم ملاحظاتي له بان المنزل قد يتم حصاره وهو مكتض بالاسر ونحن امام قوات عنجهيه قد ترتكب اي حماقات , والافضل اقامتها في مكان عام الان انه اصر ولم ينصت الي , حيث تم ارسال اليه وفد ليلة الفعالية بعضهم لازالو احياء حتى اليوم وعرضو عليه عروضا مغريه للاعلان عن الغاء فعالية الاشهار الا انه رفض جميع العروض , وقمت بالتواصل به وابلغني رحمه الله بانه هناك معلومات بانه سيتم قمع الفعالية , وبدوري ابلغته باني ساتي اليه للمبيت بمنزله, الا انه رحمه الله رفض , وفي الصباح الباكر وصلت اليه مع بعض الاخوة يعدون باصابع اليد, وكان ابنائه الابطال يقفون بجانبه, حيث تمت مداهمة موقع الفعالية ,وتم حصارنا بالمنزل , بقوات كبيرة جدا مدججه بمختلف الاسلحة حتى العاشرة صباحا , تم الافراج عننا, اما المنزل فقد بقيت الاطقم حواليه حتى الخامسة والنصف عصرا , وهذه احد المواقف التي جمعتنا وهي غيض من فيض من مواقف هذا البطل رحمه الله.
اننا اليوم نودع هامة كبيرة جدا سيخلد مواقفها التاريخ , وسبسجلها باحرف من نور , نودع اخا عزيزا وغاليا ورفيقا , صمد امام كل الظروف الصعبة, ورفض كل المغريات في سبيل ان يساوم على مبداه الثابت والراسخ , انني وبحزن عميق جدا والعبرات تختنق في الحناجر , وبقلوبا بملاؤها الاسى والحزن العميق , اودع اخا لم تلده امي , وهو بمقام الاخ واكثر ,اودع بدموع تملاء الجفون والخدود رجلا قاسمني الخير والشر , والحزن والبهجة والسرور , رجلا رحيله فاجعة كبيرة جدا بالنسبة لي , مستشارا لي حتى باموري الشخصية, رجلا تمنيت له الخير مثلما تمنيته لنفسي , وتمنى لي الخير مثلما تمناه لنفسه, ومهما قلت فلااستطيع ان اعبر به عن مشاعر الحزن والالم الذي ادخله خبر رحيله الى قلبي , انني حزين جدا, وقلبي مكسور كثيرا ومن الصعب ان اجد مايجبر كسر قلبي , فمهما بكيت اوصرخت او تنهدت باشد عبارات الاه , فلن انساك اخي , وافوض امري لله عز وجل وحده لاشريك له , واسال من الله ان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته , واقدم احر التعازي لاولاده واخوانه وكل محبيه, وانا لله وانا الية لراجعون