آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 08:27 ص

كتابات واقلام


شهيدنا جعفر... عدن لن تنساك

الثلاثاء - 06 ديسمبر 2016 - الساعة 12:39 ص

أيمن محمد ناصر النواصري
بقلم: أيمن محمد ناصر النواصري - ارشيف الكاتب


بقدوم يوم 6/12/2016 تكون مرت سنة كاملة على استشهاد اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن السابق وثلة من مرافقيه في حدث هز المدينة وابكى ابناءها وساكنيها ...ولا تزال تداعياته قائمة الى اليوم . في هذه العجالة اقول أن الشهيد جعفر والذي عين محافظ لعدن بعد الاخ العزيز نايف البكري تميز بالعمل الصامت الذي ينتج نتائج ايجابية. كان له موقفاً مشرفاً في الدفاع عن الجنوب في حرب 1994 ولم يتحدث عن نفسه أو دوره في الحرب وعاش بعيداً عن دائرة الضوء قرابة عشرين, الا أن عدن والجنوب كانت محور حياته . جاءت حرب مارس 2015 العدوانية الاحتلالية الغاشمة .. وكان لابد للشهيد جعفر الرجل العسكري الاستراتيجي الوطني الايجابي ان يكون له موقف منها وعاد الى عدن في وقت تركها وغادرها قادة عسكريون وأمنيون ؟! ومن موقعة كمستشار عسكري شارك في ادارة المعارك والمواجهات في جبهات عدن التي بلغت قرابة 16 جبهة أن لم تخني الذاكرة وظهر واضح للعيان قدرات الرجل الفكرية من خلال عدد من المداخلات التلفزيونية للقنوات الفضائية اثناء سير المعارك في عدن والتي كشفت عن قدرة الرجل على التحليل العسكري والسياسي الموضوعي المتزن وصواب قراءاته لمجرى المعارك عسكرياُ . عندما عين الشهيد اللواء جعفر محمد سعد محافظاُ لعدن واجه ظروفاً صعبة فالرجل الذي وضع خطة تحرير عدن وساهم في تنفيذها .. اصطدم بقوى مسلحة على الارض واخرى سياسية وأصحاب مصالح غير مشروعة تعارض مشروعة المدني , ولم يثنيه ذلك عن تحمل أمانة المسؤليية وظل يتنقل من مرفق الى اخر ومن ملف الى اخر من الملفات الهامة لقطاعات حيوية تتعلق بخدمات المواطنين في عدن المدينة التي دمرت الحرب كل شيئ جميل فيها . كان الشهيد جعفر- رحمة الله ومن استشهد معه -يعرف الناس ويعرف المدينة واحتياجاتها ومزاجها وكان يمتلك مشروعا في راسه ليس لتطبيع الحياة في عدن واعادة الاعمار فقط , وانما مشروع كبير لدور ومكانة عدن التي يفترض أن تتبؤاها. واكاد اجزم أن السبب الرئيسي لاغتياله لان الشهيد كان يملك في راسة مشروعا يتقاطع مع مشاريع أخرى كثيرة . مر عام على جريمة اغتياله ولم نعرف الجناة بعد , وأن كنا نتكهن عن المستفيدين من موته وهم كثر . عزيزي الشهيد جعفر ... ثق أن عدن لم ولن تنساك ... و أن مشروعك لم يمت معك .. بل سيجد طريقه للتنفيد , لانه مشروعا جميعا .. مشروع المدنية ودولة النظام والقانون ... فالمرء قد يموت أو يقتل ولكن تظل الفكرة باقية عصية عن الموت .. وان غداً لناظرة قريب أيمن محمد ناصر محمد النواصري عدن 5/12/2016