آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

كتابات واقلام


فلسطين واجتماعات الغفلة العربية

الثلاثاء - 24 أكتوبر 2023 - الساعة 11:40 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


فيما الآلية العسكرية الصهيونية المدعومة بحاملات الطائرات وبمنظومة أسلحة دفاعية وهجومية أمريكية وبريطانية، وبـ (2000) مقاتل أمريكي للمشاركة في الهجوم البري على غزة لتتميم مهمة تصفية الانسان الفلسطيني قبل المقاومة ووضع ما تبقى منه (إذا ماتبقى فعلآ احد) من نساء وأطفال وشيوخ ومعوقين امام خيارين اما الموت أو التهجير.

نجد أن الأنظمة العربية منهمكة في إعادة إنتاج نفسها كظاهرة صوتية فاقدة المصداقية والاثر تطلقها على هيئة خطب وبلاغات وتصريحات مع مواصلة الاستجابة والاذعان لاستقبال الوفود الأوروبيين والأمريكان والخروج بنتائج غاية ما فيها دعوتهم الى التهدئة وشجبهم قتل المدنيين في غزة والضفة مقدمين بذلك للكيان الصهيوني المساحة والوقت المطلوبين للتحرك والمضي قدما في تحقيق أهدافهم الاستراتيجية في التوسع وحماية ماتسمى بمصالح امريكا وبريطانيا والغرب عموما. .

وبالتزامن مع مايتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب ابادة يومية اقتصرت جهود الأنظمة العربية على توضيف منابرها المتكلسة من قمم واجتماعات
لرؤساء ووزراء ومبتعثين لعقد اجتماعات هنا تتلوها اجتماعات هناك والتي لا يغلب عليها النعومة وحسب بل والافتقار الى مشروع موازي لمشروع اسرائيل الكبرى والانخراط جديا في التصدي له وافشاله.
اجتماعات عربية مهمتها
جمع وحصر عدد القتلى من الرجال والأطفال والنساء الفلسطينيين، بدءآ من اجتماع وزراء خارجية العرب الذي عقد بعد أن تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين الألف شهيد ثم أنفض الاجتماع على مشهد عرض الأسماء والصور وإبداء الترحم ورفع الرجاء لإسرائيل ومن يقف ورائها للاكتفاء بهذا القدر.

ومن ثم يعود المكلفون بخوض غمار هذه الاجتماعات ليشاهدوا مزيد من مجازر الابادة والتي ما أن يتعدى عدد القتلي الشهداء من الشعب الفلسطيني الألفين حتى ينتفضون ملبين واجب الاجتماع عبر وزراء العدل العرب الذي عقد ليضيف إلى سابقه اجتماع وزراء الخارجيه العرب بيان الادانة بحدة لما تقوم به حكومة اليكود من مجازر بحق الفلسطينيون دون أن ينسوا حصر وعرض وترديد عدد الأطفال والنساء القتلى والمنازل المدمرة ومشاهدة بالصوت والصورة مسلسل التصفية العرقية البشعة للآلية العسكرية الفاشية الصهيونية الأمريكية البريطانية وهي تواصل توسيع رقعة الأرض المحروقة بإنسانها ومنازلها.

ثم تعود الحكومات العربية مكللة بنصر الادانة والشجب لتتابع بصمت وضبط نفس تزايد وتيرة الهجمات الاسرائيلية لتصبح أكثر فضاعة وشناعة قولا وفعلا.متحينين
تجاوز القتلى من المدنيين الاربعة الف شهيد وعشرات الآلاف من المصابين ومسح احياء سكنية بالكامل على رؤوس ساكنيها لتتجدد حاجة الأنظمة العربية لاقامة اجتماع رئاسي ثلاثي في عمان الذي منع انعقاده قصف اسرائيل المشفى المعمداني ليحصد مايقارب الثمان مئة شهيد والاف الجرحى ومع فشل الاجتماع إلى أن واجب الشجب والادانة وطلب حماية المدنيين لم يفشل هو الآخر بل استمر كاسلوب وحيد وعنوان اوحد لمقاومة الانظمة العربية. مسهلين بذلك سرعة تحول غزة والضفة إلى مدن وبلدات غير امنة بالمطلق خالية من الضوء والماء والغذاء والأدوية والمستشفيات والسكن

وهنا واتباعا لعادة الانظمة العربية في التعامل من حرب الابادة والتطهير العرقي الصهيوامريكية ضد الشعب العربي.

لم يكن امامنا كشعوب عربية محيدة غير الا نتظار بكثير من الخنوع والبأس والانبطاح بقرب الاجتماع العربي القادم، الذي قد يكون تحت يافطة الجامعة العربية أو وزراء الأنظمة العربية او بهما مجتمعين ولكن هذه المرة كما يبدو سيكون اجتماعا لا من أجل الادانة والشجب وانما من أجل إقامة صلاة الميت الغائب كاخر خيار متاح لهم. وعودة كل اومن يستطيع منهم إلى عاصمته لانتظار نفس المصير الذي لاقاه الشعب الفلسطيني المجاهد؟!!.

والبدء بقراءة الفاتحة على خاتمتهم لانه عندها قد لا يجدون كحكام عرب من يدعو إلى اجتماع لطلب الرحمة والمغفرة لهم وما آلت إليه أحوالهم المهينة والمهانة .