آخر تحديث :الأحد - 05 مايو 2024 - 09:14 م

كتابات واقلام


ما المانع ان يستعيد الجنوب دولته

السبت - 11 نوفمبر 2023 - الساعة 04:24 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


~ توحد الجنوب طوعاً وسلمياً مع الشمال في تسعينات القرن الماضي ولم تصمد الوحده حتى اشهر حتى ظهر خلاف جوهري بين النظامين وكان بامكان حل المشاكل والخلافات بطرق سلمية وحوارية وتغليب المصلحة العليا على المصالح الضيقة ومثل ما تمت الوحدة عبر تفاهمات مباشرة بين الجنوب والشمال كان يفترض ان تستمر التفاهمات بينهما وحل المشاكل واحده تلو الاخرى لكن مع الاسف تخلى الطرف الشمالي الذي توحد مع الجنوب عن التزاماته وسمح لعناصر متطرفه من النخب السياسية والقبلية والدينية مع تحشيد الافغان العرب لتفسد المشروع النهضوي الجديد بادعاءات وتهم وجهت للحنوب الى حد تكفير الجنوبيين واصدار فتوى لقتلهم ومصادرة ممتلكاتهم واخيرا احتلال الجنوب

- كل نخب الشمال لم تحافظ على الجمهورية وجزء منهم سلم الدوله لعناصر مليشيا انصار الله والجزء الاخر ترك الساحة ونزح الى الخارج. وبقية النخب الاخرى سارت على طريق من تزوج امنا فهو عمنا فمنهم من فضل البقاء في صنعاء مع النظام الجديد والبعض الاخر ذهب ليتكسب رزقه من الشرعية التي انشأت على عجل في الخارج

- الجنوب تصدر المقاومة المسلحة فور تجاوز قوات الشمال الحدود بين الدولتين دون الاستئذان من احد دفاعاً عن الارض والعرض والدين وتم دحر الغزو الشمالي الذي هو خليط من انصار الله والجيش اليمني التابع لعفاش وتحرر الجنوب

- استضاف الجنوب الشرعية وتحت ضمانة التحالف لكي تقوم باستعادة العاصمة صنعاء ولكنها فشلت وتحول هدفها الى محاصرة الجنوب واذلال شعبه وتحمل الجنوب سنوات عجاف خلال تسع سنوات ولم تستفد الشرعية من الفرصة التي وفر لها كملاذ امن والبيئة المناسبة لمقاومة انقلابيي صنعاء واذا بهذه الشرعية تريد ان تساوم على ارض الجنوب مع انقلابي صنعاء وتسرق انتصار الجنوب

- البوم الحنوب يعيش في احلك الظروف والسبب حكام الشرعية التي فرضت حصارا محكما عليه كعقاب لكي يعلن استسلامه لكل المشاريع التي تطبخ على نار هادئة لتعيده الى باب اليمن

- لا احد يدري هل كان الانقلاب في صنعاء على الشرعية مجرد ذريعه لاعادة احتلال الجنوب كون التطورات التي مرت خلال التسع السنوات الماضية شاهده على هذه الفرضية وكون الشرعية كانت متماهيه مع الانقلاب وتعمل بكل امكانياتها لمساعدته على البقاء وبمشاركة من الاقليم والعالم حصل الحوثي على انتصار سهل وتسهيلات كثيرة وبالمقابل تعمل بكل امكانياتها لكي تضعف الجنوب وتزيد اوضاعه اكثر بؤساً وتعقيدا وفي كل مناحي الحياة

- من عجائب الزمن ان نسمع ان ايران تطرح على المبعوث الدولي اهمية وحدة اليمن ومعارضتها لقيام دوله جنوبية لعلمها بانها المستفيد الاول من هذه الوحدة وهذا يتطابق مع الاسف الشديد بمواقف عدد من دول الاقليم وكانهم والشرعية يسيرون مع ايران في فلك واحد

-وجود. دوله جنوبية اصبح حاجة ملحة ليس للجنوب وحسب ولكن للتوازن الجيوسياسي في المنطقة خاصه بعد ان اصبح لايران اليد الطولى في صنعاء وكذا اعتراف الاقليم والعالم بالامر الواقع بهذا الانقلاب

- قيام دوله جنوبية لا يعني بناء سور الصين العظيم بين الجنوب والشمال ولكن ستتم اعادة صياغة العلاقة على اسس جديدة تضمن انسياب المصالح بطريقه قانونية ونظامية صحيحة تحفظ لكلا الدولتين حقوقهما الوطنية وتتفرق كل دوله بشانها الداخلي

- فك ارتباط سلس واّمن يعتبر اقصر الطرق لابقاء الود والاخاء بين الدولتين الجنوبية والشمالية وهذا ليس نهاية التاريخ وانما يمثل استعادة الوعي والحق معا بعد معاناة عاشها الشعبين في الجنوب والشمال من حروب ودمار وخراب خلال زمن الوحدة الفاشلة

- خطوه الى الخلف تعني بناء جسور الثقة واستعادة ما دمرته ثقافة الوحدة فيما يتعلق باواصر الاخاء والود بين الشعبين والانطلاق نحو المستقبل فنحن نعيش في منطقة واحده ولا احد يستطيع ان يزيح احد او يشطبه من التاريخ والجغرافيا فامامنا مهام ملحة والزمن يمر بسرعه فلا ندعه يمر دون ان نستعيد الوعي والحق بالوجود لكلا الشعبين والاعتراف بالحق فضيله انه الخيار الافضل من بين الخيارات المفروضه على الجنوب والشمال فهل من متعظ ؟

قاسم عبدالرب العفيف
10/11/2023