آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 03:01 م

كتابات واقلام


المطلوب لاستمراركم !!!

السبت - 16 ديسمبر 2023 - الساعة 01:48 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


كلما زادت قتامة الأفق، وجثمت تبعات اختلالات سقوط العملة وتدني قيمة الرواتب والمعيشة على الصدور، وصادر غياب السكينة والاستقرار ما تبقى من أمال وأحلام، انقدت الذاكرة التي تأبى الخفوت والاحتجاب ملوحة بما تحمل بداخلها من ذكريات قديمة وحديثة جدا، لتزيد من تفاقم وطأة الألم والمعاناة في نفوس وحياة البشر في المجتمع وذلك عندما تأخذ هذه الذاكرة في الانتفاض مع كل أزمة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ... أو .. من الأزمات المتلاحقة على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع.

التي تضعنا على الدوام في الصورة من وعود كذبت ومعالجات فشلت وإصلاحات غيبت، وإجراءات نسيت وأهملت ، وممارسات تسارعت وتوسعت و تعاضدت مستهدفة وقف واغتيال وفركشة الحلول والتدابير القريبة، بل حتى منها تلك البسيطة والمتواضعة والبائسة أيضا. ذكريات ما زالت توخرنا بها الذاكرة، منها على سبيل المثال لا الحصر يوم انبرى وزير الخارجية بحديث مؤلم وفاجع حول الكادر الدبلوماسي الذي فاق عدده وعتاده حد المقبول والمعقول والمتكدس بكثافة في مختلف عواصم الدنيا وبحسب إفادته أن 90% من هذا (الكادر) قد تم تعيينه لا بحسب الكفاءة وإنما عن طريق الوساطات الخاصة والمجاملات ومعظمهم من أبناء المسؤولين. مطالبا بضرورة تخفيض هذا الكادر والاستغناء عن معظمه لعدم جدواه والحاجة إليه.
ولا يتوقف مخزون الذاكرة عند هذه المعضلة التي بقيت كما هي دون حل أو حلحلة بل تذهب بنا إلى إحصائية تم نشرها تفيد بوجود مدراء ووكلاء وزارات ونواب ومدراء مكاتب وزراء وناطقين ومحللين إعلاميين ومستشارين لوزراء ووزارات يعيشون بصورة دائمة في الخارج ويستنزفون من ميزانية الدولة ما يقارب (115) مليون دولار شهريا ومع محاولتنا عبثا لجم الذاكرة نجدها تسبقنا لتقتادنا إلى تذكر اجتماع مجلس الوزراء في يوم الأحد 27 من أغسطس الماضي وخروجه بقرار يدعو إلى ضرورة ضبط السوق ومراقبة الأسعار واتخاذ الإجراءات بحق المخالفين.

وهنا نجد أنفسنا أمام سلسلة من الممارسات والاعترافات والقرارات التي يتم الإقرار بها رسميا دون أن يتبعها أي فعل أو تطبيق مصدق لجديدتها.

قائمة لو أخذنا واحداً منها لكان كافياً لا إلى إسقاط أعتى حكومة في أي دولة، وإنما إلى محاكمتها وإنزال أشد العقاب بها.

وأمام طول وتمدد القائمة ، وبعد أن تبين لنا جلياً أننا لا نعيش حالة صراع وخصومة لا مع تصريحات وقرارات ووعود الحكومة وتحولها دائما إلى مجرد وعود غير قابلة للتحقق، وإنما إلى كسب خصم آخر إلى جانبها وهو الذاكرة وعليه فإننا ندعو الحكومة إلى أن تصرف لكل فرد راشد بالغ داخل المجتمع حبة علاج لمسح الذاكرة مع كل اجتماع تعقده أو قرار تتخذه أو وعد تتقدم به ؛ وذلك لمسح ماقد يعلق بالذاكرة رأفة منها بنا وتحسبا لردود افعلنا وعدم قدرتنا على احتمال ما لا يُحتمل من تصرفاتها.