آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 03:59 م

كتابات واقلام


قضية الوسط بين السلام والتسوية

السبت - 06 يناير 2024 - الساعة 05:21 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


من المخجل والمعيب والمؤسف أن تطالب بتسوية وأرضك لا زالت محتلة من قبل ميليشيات وقوى ظالمة.
طالب وفكر وتوجه نحو تحرير أرضك والانتصار لقضيتك ثم بعدها تحدث عن التسوية التي ستأتي إليك لا أن تذهب إليها.
كانك ثائر من أجل أن تحصل على نصيب من الكعكة ، فإذا حصلت على نصيب لا مشكلة لديك أن ظلت أرضك محتلة وقضيتك خاسرة.
الثائر والمقاوم هدفه أولا التحرير كساحة أولية لانتصار قضيته ثم التوجه لإنصافها.
مستحيل والف ومليون ومليار مستحيل أن نفكر بتسوية يكون فيها للحوثي وقوى الهضبة الزيدية الظالمة موطئ قدم في إقليم الوسط الشافعي الممتد من ميدي حتى مأرب.

ومن العار أن تطالب بسلام في ظل وجود محتل مسيطر على أرضك , طالب بإخراجه وإجلاءه كسبيل وحيد لتحقيق السلام.

لا يصح أن نرضى حتى بحوار وتفاوض مع الحوثي ، فالحوثي إرهابي ، وهل يصح أن نتفاوض ونتحاور مع كيانات إرهابية ، الإرهاب لا ينفع معه إلا الاجتثاث.
بعض العمل السياسي يحتاج مواقف صلبة لا مرونة فيها ، الكيان الإرهابي طالب بتصنيفه بالإرهاب ، أما أنك تذهب وتظهر نوع من الرضى والقبول للتفاوض معه ، فهنا قد أظهرت نوع من التناقض مع الواقع أمام الرأي السياسي الدولي ومضيت باتجاه معاكس يدافع عن الإرهاب وبقاءه بشكل غير مباشر.

ننفتح مع كل القوى السياسية شريطة أن تعترف بقضية مظلوميتنا لا أن تركب موجتها ، غير مسموح بتمثيل مسرحية المظلوم وانت ظالم ، من كان أداة لظالم فهو ظالم مرتين ، ظالم لنفسه وظالم للناس.
وأظلم الظلم أن تكون مظلوم وتمارس الظلم ، تعرضت لظلم وتمارس ظلم على الآخرين ، تشردت من بلدك وتمارس ظلم في بلد غيرك ، وأظلم من الظلم أن تتقاسم الظلم مع ظالم آخر ، هو يظلم في جهة وانت تظلم في جهة أخرى ، إذا أردت أن تنتصر لمظلوميتك ، فدع المظلومين الآخرين ينتصرون لمظلوميتهم ، فإنهم إذا انتصروا سيساندوك.


لا نؤمن إلا بحلول جذرية ، والتي لن تتحقق إلا في مسار توجه يترتب على أنه لا تسوية في ظل تنازل لظالم ، ولا سلام في ظل بقاء محتل ، ولا حوار ولا تفاوض مع إرهاب.
أحرار نقف مع كل حر ، والحر لا يستعبد الآخرين.
مظلومون ونقف مع كل مظلوم يقف معنا.