آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 08:20 م

كتابات واقلام


حصن التعكر في إب وفي عدن

الأحد - 28 يناير 2024 - الساعة 05:43 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


علامتان تجدها متطابقة في الإسم لأسرة ومكان ما بين منطقة وأخرى ، تجدها كدلالة تصل بها لحقيقة تستند بها ضد تأريخ مزور أو متعدد الروايات أو عدم التوثيق التأريخي.

حصن التعكر في أعلى قمة جبل التعكر في إب هو أقدم حصن في إب وعمره يعود ستة الف سنة كما ذكر الحموي ووثق الهمداني , ويوجد حصن اسمه التعكر في عدن في أعلى جبل التعكر الذي أسمه حالياً جبل حديد وكان قديماً يسمى جبل التعكر وجبل الحصون ، هذه دلالة تأريخية تعرف من خلالها عدة حقائق نتطرق لبعض منها هنا.
كان الجنوبيون إذا أنتقل بعض منهم من منطقة إلى أخرى أو أمتدوا إليها يسمون أماكن الإنتقال بنفس إسم المنبع الأصل.
هذه سمة ينفردون بها.
تجد في الوسط اقدم القبائل والمعالم التي حولها أو الجبال متطابقة مع أسماء قبائل وجبال ومعالم في الجنوب في مكان واحد ، وهذا دليل على الأصل والإمتداد وأول من سكن تلك المناطق.
في البيضاء تجد أسماء أقدم القبائل والمنطقة التي سكنت فيها أو الجبل الذي بجانبها مماثل مع إسم قبيلة وجبل في الجنوب ، ومثل ذلك في بقية محافظات الوسط.

هل تصدقوا أنني كنت أظن أن الحصون في إب بناها الأتراك أو الأئمة ، ولكننا عندما بحثنا وجدنا أنها مبنية منذ آلاف السنين ، فقط الأتراك أو الأئمة جاءوا وسكنوا الحصون وقاموا ببناء نوبات عسكرية بعيدة عنها تتكون من مباني صغيرة مهمتها الرقابة وإيصال الصوت للحصن في حالة رأو تقدم عسكري مضاد أو ما شابه ذلك.

أربعة حصون مشهورة في إب خدد وأنور وحب والتعكر ، وهناك مثل دارج يردد إلى اليوم يقال اللهم بارك بالوادي الأغر ما بين خدد وأنور وحب والتعكر.
حصن خدد في حبيش وأنور مقابل له في القفر والتعكر في جبلة وحب في بعدان ، حصن التعكر ذكرت المصادر أن عمره ستة الف سنة وبقية الحصون لم يذكر متى بناها إلا أن الحقيقة تقول أن من بنى التعكر هو من بنى البقية وفي وقت واحد.
من بنى هو أول من سكن الأرض والذين جاءوا عبر إمتداد من الجنوب في وقت كانت فيه دولة عاصمتها عدن يحكمها أهل الجنوب ويساندهم أبناء الوسط ، فعدن هي أقدم عاصمة تأريخية ومن يتربع في حصن التعكر بعدن هو من يحكم حتى حصن التعكر في إب.

قبل الدول الحديثة قبل دول الأئمة قبل الأذواء قبل الأقيال قبل الممالك حمير وسبأ ومعين وقتبان وأوسان ، قبل ذلك كله هناك تأريخ يدل على وجود أول دولة في الجزيرة العربية قبل ستة الف سنة تحكم الأصل والأمتداد ، الأصل هو الجنوب والأمتداد هو الوسط من الجوف حتى مأرب والبيضاء وإب وتعز وتهامة ، وما سواها كانت مناطق مقفرة لا يسكنها أحد ، كانت العاصمة عدن حصن التعكر.

جميعهم يتحدثون عن التأريخ من عهد حمير وسبأ وما بعده ، وهذا يعتبر تقزيم لتأريخنا ، هناك تأريخ أقدم من قبل ظهور المسند وغيره ، يكشف عن الأصل والإمتداد والإنتقال ، وهذا الأمر تعرفه من خلال الآثار المتشابهة.
حصن التعكر في إب وفي عدن عمرهما ستة آلاف سنة ، أي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.
عمر عرش بلقيس منذ ثمانمائة وخمسون سنة قبل الميلاد ، عمر مدينة صنعاء الفين وخمسمائة سنة منذ بناءها ، عمر قصر غمدان ودولة المماليك لا يتجاوز أكثر من ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد ، كل الآثار البناءية المشهورة من حصون وغيرها لا تصل لعمر حصون التعكر.

يقع حصن التعكر في إب في مديرية جبلة ، جبلة التي سمتها الملكة أروى بهذا الإسم نسبة ليهودي كان يسكن فيها في ذلك الوقت قبل الف عام وإسم اليهودي جبلة ، جاء المؤرخون وسموها ذو جبلة ، لكن التجاهل التأريخي الظالم هو لحصن التعكر الذي عمره وتسميته منذ ستة الف سنة.
في حصن التعكر تجد الآثار المتشابهة مع أثار الجنوب ، تجد أثآر مثلها في حالمين والضالع ولحج وشبوة وأبين وعدن وحضرموت وكل الجنوب.
تجد في إب أكبر شعب على مستوى المحافظة يحوي ثلاثمائة ألف لبنة اسمه شعب يافع نسبةً إلى يافع الجنوبية.
تجد أقدم حصن تأريخي يسمى التعكر نسبةً إلى التعكر في عدن.
تجد الكثير من أقدم الأسماء نسبةً إلى الجنوب في شبوة أبين لحج الضالع وغيرها.

عبر الآثار تعرف الأصل والأمتداد والإنتقال.
الآثار التي عمرها للعصر الحجري الأول دلالة على الأصل ، في الجنوب وجدت آثار تدل على ذلك وكل الجنوب يعتبر أصل من لحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة ويتبعها أيضاً ظفار ، كل هذه المناطق تسمى الجنوب وتعتبر الأصل.
أقدم الآثار التي عمرها للعصر الحجري الثاني تعتبر دلالة على الأمتداد وتوجد منها في الوسط وكل الوسط يعتبر أمتداد من تهامة وريمة وإب وتعز والبيضاء ومأرب والجوف.
أقدم الآثار عمرها لما بعد العصر الحجري الثاني تعتبر مناطق الإنتقال وهي التي توجد ما بعد مناطق الإمتداد.
بالنسبة لحصن التعكر في إب وعدن اللذان عمرهما ستة الف سنة فيعتبران أقدم حصون عسكرية على مستوى العالم.
هذه بعض دلائل وهناك دلائل أخرى كثيرة ، ممكن نتطرق بشكل مفصل لاحقاً في جوانب عديدة إن أمكن ذلك.