آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 09:29 م

كتابات واقلام


حالمين لحج دولة وإمارة

السبت - 02 مارس 2024 - الساعة 05:44 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


أول من سكن إب هو حمير الأصغر قادماً من الجنوب ، ومن ليس أصله من الجنوب فليس أصيل.

بعدها أنتشرت من نسله عدة قبائل وهي التي تم تزوير أصلها وتضييع توثيق إنتسابها ، ومنها كان إمتداد نحو الجنوب متداخل بين الفرع والأصل ، وإمتداد بإتجاه صنعاء وتهامة ونجد والشام وغيرها.

يافع إمتداد من يريم وأًطلق على فتى ما بين سن السابعة والعاشرة.

حالمين إمتداد من حبيش بني مرة وأطلق على أول من سكنها وهما قادري ونسر وكانا في سن الحلم.

ردفان إمتداد أيضاً للأصهب أبو مرة الأصغر والد قبائل حالمين وينتسبون جميعاً لمرة الأكبر بن حمير الأصغر ، وأسم ردفان جعده وأطلق عليه ردفان لأنه كان حينها شاب جندي مقاتل.

صبيح أطلق على فتى جميل الوجه وأسمه الحارث.

الحواشب أطلق على مجموعة من الناس.

هذه الأسماء لقبائل متوازية وسميت في آن واحد.

منطقة بني مر وبني معين في حبيش إب تعود تسميتها لما قبل الإسلام ، وذكرت بعض كتب تأريخية أن من حبيش قبل الإسلام تخرج الرؤساء والوزراء والشعراء.

في منطقة بني مر أقدم أسر هما قادري ونسري.

ذكرت بعض مصادر تأريخية أن أحد أبناء حمير الأصغر أسمه مرة

، ونظراً لأنه لا يوجد توثيق لأنسابنا ، وهذا ما يجعل الناس متخبطين لا يستقرون على أصل وعرضة للأنجرلر وراء الإدعاء المتشابه والمزور ، ومن خلال بحثنا فيما يخص أسرتنا أفادني القاضي علي عبدالله قادري أحد أبناء عمومتنا في رداع ، أنهم كان لديهم نحت لإنتسابهم في جبل برداع تعرض للهدم في أحد الحروب ولازال حافظاً لذلك الإنتساب الذي توارثه عن الأجداد وهو أن آل قادري ينتسبون إلى قادري بن مرة بن الأصهب بن الأصوع بن سهل بن مرة ، وهذا يثبت أن الإنتساب إلى مرة بن حمير الأصغر.



ذكرت بعض مصادر تأريخ أن أبناء حمير الأصغر هم من أقاموا دولة عبر طريقة المثامنة ، أي سبعة وزراء وثامنهم الرئيس ، وليست المثامنة أقيال وعباهلة وتقاسم إقطاعيات كما يدعي البعض.

وفي حالمين تجسدت دولة المثامنة ، عبر تقسيمها الثماني الذي لا زال شاهداً إلى اليوم ويعود إلى ما قبل الإسلام ، تقسيم ثماني يحمل إسم مصطلح بلاد ، بلاد القادري بلاد النسري بلاد العمري بلاد الشوكي بلاد المالكي بلاد الباقري بلاد العلوي بلاد المسلمي ، هؤلاء كان أحد منهم رئيس والبقية سبعة وزراء ، وكانت حالمين دولة وعاصمة لدولة تحكم كل بلاد حمير الأصغر ، وربما كان الإمتداد أكبر من ذلك بكثير.

عهد ما بعد الإسلام : في عام 204 هجري بعد قيام دولة بني زياد كمستقلة شكلت حالمين إمارة عاصمتها وادي لقدور أميرها القادري أمتدت وشملت جزء كبير من إب وتعز ، أمتدت حتى شعب القادري في المخادر وناحية القادري أطراف حبيش من جهة القفر موقع منطقة بني مر وحتى شرعب ومدينة تعز ، وقد ذكرت بعض مصادر تأريخية أن القادري الذي لقب بالشداد حل في جبل فوق مدينة تعز وحكمها.

في عهد هذه الإمارة تم منح الموالي والعبيد جزء من الأعمال كنوع من سياسة دولة بني زياد التي منحتهم بعض وزارات كونهم كانوا يتعرضون لظلم في عهد الدولة العباسية والأموية.

وماذا حدث أن العبيد أنقلبوا عليهم.

وجدت هذه الرواية من الأجداد أن آل القادري كانوا أمراء قبل الف عام وانقلبوا عليهم العبيد.

بحثت في التأريخ فوجدت أن إنقلاب العبيد كانوا في عهد دولة بني زياد وأقام العبيد دولة بني نجاح الأحباش ، وقد كانوا سيطروا على الجنوب ثم تم إجلاء العبيد وإزاحتهم وطردهم.

كذلك في الدراسة التي أجريتها في ما يخص العبيد وجدت أوقافاً كانت للواقف للقادري قد كان أستولى عليها عبيد ثم أستولت عليها الدولة الصليحية وحولتها لأوقاف تابعة للملكة أروى ، رغم أنها كانت أوقاف قادري وهناك وثائق تثبت ذلك تعود لما قبل عهد الدولة الصليحية.

في عهد الدولة الأيوبية وقفت حالمين معها ، وفي هذه الفترة جاء من حالمين الحميد بن منصور القادري وأستقر في منطقة الوقش جبلة في قرية كل أهلها قادري وأقام مدرسة وعليها نقش في حجر أسمه والتأريخ لتعليم القرآن والعلوم الدينية ضد معتقدات الإسماعيلية.

وكان شاعراً وحكيماً ومن نسله قبيلة الحميدي الذين في حرد إب والعدين وجبل حبشي والضالع.

يتحدث المزورون للتأريخ أن قبيلة الحميدي أرخها الهمداني ينتسبون لبكيل وهم نقيلة من وادي الحميدات الجوف ، بينما هذه القبيلة لم تكن توجد بعهد الهمداني إنما بعد عهده بأربعمائة سنة وينتسبون الحميد بن منصور القادري وأصولهم إلى حالمين وهناك وثائق على نسب الحميد بن منصور ، كما أشارت بعض مصادر تأريخية أنه تربى في المناطق الشرقية ما بين عدن وحضرموت ثم أنتقل إلى إب.

ظلت إمارة القادري في حالمين بعهد الدولة الطاهرية وتقوت حينها ، وكان الأمراء حينها من نسل سعيد بن علي عاطف القادري ، وضعفت بعد سقوط الطاهرية وبعدها أنتقلت الإمارة إلى آل عمر بن علي عاطف القادري الذي أنتقلوا من وادي لقدور إلى خرفة وأسسوا العاصمة الجديدة للإمارة ثم أنتقلوا إلى جحاف ثم الضالع دار الحيد ، والذين يسمون اليوم آل أحمد ، تحدثت بعض مصادر تأريخية مؤخراً أنهم ينتمون إلى يافع وجدهم أسمه الأمير أحمد اليافعي وهذا ليس بصحيح ، إنما هم ينتسبون للقادري ولدينا وثائق تثبت ذلك ، لدينا وثيقة تمليك رهن من نسل سعيد الأمير حسن بن سعيد القادري للشيخ طاهر بن هادي بن الأمير قاسم بن الأمير شعفل ، وهذه الوثيقة في عام ألف وسبعون هجرية ، وقسوميات بين الأمراء نسل سعيد بن علي الذين كانوا يسكنون الدار في وادي حالمين ونسل عمر بن علي الذين كانوا يسكنون السمسرة بجانب الدار ومنها أنتقلوا إلى خرفة وهناك أسسوا ثاني عاصمة وأصبحوا أمراء بدل أبناء عمومتهم آل سعيد بن علي الذين كان آخر أمراءهم الأمير حسن بن عبيد.

وعمر قبيلة آل أحمد لا يتجاوز أربعمائة وخمسون عاماً.



حالمين قبل الإسلام هي دولة المثامنة وعاصمتها ، يحاول الكثير صرف هذا الأمر ونسب المثامنة لمملكة سبأ والهدف طمس تأريخ الجنوب وتزويره ، أشار التأريخ لدولة المثامنة الحميرية ، كل الدول قبل الإسلام كانت تحمل مسمى مملكة ، وحالمين الجنوبية هي حملت مصطلح دولة ، نظام دولة يتكون من شكل حكومة لها رئيس وسبعة وزراء يديرون شؤون البلد ، وليس كما يدعون البعض اليوم أن المثامنة عبارة عن ملك أو قائد وسبعة نوابه فلا يعقل أن يكون هناك سبعة نواب لرئيس أو ملك إطلاقاً.

وكانت حالمين هي مركز دولة المثامنة وهي عاصمتها.

هذا جزء من تأريخ حالمين ، وتفاصيل أوفى ذات أدلة كثيرة نسردها لاحقاً بمشيئة الله.