آخر تحديث :الأحد - 05 مايو 2024 - 12:34 ص

كتابات واقلام


مليشيات الحوثي تنتحرعلى أبواب الجنوب

الثلاثاء - 09 أبريل 2024 - الساعة 03:39 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


إصرار شديد واستماتة غير منطقية تلك التي تقوم بها مليشيات الحوثي على أبواب الجنوب الأربعة كرش وثرة والحد والضالع ، ماتنفك تقتحم اسوار هذا الموقع أو ذاك حتى تغتر بالانجاز الذي تحققه لتكتشف أنها البالوعة التي ستغرق بها والمصيدة والفخ الذي نصبه مقاتلون حقيقيون في معارك واقعية وليست افتراضية كتلك التي تعاملت معها المليشيات في تعز والبيضاء ومأرب ، معارك الجمر الحارقة والسدود المنيعة التي لم ولن تتمكن المسيرات والبالستي والاختراقات الوهمية لفصائل تتقدم راجلة ثم تعود محمولة أشلاء وجثث هامدة دون أن تحقق مشهدا تصويريا على بقعة جنوبية.

صولات وجولات تنفذها مليشيات الحوثي هنا وهناك تفجر فيها البيوت وتعتقل فيها الاطفال والنساء والشيوخ لتوغل في قهر وإذلال من رفضوا حمل السلاح ومواجهتها في محافظات اليمن التعيس الغارق في جبروت المليشيات الحوثية خاضعا منكسرا ، الا في جنوب الاباة ، الابطال شم الانوف على أبواب ومداخل وحدود الشرف والكبرياء ، سدود مصبوبة زبر الحديد بالقطر المذاب ، جلاميد صلبة كالسور العظيم ، شبر واحد لم ولن يتمكن الحوثي من أن يحدث فيه ثلمة أو يخرق فيه خرقا
أنه الانتحار أمام الأسوار الجنوبية في كرش حيث الغدر والمباغثة فجرت بركانا زحف صهيره نحو الغزاة الحاقدين فيحرقهم حمما لاتبقي ولاتذر.

أن المؤمن لايلذغ من الجحر مرتين ، وهذه مقولة متداولة ومشهورة تلوكها الألسن ويرددها صغار وكبار ، لم يستوعب الحوثي ومليشياته مغزاها ، ولم يعي المشهد الجنوبي على حقيقته يصر ويكابر ويتوهم أن الحال هو نفس الحال في كرش أو الحوبان متجاهلا التجربة المريرة عندما توغل عبر الطريق المفتوح من صعدة إلى المعاشيق في ٢٠١٥م لينتهي به المشهد من التوغل إلى التقهقر ليخرج من المعاشيق مطرودا يحمل جثث واشلاء من سقطوا على طريق الهروب من السعير في بركان عدن مكاردا بالرصاص وأصوات التكبير ليغادر حدود الجنوب الغربية إلى ماقبل ٢٢مايو ١٩٩٠م .

لماذا يصر الحوثي وهو يعلم أن العودة مجددا إلى عدن ضرب من الجنون وانتحار على أبوابه ، فما الذي ينشده إذن بمغامرته تلك ، رغم معرفته بالمتغيرات الشاملة والاستحداثات المبهرة في قوام التشكيلات العسكرية الجنوبية اليوم على ماكانت عليه في ٢٠١٥م وحالة الضعف والعجز والثغرات المنتشرة في كل بقاع الجنوب آنذاك ، هي اليوم قد سدت بزبر الحديد المصبوب بالرصاص الحارق ، فالقوات الجنوبية اليوم مجهزة ومدربة ومتأهبة وعازمة على المواجهة الحاسمة في انتظار فك الحصار عنها وقيود المجتمع الدولي الذي حال ببنها وبين المليشيات في كيلو ١٦ وميناء الحديدة وحريب
أن مليشيات الحوثي اليوم على موعد مع تهشيم العظام وسحق الجماجم وإحراق ماتحت الاقدام وجنازير المدرعات ، فارض الجنوب ليست ملغمة بالغام فردية والغام المدرعات والالغام البحرية والمفخخات ، أنها ملغمة بعزيمة الرجال الذين افترشوا أرض الجنوب في كل شبر منها بمتفجرات الهمة العالية والعزيمة التي لاتلين ، دفاعا عن الحدود والكرامة والكبرياء ، لن يمر حوثي وفي المترس جندي جنوبي على قيد الحياة .

أنه الانتحار على أبواب الجنوب قد بدأت تعلق مقاصله في كرش ، حيث المشانق تخنق المليشيات المتسللة خلسة لتدخل عرين الاسود في يقضتها تثيرهم فيزأرون زئير المدافع عن عرينه انى لهم أن يقتحموه .

لماذا يجر الحوثي مليشياته إلى المقاصل والاخاديد المحرقة وبراكين الغضب ، لماذا يستفز المارد الجنوبي ويثير غضبه وينفخ في الكير ليزيد من اوار ثورة بركانه ، ؟ لماذا يسوق الحوثي مليشياته نحو الجحيم المستعر في الجنوب ، أنه الانتحار أمام الابواب ليس إلا ، فما للحوثي من طائل أن يتجاوز شبر من أراضي الجنوب ففي الحد يافع قد جرب ، وفي ضالع الصمود قد تعذب واليوم هو في كرش النمور يستفزها ويشب في نارها ويكويها في فلذات اكبادها ليثيرها وهاقد تفجرت الثورة الردفانية الكبرى وعلى نفسها جنت براقش وعلى الباغي تدور الدوائر.