آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 03:28 م

كتابات واقلام


د. صالح باصرة .. كما عرفته

الإثنين - 24 ديسمبر 2018 - الساعة 11:27 م

أيمن محمد ناصر النواصري
بقلم: أيمن محمد ناصر النواصري - ارشيف الكاتب


تعود بداية معرفتي بالراحل الكبير الدكتور الأستاذ صالح باصرة الشخصية العلمية والسياسية والاجتماعية والوطنية الكبيرة والمعروفة إلى بدايات عام 1990م عندما أعدت إصدار صحيفتي "الطريق" وكان الفقيد باصرة رئيساً لجامعة عدن وكانت أول فعالية يدعوني لحضورها وتغطية الطريق لها بمناسبة زيارة السيناتور الأمريكي السابق " بول فندلي" مؤلف كتاب " من يجرؤ على الكلام" إلى عدن وزيارته لجامعة عدن والقائه محاضرة في قاعة كلية الطب.
بعدها توطدت علاقتي الشخصية بالفقيد طوال ثلاثة وعشرين عاماً حتى مماته الأليم وكنت شاهداً على الدور الكبير الذي لعبه في تطوير جامعة عدن التي في عهده توسعت بنيتها التحتية والنوعية وحرص باصرة على أن تواكب جامعات الدول الأخرى فعمل على إنشاء المراكز المتخصصة في الجامعة كما حرص على تثبيت أراضي الجامعة وبذل جهود مضنية لتثبيت ملكية أراضي الجامعة التي للأسف طالها اليوم الكثير من النهب والبسط.

في هذه العجالة يهمني أن أسجل رأيي الشخصي بالراحل الكبير بكل أمانة فقد كان رجلاً متواضع جداً ومتسامحاً وقوياً وصاحب رأي وشجاعاً ومقارعاً.

كان مؤمناً أن للجامعة وظيفة أخرى غير الأكاديمية وهي وظيفة مجتمعية وثقافية فكان صاحب حضور طاغ سواء أبان رئاسته لجامعة عدن أو جامعة صنعاء أو في وزارة التعليم العالي .. كان رجلاً وطنياً غير مناطقي ولا عنصري ومؤرخ وسياسي من الطراز الأول ، يطرح رأيه بكل شجاعة ولا يمارس التقية أو المناورة السياسية.

بعد خروجه من الحكومة نزل إلى عدن حاملاً مشروع مركز الرشيد الذي شكل منارة ثقافية وسياسية في عدن في وقت قصير وشاءت الأقدار أن تعصف بالبلاد أزمة سياسية وحرب عاصفة شغلته عن استكمال مشوار "مركز الرشيد"

بعد تحرير عدن عاد إليها بعد أن كان قد تركها مكرهاً في رمضان 2015م بعد أن اشتدت المعارك ونزح إلى المكلا .. وبعد عودته مباشرة إلى عدن تقاطرنا نحن محبي الفقيد ومريديه إلى منزله فرحين ومرحبين بعودته وانتظمت لقاءاتنا به أسبوعياً في منتدى المركز كل خميس فكان كعادته حاضر البال حريصاً على تبادل الأفكار مع الآخرين حول الشأن العام . كما اطلق مبادرة سياسية كمخرج للوضع الراهن في اليمن وقد نشرت في جريدة " السياسة "الكويتية .. وكانت مبادرة جريئة عكست رؤية صاحبها الخبير بالشأن اليمني والواقع الخاص باليمن . وظل حتى آخر لقاء جمعنا به قبل اشتداد مرضه واثق النفس، عزيزاً، كريماً لا يبيع لا يشترى.. رجل مبادئ ثابتة ومواقف وطنية خالدة.

ألف رحمة عليك يا من تركتنا مبكراً.