آخر تحديث :الإثنين - 06 مايو 2024 - 05:49 م

كتابات واقلام


"2020" أصعب تحديات العرب!

الأربعاء - 01 يناير 2020 - الساعة 11:42 ص

عماد الدين أديب
بقلم: عماد الدين أديب - ارشيف الكاتب


عام 2020 هو أصعب أعوام العرب وأكثرها تحديات ومواجهات.

خطورة العام تنبع من كون هذا العالم يعيش حالة من السيولة والانفلات والخلل في التوازنات.

إنه كما يقول رئيس الوزراء الصيني الأسبق شواين لاي: «عالم تحالفات جديدة، وعالم انقسامات جديدة، جميعها سوف تُحدث فوضى واضطراباً في كل مكان».

الرئيس الأمريكي منشغل بانتخاباته الرئاسية، ومجلس النواب سوف يجدد كل أعضائه البالغين 435 عضواً، ومجلس الشيوخ سوف يجدد انتخاب «35» عضواً، وحكام الولايات سوف يتم تجديد 13 حاكماً منهم.

الرئيس الروسي منشغل بالحصول على ثمن فاتورة سوريا وأوكرانيا، وبنتائج التحالف مع الصين، وكيفية البحث عن جائزة أو مخرج من التنسيق الثلاثي مع الإيرانيين والأتراك.

2020 هو أصعب أعوام رجب طيب أردوغان فى السلطة، وهو معرَّض بقوة إذا فشل في «غزوة طرابلس» إلى أن يتعرض حزبه إلى الدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة قبل موعدها المحدد لها عام 2023.
أوروبا تحتضر كدولة اتحاد، ومغادرة بريطانيا لها أصبحت مؤكدة، وحكم بوريس جونسون دعمته نتائج الانتخابات، وأنجيلا ميركل إلى رحيل.

أوروبا مهددة بابتزاز أردوغان بإطلاق المهاجرين من سوريا وتركيا وليبيا، ومهددة بالتالي بزيادة نفوذ وشعبية اليمين المتطرف في أي حكومات مقبلة.

الصين تسعى للحفاظ بالدرجة الأولى على معدل نموها ومشروعها لطريق الحرير والمواجهة الذكية لعقوبات ترامب التجارية.

وتستمر الصين في تحمل رياح المظاهرات في هونج كونج، مع عدم التوقف عن تفعيل قواتها وأبحاثها العسكرية وتدعيم سلاحها البحري، ودعم الاستثمارات في أفريقيا.

تصبح إيران على احتمال الانفجار أكثر من أي وقت مضى، إما أن تنفجر إلى الداخل فتزداد المواجهات الدموية بين الحرس الثوري والشارع، وإما أن تنفجر إلى الخارج فيتم تحريك الامتدادات الإيرانية في العراق ولبنان واليمن.

شعور المحاربين في اليمن بالإنهاك سوف يؤدي إلى شبه استقرار في شكل الخريطة السياسية، واستمرار الأعمال العسكرية لتحسين المراكز مع زيادة ملحوظة في تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية.
سوف تزداد انقسامات ومشاغبات وتوترات رجب طيب أردوغان مع القوى الكبرى خاصة دول الاتحاد الأوروبي التي سترى في سياسته بشرق البحر المتوسط تهديداً لمصالحها خاصة شركات «إيني» و«توتال» و«شل».

ويتعين مراقبة موقف الحكومة الإسرائيلية من سياسات أردوغان البحرية التي تهدد أوضاعاً كانت قد استقرت وتم ترسيمها لثروة إسرائيل في غاز شرق المتوسط.

عام 2020 هو عام إنجاز مصر للكثير من مشروعات الإصلاح الاقتصادي التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لذلك من المتوقع الحفاظ على معدل تنمية لا يقل عن 6٪ سنوياً مع ارتفاع متوقع في الدخل السياحي وتحويلات المصريين وتحسن مركز الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.

كل ذلك له ارتباط بشكل تطور الصراع المقبل قبالة سواحل شرق المتوسط وعلى الحدود القريبة.

ويُتوقع أن تكون إدارة مصر الاستراتيجية للاحتلال التركي لطرابلس تعبيراً قوياً عن التطور العظيم الذي طرأ على قوة القوات المسلحة المصرية وقدرتها على تحقيق سياسة الردع الاستراتيجي بشكل حاسم وعصري.

تشهد السعودية نجاحات كبرى في الأداء الاقتصادي عقب النتائج المبهرة لطرح أسهم «أرامكو»، وسوف تزداد شهية الاستثمارات الأجنبية في المشاركة في برامج الإصلاح الاقتصادي السعودي التي تطرحها رؤية 2030 الاقتصادية.

يُتوقع طرح عدة مشروعات عملاقة جديدة مثل مشروع جزر البحر الأحمر المعروف باسم «آمالا»، كما يبدأ توظيف عائدات أرامكو في 4 مشروعات عملاقة داخل البلاد. يستمر ولى العهد السعودي في دفع مشروعه الإصلاحي الشامل، وتظهر داخل المجتمع السعودي آثار إيجابية لبعض الإصلاحات السياسية والاجتماعية في مجال دفع الشباب وتمكين المرأة والحريات العامة.

تتوجه كل جهود السعودية إلى إنجاح فعاليات قمة دول العشرين المنعقدة على أراضيها والتي تُعتبر الأولى من نوعها التي تنعقد على أرض دولة عربية بعد أن تسلمت المملكة رئاستها في ديسمبر 2019.

تنعقد القمة في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر من هذا العام بالرياض ولكن تستمر فعالياتها ولجانها وأنشطتها لشهور طويلة.

وتعمل الرياض منذ تسلمها الرئاسة ليل نهار لعقد قمة أسطورية تليق بالمملكة.

الاصطدام حتمي في لبنان بين الشارع وسلطة الحكم.

إمكانية التوصل إلى صيغة تُرضي الطرفين تكاد تكون شبه مستحيلة.

احتمالات المواجهات الدموية تزداد كل يوم مع تدهور الوضع المالي، ونفاد صبر الجماهير وفشل محاولات السلطة اختراق حركة الشارع أو تقديم صيغة مرضية.

تنجح الإمارات العربية في مشروعها التحديثي، ويتم الإعلان قريباً عن طرح عدة مشروعات كبرى للاكتتاب العام، ويزداد ظهور الدور الإقليمي لأبوظبي بالذات في مواجهة الجنون العسكري التركي، وتشهد الإمارات مركز الصدارة والاهتمام العالمي بانطلاق معرض إكسبو 2020 بمدينة دبي الذى يُنتظر أن يبهر العالم بتحضيراته.

هذا العام هو عام المليشيات المتطرفة، حيث سوف يظهر تزايد لدور قوات الحشد الشعبي على حساب الجيش في العراق، وانتقال قوات داعش وجبهة النصرة بواسطة تسهيلات تركية إلى ليبيا، وزيادة مصادمات حماس والجهاد الإسلامي مع الجيش الإسرائيلي، ويُتوقع أيضاً قيام تركيا بتغذية جماعات جديدة في سوريا بتمويل قطري.

كان بودّي أن أرسم لكم صورة أكثر وردية.. لكن هذا ما تنبئ به وقائع الأحداث.

نقلاً عن "الوطن المصرية"