آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 10:09 م

كتابات واقلام


لن يهتم بنا العالم بعد الوباء

الأربعاء - 01 أبريل 2020 - الساعة 09:12 م

مصطفى أحمد النعمان
بقلم: مصطفى أحمد النعمان - ارشيف الكاتب


نشرت صحيفة الواشنطن بوست صباح اليوم تحليلا بعنوان (فيروس كورونا سيعيد فتح الانقسامات الغاضبة في اوربا).

تحدث التحليل عن خيبة امل الدول الفقيرة (نسبيا) داخل الاتحاد الأوربي من الإجراءات الأحادية التي اتخذتها الدول القادرة على مقاومة الكلفة العالية لمواجهة انتشار الوباء، وكيف ان هذه الدول انكفأت على نفسها.

وزيرة خارجية اسبانيا ارانتشا غونزاليز غردت (نحن جميعنا في الاتحاد الأوربي فوق قارب واحد. لقد اصطدمنا بجبل الجليد. نحن جميعا نتشارك في المخاطر. ليس هذا وقت للنقاش عمن يحمل تذكرة درجة اولى او درجة ثانية. ليس هذا وقت التخلي عن المواطنين. التاريخ سيحملنا مسؤولية ما نصنعه اليوم).

الأهم هنا هو ان الإثار المستقبلية المترتبة عن الوباء ستخلف في اوربا اقتصاديات منهكة محطمة، وستثير رعب المستثمرين وارتفاعا في ارقام العاطلين عن العمل، وستمثل الخطط التقشفية انتحارا سياسيا لصانعي القرار، وستكون القارة بحاجة خطط لتحفيز الاقتصاد قد تقترب من المبلغ الذي خصصته الولايات المتحدة (٢ تريليون دولادر).

اما نحن في اليمن فعلى الذين يتوهمون ان العالم سيتقدم لنجدتنا مواجهة الحقائق:

نحن شعب فقير، بلا موارد مثبتة، عاجزون عن حل خلافاتنا، غير قادرين على الإنتاج، نعيش عالة على العالم، ما من يمني الا وهو يبحث عن موطن اخر له لأهله، حكوماتنا فاسدة وفاشلة، بلا نظام صحي في ادنى متطلباته، حكامه تخلوا عن كل المعايير الأخلاقية والوطنية، بلد منهوب منكوب بطبقة سياسية فاسدة تبحث عن كوارث طبيعية وحروب لتنهب كل مساعدة محتملة. بلد يتحول فيها المواطنون الى أدوات بيد قيادات مليشيات تقاتل من اجل الحكم والحكم فقط وتدعو الله ليل نهار الا تنتهي حروبها كأنهم وحوش آدمية...

هناك قائمة طويلة من الحقائق لا يتسع لها مقال ولا كتاب ولا مجلد.



الخلاصة انه في حين يبحث العالم في وسائل لتفادي كارثة الوباء وكيفية تحفيز الاقتصاد، ينسى اليمنيون انهم الى جانب كارثة الأوبئة التي سيعجزون عن مواجهتها وأتمنى ان لا تضرب اي يمني، مازالوا منشغلين في إحصاء أعداد القتلى اليمنيين وما دمروه، وكم من المساحات التي احتلها اليمني داخل الوطن او طردوا منها المحتل اليمني!

ستنتهي الحرب يوما وحينها لن يجد اليمنيون امامهم الا الخراب والدماء والاحقاد.

لن يأتي العالم لينقذنا، لأن أيا كانت مسمياتهم ودعاواهم فإن القتلة اليمنيين قرروا ان المواطن ليس الا كائنا رخيصا يمكن استبداله بمال ومنصب وجاه.