آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 06:25 م

ثقافة وأدب


"خطر غصن القنا" ..تواصل السرقات الفنية من جواهر الغناء اليمني

السبت - 21 نوفمبر 2020 - 03:40 م بتوقيت عدن

"خطر غصن القنا" ..تواصل السرقات الفنية من جواهر الغناء اليمني

كتب الفنان/ عصام خليدي

من منا لم (يتسلطن) ويشعر بالإنتماء والشجن والحنين وبالمذاق الرفيع والنكهة المتميزة الراقية المتفردة ذات الطابع والهوية اليمنية مع لحن أغنية (خطر غصن القنا )..؟!

عرضت قناة mbc الفضائية في إحدى برامجها مقابلة مع الفنان السعودي محمد عمر ..

شاهدت المقابلة والحقيقة لم أتوقع تجاهل الفنان محمد عمر لصناع أركان قوام الأغنية اليمنية ذائعة الصيت والشهرة ( خطر غصن القنا) والتي قام بالسطو والقرصنة على لحنها اليمني نهاراً جهاراً ..

إذ أنها تعد من وجهة نظري (علامة من علامات الغناء اليمني البارزة) وفي الواقع لم يذكر مصادر الأغنية ربما لغرض في نفس يعقوب لم يذكر مطلقاً ملحنها الفنان اليمني الكبير العملاق/ علي بن علي الأنسي / ومؤلف كلماتها الأديب والشاعر الفذ/ مطهر علي الإرياني ..
والمطربة اليمنية المعروفة التي قدمتها في فترة السبعينات من القرن الفارط المخضرمة/ فائزة عبدالله بالإضافة لأصوات عديدة يمنية كثيرة غنتها وحصدت نجاحات جماهيرية مدوية وإستحسان وإعجاب جماهيري ونخبوي منقطع النظير ..

للأسف تم التغاضي والتجاهل وطمس وتغييب وسرقة مجهودات وإبداعات كل هولاء المبدعين اليمنيين الكبار الذين أتحفونا بإغنياتهم العذاب وروائعهم التي وشمت على جدار الزمان والمكان في اليمن والجزيرة العربية والخليج العربي بشكل عام ..

الغريب في الأمر أن الفنان السعودي محمد عمر (الجيزاني) يمارس الغناء منذ فترة ليست قصيرة وأكاد أجزم أنه يعلم جيداً أهمية مايصرح به للجماهير متناسياً الفنانين اليمنيين الكبار الملحن والشاعر والمؤدي الذين لهم مكانة مرموقة في اليمن والجزيرة والخليج العربي حاولت البحث عن إجابة للتفسير ولم أجد إجابة ..؟!

صعقت حينما أستمعت مقدم البرنامج الكاتب السعودي في سياق حديثه المتنوع ( الناجح) يسأله عن جديد الفنان محمد عمر الذي أستمعت اليه وكأنه حديث ( قرصان) في ساحة الغناء وكانت ( الكارثة) في رده للسؤال الموجهة اليه حول جديدة الذي (يشتغل عليه فنياًً كان رده أشتغل على أغنية شعبية) ..؟!

دون الإشارة لمحلنها ومؤلفها
ومن قام بغنائها ..؟!

في الواقع الأمر أن أغنية ( خطر غصن القنا ) شكلت محطة مهمة في مسار الغناء الشعبي المرتبط بحياة المجتمع اليمني وتشكيل ذائقتهم السمعية والفنية لما تمتلكه من حرفية متقنة ومعطيات إبداعية ومقومات مقامية وإيقاعية عميقة الإلتصاق بالأرض اليمنية وملامحها الجمالية ..

و خصوصية البيئة والتضاريس اليمنية إضافة للجمل اللحنية المرصعة بسحر الطبيعة الخلابة وروعة الآلق اليمني الباهر ( فمن منا لم يستمع ويستمتع ولازال حتى كتابة هذه السطور برائعة لحن وكلمات وغناء أيقونة ( خطر غصن القنا ) التي قدمها بصوته أيضاً عبقري اللحن ( الأنسي) في سبعينيات القرن الفارط وقدمتها أيضاً بصوتها العذب الجميل الفنانة الكبيرة فائزة عبدالله وموثقة بالصوت والصورة في أرشيف ومكتبات إذاعات وتلفزيونات اليمن والقنوات الفضائية اليمنية ....؟!!

إلا يخجل هذا المدعي بما قام به من فعل مزري بإنتحال وسرقة لحن مشهور مرتبط بذاكرة أمة وتاريخها المشهود بالأصالة ..
يكفي هذا الشعب معاناته وماقد سلب بالقوة دون إستحياء ونهب حقوق الأخرين ..؟!!

ماذا أقول أنه (الإفلاس الفني) لواقع بائس مقفر متردي ..

ساعدته ظروف البلد ووضع الشتات الذي نتجرعه ونعيشه ويرمي بظلاله السوداوية القاتمة وينعكس في حالة الفوضئ واللأمبالاة التي تحدث في الوطن منذ سنوات رغم ( صرخاتنا ونداءاتنا المتلاحقة ) التي ندونها بسطور ممهورة بدماء القلب ..

يعاني الجميع دون إستثناء ويدفعون الثمن مكلفاً باهضاً وتظل قضية قراصنة الإبداع وتبعات مايحدث في معترك سرقات الأغنية اليمنية وطمس وتشويه ملامحها وسرقت إستحقاقاتها وأستباحت ثرواتها وخيراتها ..

أتركوا تاريخ أمة جار عليها الزمن ..

تراثنا أصبح مطمع وغنيمة لكل دول الخليج العربي والجزيرة العربية وأشباه الفنانين المتطفلين وهم كثر ... ؟!!

بالنيابة عن كل الفنانين اليمنيين أحذر بضرورة وسرعة الإعتذار والإشارة علناً لصاحب اللحن والكلمات والمطربة الرواد في ساحة الغناء اليمني ..

الفنان علي بن علي الأنسي رحمة الله ..

والأديب الشاعر المتألق مطهر علي الإرياني ..

والفنانة المخضرمة فائزة عبدالله ..
والجمهور اليمني عامة ..

كما يتوجب وعلى وزارة الثقافة رفع قضية سرقة وإنتحال للحقوق الفكرية والأدبية والمادية وللفن اليمني بشكل عام ..

يكفي سرقات ونهب وطمس وتغييب لتراثنا اليمني في ظل غياب قانون حماية الحقوق الفكرية والأدبية والمادية ..

وإبجاد آلية تنفيذ بنوده ونصوصه القانونية للحفاظ على تاريخنا ومورثنا وفلكلورنا الثري اليمني الباذخ القديم والمعاصر الذي أصبح في ( مهب الريح ) ..

نداء إستغاثة لكل الجهات المعنية ..

اللهم أني بلغت اللهم فأشهد ..