لم يتبقى سوى دقائق قليلة وينتهي اليوم الخميس، الذي حددته قيادة التحالف العربي موعدا لإعلان تشكيلة الحكومة اليمنية الجديدة، عقب تأكيدها إنتهاء الاجراءات العسكرية في أبين وإستكمال ترتيبات الحكومة الجديدة والتوافق على مرشحيها.
والخميس الماضي 10 ديسمبر، اعلن التحالف العربي أنه تم استكمال كافة الترتيبات اللازمة لتطبيق آلية تسريع تنفيذ (اتفاق الرياض)، حيث تم التوافق على تشكيل الحكومة اليمنية بعدد (24) وزيرًا ومن ضمنهم وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي ومختلف المكونات السياسية اليمنية.
وأوضح أنه تم استيفاء كافة الخطط العسكرية والأمنية اللازمة لتنفيذ الشق العسكري والأمني، مؤكدا إنه تم التوافق على إعلان الحكومة المشكلة فور اكتمال تنفيذ الشق العسكري وفي غضون أسبوع
وكان اليمنيون يترقبون لمساء اليوم الخميس لإعلان تشكيلة الحكومة الجديدة وفقا لتأكيدات قيادة التحالف العربي، وما تلاها من تصريحات مسؤولين يمنيين تجدد تأكيد ذلك الموعد، ومنها التصريح الاخير لرئيس البرلمان اليمني اليوم سلطان البركاني، الا ان تلك التأكيدات افتقرت للدقة والمصداقية، وسط انباء تتحدث عن تأجيل جديد لاعلان الحكومة.
ذهبت وسائل اعلام يمنية ومسؤولون وناشطون، الى تأكيد انباء تأجيل اعلان الحكومة الى يوم السبت القادم، وبرروا ذلك بأنه يعود الى اعتذار السفير احمد عوض بن مبارك على حقيبة الخارجية امس الاربعاء، بينما ذات الوسائل والناشطين والمسؤولين يلوكون اسمه منذ اكثر من اسبوع كتسريبات لتشكيلة الحكومة المرتقبة.
وقبل قليل تناول الاعلام اليمني خبرا اخر يفيد بإعتذار أحمد عرمان على حقيبة الشؤون القانونية وحقوق الانسان، مشيرة بأن هناك اخرين ايضا اعتذروا دون الاشارة اليهم، ومع ذلك لم تؤكد هذه الجزئية مصادر رسمية.
ووسط هذا التململ وهذه المعمعة التي يرى محللون ومراقبون سياسيون بإنها مفتعلة من اطراف لطالما سعت ولازالت تسعى لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض منذ ولادته، تنفيذا لاجندات اقليمية مشبوهة تستهدف التحالف والسعودية بدرجة اساسية واليمن والجنوب على وجه الخصوص، في سياق سياساتها الفوضوية الهدامة التي تستخدم ادواتها المحلية لتنفيذها عادة كورقة سياسية واسلوب ضغط ومراوغة تمكنها من انتزاع مكاسب لصالحها قبل اي تسويات سياسية قادمة.
واوضحوا ان التحالف العربي وقيادته معنية بصورة اساسية للوقوف امام هذه المعمعة غير المبررة التي تجعل التحالف في موقف سيئ امام شركاءه الفعالين في اليمن والعالم، وتضعف شوكته وحزمه وعزمه الذي ظل محافظا عليه طيلة ست سنوات امام المجتمع الدولي، كما ان ذلك يشجع مطامع اقليمية لمد يدها وتوسيع نفوذها في اليمن، وخاصرة دول الخليج والممر الملاحي الاستراتيجي.