آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

اخبار وتقارير


الكشف عن مصادر وسائل الغربية في اليمن والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون

السبت - 09 يناير 2021 - 11:58 ص بتوقيت عدن

الكشف عن مصادر وسائل الغربية في اليمن والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون

عدن تايم/ العرب

قصص اليمن تصل إلى الصحافة العالمية عبر مغامرات المراسلين

تكاليف باهظة يدفعها الصحافيون اليمنيون

ينظم صحافي يمني رحلات للمراسلين الغربيين، ويوفر لهم إمكانية الوصول إلى عدة مواقع والاتصال بالأشخاص المناسبين، لتسليط الضوء على قصص اليمنيين في الصحف العالمية، في ظل عدم اكتراث العالم لما يجري وعدم قدرة الصحافيين المحليين على نقل الحقائق.

صنعاء- يلتزم الصحافي صالح مبارك حقروص، الحذر في التحرك في محافظة شبوة، منذ أن أصبح عضو حزب الإصلاح محمد صالح بن عديو محافظا لشبوة، وتم استبدال جميع الإعلاميين العاملين في المحافظة بأشخاص من حزب الإصلاح، فلا شيء مسموحا سوى امتداح الحكام، بينما توجه تهمة للصوت المخالف بأنه مدفوع من الإمارات.

خاطر حقروص الذي يخضع للإقامة الجبرية في منزله، بسلامته للقاء الصحافي الهولندي أنطون كخينياس، والحديث عن الأوضاع المزرية للصحافيين اليمنيين وصعوبة نقل الحقائق في شبوة، التي تخضع لسلطة حزب الإصلاح الإسلامي.

ويعتبر الصحافيون الأجانب غير مرغوب بهم في اليمن، لكن فارع المسلمي رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية يعمل كوسيط للصحافيين وينظم رحلات للمراسلين الأجانب، وبفضل عمله وجدت قصص مهمة طريقها لوسائل الإعلام الدولية مرة أخرى وسلطت الضوء على ما يحدث في اليمن، وإحداها نقلها كخينياس في تقرير لصحيفة “إن.آر.إل” الهولندية.

وذكر التقرير أنه في غياب الصحافة المستقلة، يعتمد الشعب اليمني على مصادر إخبارية مشكوك فيها، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر الأخبار والدعاية المزيفة وتتم تغذية الاستقطاب السياسي، مما يؤدي إلى المزيد من عدم الثقة.

وأوضح المسلمي أن “الكثير من الأموال الأجنبية تتدفق على البلاد لتحريف القصص. وقبل الحرب كان كل الناس يشاهدون الأخبار الوطنية، لكن الآن لا أحد يشاهد البرامج الإخبارية المختلفة. فالناس يعرفون ما يجري، ومدى سوء الحوثيين وضعف الرئيس عبدربه منصور هادي، والكثير من الناس فقدوا الأمل”.

ويعاني اليمنيون من ضعف شبكة الإنترنت، إضافة إلى قيود فرضها الحوثيون على تصفح المواقع، لذلك يجدون صعوبة في البحث عن مصادر إخبارية بديلة في دول أجنبية أكثر حرية.

وتعتمد وسائل الإعلام الغربية على مصادر محلية مجهولة لتزويد صحافيين خارج البلاد بالأخبار لتخرج إلى النور، بطريقة مشابهة لما يحدث في بلدان أخرى، كما فعلت الصحافية ماغي مايكل في وكالة أسوشيتد برس، التي حصلت على جائزة بوليتزر العام الماضي.

وغالبا ما تأتي تقارير أخرى من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، لكنها تقتصر على مشاهداتهم الخاصة حول أكبر كارثة إنسانية في العالم، وهي المجاعة والبؤس.

وينظم المسلمي رحلات للعشرات من الصحافيين الغربيين الذين غالبا لم يزوروا اليمن من قبل، لتحسين مكانة اليمن في الصحف العالمية، في ظل عدم اكتراث العالم لما يجري فيه، ويوفر المسلمي لهم إمكانية الوصول إلى عدة مواقع والاتصال بالأشخاص المناسبين، فهم بالنسبة إليه “يساعدون في سرد ​​القصص من اليمن إلى بقية العالم”.

وقال كخينياس إن آخر رحلة أجراها مع مجموعة من الصحافيين الغربيين إلى محافظة شبوة كانت في نوفمبر الماضي. ورافقت قوات الأمن الصحافيين، وأحيطت بهم تعزيزات عسكرية مصفحة بدعوى الحماية التي حدت فعليا من حرية تحركات الصحافيين، ولم يكن الأمر مثاليا وهناك بالطبع الكثير من القيود ومخاوف كثيرة بشأن سلامة الصحافيين في منطقة قريبة من الحرب.

لكن وفقا للمسلمي، كانت الرحلة ناجحة. ووصلت قصص اليمن إلى الصفحة الأولى في “لوموند” و”إل باييس”و”التايمز” ونشرت “دير شبيجل” مقالات عديدة عن اليمن.

وأوضح كخينياس “هذه وظيفتي، وهي إخراج اليمن من تلك المساحة الصغيرة في الجزء الخلفي من الصحيفة إلى الصفحة الأولى، ويفضل أن يكون ذلك بقصص عن اليمنيين العاديين”.

وسلط التقرير الضوء على قصة الصحافي اليمني عبدالله وشقيقه توفيق المنصوري المحكوم بالإعدام، وأشار إلى أن والدة عبدالله (33 عاما) وتوفيق (35 عاما) كانت فخورة جدا بهما عند بداية دخولهما المجال الصحافي.

سافر عبدالله من مأرب، على بعد حوالي تسع ساعات بالسيارة إلى عتق عاصمة محافظة شبوة، ليروي للصحافيين الغربيين قصة شقيقه. وفر عبدالله وعائلته إلى مأرب عام 2016، بينما شقيقه توفيق يقبع في إحدى زنزانات الحوثيين، الذين لا يتسامحون مع أي نقد.

وكان توفيق في العاصمة صنعاء يغطي المعارك في عدد من جبهات الحرب. وتم اعتقاله مع مجموعة من الصحافيين الآخرين في يونيو 2015. واتهمهم الحوثيون بنشر معلومات كاذبة والتعاون مع العدو، وهو بالنسبة لهم التحالف العربي بقيادة السعودية.

ومنذ ذلك الحين، لم ير عبدالله شقيقه، وقال “نحن نبحث باستمرار، يتم نقله باستمرار. بمجرد أن سُمح له بالاتصال بنا. بدا ضعيفا، لقد أصيب بجميع أنواع الأمراض المزمنة في السجن”.

وينتظر توفيق الإعدام في زنزانات الحوثيين منذ خمس سنوات، وقال عبدالله الذي لا يزال يعمل بالصحافة، إن هناك ثلاثة صحافيين آخرين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم مثل المنصوري، وقد نقلوا شهادات عن انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، أمام وسائل إعلام مختلفة.

وتم إطلاق سراح سبعة صحافيين اعتقلوا في ذلك الوقت مؤخرا في إطار تبادل الأسرى بين الحوثيين والحكومة الشرعية، والذي تفاوضوا عليه مع الأمم المتحدة لمدة عامين.

الكثير من القيود ومخاوف كثيرة بشأن سلامة الصحافيين في مناطق قريبة من الحرب

وأشار عبدالله “في الأصل لم يكن بينهم صحافيون، لكن الأمم المتحدة أجبرت الحوثيين على إطلاق سراح عدد من الصحافيين. كنا نتمنى أن يكون توفيق هناك، لكن لا، لم ينزل من درج الطائرة”.

وستتوجه الرحلة الصحافية القادمة إلى عدن، ومن ثم العاصمة صنعاء في النهاية. لقد وافق الحوثيون على ذلك، لكن الحكومة الشرعية لا تريد صحافيين أجانب في صنعاء، لأنهم يعتقدون أن هؤلاء الصحافيين يظهرون جانبا واحدا فقط وهو أضرار القصف. لكن كخينياس يقول “لا هذا ليس صحيحا، فقط دعهم يدخلون، ودعهم ينظرون وينقلون للعالم ما هي طبيعة الحياة بين الحوثيين”.

ويستمر عبدالله بنشر الرسائل عن شقيقه، الذي تستمر صحته في التدهور يوميا، قائلا “إنه أمر سيء حقا. يجب أن يذهب إلى المستشفى وإلا سيموت”. ولا يبدي الكثير من الأمل مشيرا إلى أن “هناك الكثير من الضغوط من المنظمات غير الحكومية للإفراج عنه، لكن يبدو أنها لا تغير موقف الحوثيين”.

وسبق لنقابة الصحافيين اليمنيين المطالبة بسرعة نقل الصحافي توفيق المنصوري إلى المستشفى لتلقي العلاج، بعد حصولها على معلومات عن تدهور حالته الصحية.

وسائل الإعلام الغربية تعتمد على مصادر محلية مجهولة لتزويد صحافيين خارج البلاد بالأخبار لتخرج إلى النور، بطريقة مشابهة لما يحدث في بلدان أخرى



وقالت النقابة في بيان لها إنها “حصلت على معلومات بتدهور صحة الصحافي توفيق المنصوري بشكل كبير، حيث يعاني من مرض القلب وضيق التنفس وتورم في البروستات، ما أدى إلى شل حركته وإبقائه مقعدا في سجن الأمن السياسي بصنعاء دون رعاية صحية، كما يعيش بقية الزملاء المختطفين ظروف اعتقال سيئة”.

وعبرت النقابة عن إدانتها لهذه المعاملة غير الإنسانية والمخالفة للقانون، وطالبت بسرعة نقل المنصوري إلى مستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.

وحملت النقابة جماعة الحوثي مسؤولية ما يتعرض له الصحافيون داخل السجون من تعذيب ومعاملة قاسية وحرمان من حق العلاج والزيارة.