آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

تحقيقات وحوارات


كيف تحوّل كاك بنك لـ « أخطبوط » على حساب المركزي اليمني في عدن ؟ تفاصيل و أرقام خطيرة

الأربعاء - 27 يناير 2021 - 08:46 م بتوقيت عدن

كيف تحوّل كاك بنك لـ « أخطبوط » على حساب المركزي اليمني في عدن ؟  تفاصيل و أرقام خطيرة

عدن تايم / تحليل خاص

- ستة أشهر (معيادية) عجاف على مركزي عدن

- إستنفذ معياد 67.5 مليون دولار من احتياطيات البنك ومبيعات النفط

- سحب 660 مليون دولار من الوديعة السعودية بخسارة 6 مليون ريال يمني فوارق مصارفة

- غسيل 440 مليون ريال سعودي و 3 مليون دولار لكاك بنك

- صرف مرتبات موظفي الدولة عبر كاك بنك بعد عجز مركزي عدن



بدأت آثار المخطط التدميري الكبير والخطير الذي دشنه محافظ البنك المركزي السابق حافظ معياد خلال ستة أشهر فقط من فترة توليه قيادة البنك المركزي اليمني عدن، منذ 19 مارس 2019 وحتى 19 سبتمبر من ذات العام وما تلاها من عمليات تدميرية خطيرة لازالت اذرع معياد ولجنته الاقتصادية تنفذها، بدأت آثار ذلك المخطط تطفو للسطح مؤخرا في البنك المركزي الذي يعيش أوضاعا مآساوية كارثية في الوقت الحالي، جعلته غير قادر حتى على صرف مرتبات موظفي القطاع المدني الاداري للدولة وباقي التزاماته.

بداية المخطط

دشن حافظ معياد احد القيادات الاقتصادية المقربة كثيرا من قوى النفوذ النفطية باليمن، مخططه التدميري للبنك المركزي مقابل إنعاش وإحياء فرع بنك التسليف الزراعي كاك بنك في عدن الذي كان حينها متدهورا وعلى وشك الانهيار والإفلاس،حتى انه كان لا يستطيع الايفاء بالتزاماته لموظفيه من مرتبات، لاسيما عقب فصل نظامه عن صنعاء وانشاء نظام مستقل له بعدن في الفترة الممتدة من 2017 وحتى اواخر 2018.

وفي هذا الوقت بالذات ظهر معياد شاهرا اوراقا اعدها بنفسه ونشرها على صفحته في فيسبوك، قال انها لفوارق أسعار الصرف التي ينهبها البنك المركزي وتدخل جيوب بعينها، معتبرا ان تلك الاوراق سلاحه الجديد الذي سيقاتل به لولوج المركزي وقيادة دفته، ونجح في ذلك حين تم تعيينه في مارس 2019 محافظا للبنك خلفا لمحمد زمام الذي ظل في منصبه عام واحد تقريبا.

إستنفاد الإحتياطي

تسلم معياد قيادة البنك المركزي وفق تقرير نشرته صحيفة الايام العدنية في نهاية 2020 معززا بجداول وارقام، وكانت احتياطاته النقدية تبلغ 546 مليون ريال سعودي، و 21.5 مليون دولار، وخلال ستة أشهر فقط باع معياد من احتياطي البنك وايرادات مبيعات النفط نحو 67.5 مليون دولار أمريكي لتجار المشتقات النفطية وتجار الحديد الصلب (المستوردين) عبر كاك بنك فقط وبسعر صرف 530 ريال للدولار بينما كان سعر الصرف السائد بالسوق حينها 560 ريال للدولار ، مستنفذا بذلك كامل الاحتياطي من الدولار وكذا من مبيعات النفط من خزائن واحتياطيات البنك المركزي لصالح بنكه التجاري كاك بنك، حيث بلغت خسائر البنك المركزي من فوارق بيع العملات الاجنبية للمشتقات النفطية فقط خلال فترة الستة الاشهر نحو 3 مليار ريال يمني لصالح كاك بنك.

6 مليار ريال خسائر مصارفة الوديعة

صرف معياد من الوديعة السعودية (2 مليار دولار) المقدمة للبنك المركزي، 660 مليون دولار خلال ستة اشهر من توليه قيادة البنك، حيث تسلم معياد دفة البنك وكان متبقي من الوديعة مليار و 330 مليون دولار، استنفذ معياد نصف المتبقي من الوديعة السعودية في عمليات مصارفة لمستوردي السلع الاساسية والمشتقات النفطية والحديد الصلب والتي جميعها كانت تتم المصارفة لهم عبر كاك بنك دون غيره، وباسعار صرف منخفضة كثيرا عن سعر السوق وبفارق وخسارة كبيرة تكبدها البنك المركزي وصلت الى 6 مليار ريال، ذهبت لخزائن كاك بنك.

اذرع معياد

خرج معياد من البنك المركزي في سبتمبر 2019 بطلب رسمي رفعه مجلس إدارة البنك المركزي لرئيس الجمهورية، ناشده فيه بضرورة وضع حد لتجاوزات معياد الخطيرة المهددة للبنك ومركزه ومكانته واحتياطياته وسياساته وفق وثيقة رسمية مسربة ، خرج معياد بعد ان تأكد انه ادى دوره بالشكل المطلوب وبكل إتقان، مطمئنا على المركز المالي لكاك بنك الذي تعزز و استعاد عافيته ورفع رأس ماله وإحتياطاته، وأنتعش ونهض بعد ان كان مهددا بالإفلاس، على حساب البنك المركزي للدولة الذي تراجعت اوضاعه المالية والنقدية كثيرا وفقد احتياطاته النقدية من العملات الاجنبية والعملة المحلية، وبات عاجزا عن فرض سيطرته على السوق المحلية.

لم ينتهي دور معياد بعد خروجه وإقالته من قيادة البنك المركزي، فقد تمكن خلال فترة توليه منصبه من إنشاء وجذب وإستقطاب موالين وخلايا وحلفاء له من قطاعات وإدارات البنك المركزي ووكلاءه وموظفيه، ليستخدمهم كأدوات له لإستكمال مخططه التدميري للبنك المركزي، مستغلا غياب محافظ البنك المركزي ومجلس إدارته، مستعينا بقوى النفوذ السياسية والنفطية الموازية، التي عبثت بما تبقى من قوة المركز المالي للبنك المركزي وعطلت الكثير من إجراءاته وقراراته ومررت صفقات مشبوهة وعمليات غسيل اموال وتحويلات وإستنزاف ما تبقى من احتياطاته.

غسيل اموال

ففي اكتوبر 2020 اي قبل نحو شهرين من الان، ووفق تقرير لصحيفة الايام العدنية، قامت تلك الأذرع المعيادية برعاية مدير مكتب معياد، بسام عثمان و تنفيذ كلا من وكيل العمليات المصرفية و مدير عام الحسابات الجارية و مدير عام الحسابات المركزية بدعم من قيادات اللجنة الاقتصادية وعلى رأسهم حافظ معياد ومن خلفه قوى النفوذ النفطية ، بتحويل 400 مليون ريال سعودي و 3 مليون دولار كتعزيز لـ كاك بنك وبدون غطاء مالي او ضمانات شفوية او مكتوبة، وبدون علم محافظ البنك المركزي الفضلي او نائبه حبيشي الذين كانا حينها يتواجدان في المملكة السعودية.

واعتبرت مصادر مسؤولة في البنك وخبراء إقتصاد ان تلك العملية والتعزيز يعد غسيل أموال ظاهر وعلني ، خاصة وان ليس لدى كاك بنك اي رصيد لدى البنك المركزي، مشيرة بان ذلك يعد سحبا على المكشوف يزيد من خطورة الوضع المالي للبنك المركزي ويرفع نسبة التهديد من تدهوره، حيث اصبح البنك المركزي عدن اليوم غير قادر بالايفاء بالتزاماته وعاجزا عن دفع مرتبات موظفي القطاع الاداري للدولة.

عجز المركزي

وما يعزز ذلك الاحتمال ويحوله الى واقع حقيقي، هو ما اعلنه وزير المالية سالم بن بريك خلال اجتماعه امس الثلاثاء مع قيادة كاك بنك في عدن وتوجيهه لكاك بنك بصرف مرتبات موظفي القطاع الاداري للدولة وكذا النازحين بشكل تدريجي، لتسهيل عمليات الصرف وحل مشكلة شح السيولة النقدية في البنك المركزي، حيث بات كاك بنك أخطبوطا، موازيا للبنك المركزي للدولة، بل انه اصبح قادرا على إلتهام المركزي، و تنفيذ عمليات وإجراءات وتسديد مرتبات موظفي الدولة التي عجز البنك المركزي عن دفعها حاليا، في مشهد مؤسف يثير الدهشة والإستغراب، ويكشف حجم المخطط التدميري الذي قاده معياد وأذرعه واستهدف به البنك المركزي اليمني بالعاصمة عدن، خاصة وان معياد صرح بلسانه في وقت سابق انه ينوي الى نقل البنك الى سيئون بدلا من عدن، بالاضافة الى ما يقوم به معياد ولجنته الاقتصادية وقوى النفوذ اليمنية من نشر مغالطات وتقارير مغلوطة ومنافية للحقيقة وتسريبها للجنة التحقيق الدولية التي تستعد لنشر تقرير يستند الى تلك المعلومات المضللة.