زيارة وفد الانتقالي إلى موسكو تثير هواجس الإخوان..(تقرير خاص)
الخميس - 04 فبراير 2021 - 05:10 م بتوقيت عدن
تقرير/ فاطمة العبادي:
تابعونا على
تابعونا على
الزبيدي من موسكو يطمئن باستعادة الدولة الجنوبية
الدويل: زيارة الانتقالي لروسيا جاءت على خلفية "توافق" مع دول التحالف وليس على خلاف
باسردة: الانتقالي يوضح للجميع أن العالم اليوم ينظر للجنوب نظره مختلفة
كتاب وسياسيون: زيارة الانتقالي إلى موسكو تحول ونجاح سياسي
بدعوة رسمية من روسيا, وصل وفدا من المجلس الانتقالي الجنوبي الى موسكو صباح الأحد برئاسة عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس وذلك لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك وسبل تحقيق السلام, وعلق الكثير من السياسيين والمراقبين والكتاب على الزيارة وأشادوا بها ووصفوها بالخطوة الايجابية, الأمر الذي أثار هواجس جماعة إخوان اليمن وحرك أقلامهم المسعورة ضد الزيارة جهلا منهم عن حقائق الزيارة.
حقيقة الزيارة:
طمئن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي, أبناء الجنوب باستعادة الدولة وتحرير البلاد عقب وصوله إلى وروسيا الاتحادية, وقال الزبيدي ان الزيارة إلى موسكو عاصمة السلام جاءت بدعوة رسمية من الحكومة الروسية, وذلك لتباحث حول أخر المستجدات التي تخص قضية الجنوب واستعادة دولته, وأكد الزبيدي أن النتائج ستكون ايجابية بالنسبة وتأتي حسب تطلعات شعب الجنوب, وأشار إنها زيارة موفقة بالتباحث مع وزارة الخارجية ومجلس "الدوما" ومجلس الشيوخ ومراكز الدراسات الاستراتيجي.
مسار ثابت مع روسيا:
قال أحمد عمر بن فريد ممثل المجلس الانتقالي في دول الاتحاد الأوروبي، إنه على الرغم من أن التآزر الأيديولوجي الذي ربط الاتحاد السوفييتي بالجنوب لم يعد قائماً، إلا أن المجلس الانتقالي يشكل مساراً ثابتاً نحو علاقات جيدة مع روسيا، لافتاً إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحتفظ بمكتب في العاصمة الروسية موسكو لتوطيد العلاقات مع صانعي السياسات الروس.
وأشار بن فريد إلى شرعية الطموحات الجنوبية، وقدرة الجنوب على وضع سياسة خارجية مستقلة،والتزام المجلس الانتقالي الجنوبي بإقامة دولة جنوبية، معرباً عن امتنانه للمساعدات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة.
تحول ونجاح:
قال السفير الروسي في اليمن فلاديمير ديدوشكين، إن موسكو معنية ويهمها التنفيذ الكامل لاتفاقات الرياض حول اليمن.
وأضاف السفير، في حديث لوكالة "تاس"، أن روسيا تأمل في أن تكون زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني عيدروس الزبيدي، إلى موسكو 1 فبراير مثمرة.
أشار السفير إلى أنه من المتوقع، أن يجري الوفد اليمني لقاءات في وزارة الخارجية الروسية، وفي مجلسي الدوما والاتحاد. وسيتم خلال ذلك بحث ومناقشة القضايا المتعلقة بالأزمة اليمنية، مع التركيز على تنفيذ اتفاق الرياض.
وأكد السفير "ننطلق من أن الزيارة ستسهم في جهود روسيا لإطلاق العملية السياسية هناك، واستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، والتي يجب أن يشارك فيها للمرة الأولى ممثلو المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني في وفد الحكومة الائتلافية الجديدة".
واقع جديد:
واعتبر منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس, ان هذه الزيارة تؤكد حقيقية الواقع الجديد الذي استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي ان يفرضه باعتباره احد مرتكزات العملية السياسية في اليمن وكموصل حقيقي مؤثر يحظى باعتراف العالم للجنوب للقضية الجنوبية هذه الدلالة تثبت بان هناك تسيير حقيقي للنجاحات التي استطاع المجلس ان يحققها ويحظى بثقة المجتمع الدولي منذ تأسيسه في 11مايو 2017م وكل هذه المعطيات تؤكد ان المجلس الانتقالي استطاع ان يضع القضية الجنوبية في مسارها السياسي الصحيح ونقلها من العمل الثوري الذي كان سائدا خلال السنوات الماضية منذ انطلاقه الحراك الجنوبي 2007 إلى الحالة السياسية التي تستطيع ان تحشد الموقف الدولي الذي يمكن ان يكون دور مؤثر وفاعل في إيجاد حل عادل ومنصف لقضية شعب الجنوب .
مصالح متبادلة:
قال المستشار الإعلامي لرئيس المجلس الانتقالي, د.صدام عبدالله "الدول العظمى ومن بينها روسيا جميعها تتبنى سياستها من مبدءا احترام سيادة الآخرين وحرية تقرير المصير لكل الشعوب, وأشار ان مجرى العلاقات الدولية تغيرت منذ ما قبل التسعينات وبعدها وأصبحت طبيعة العلاقات الدولية السائدة في الوقت الحالي هي علاقات مصالح متبادلة بين الشعوب لهذا نجد ان الإخوان والأصدقاء الروس لديهم طموح ومصالح ورؤية للحفاظ على الامن الدولي بشكل عام بنفس الوقت نجد ان المجلس الانتقالي الجنوبي منفتح في سياسته الخارجية على مستوى الدول العالمية بشرط ان تكون طبيعة العلاقات فيما يخدم الأمن القومي العربي .
ثقة جديدة:
الكاتب جلال السعيدي قراءة الزيارة إلى موسكو, وأشار في مقال له أنها أتت وسط حالة من الجمود الدبلوماسي في اليمن, والفوضى السياسية التي تمارسها الرئاسة اليمنية في تعييناتها التي تهدف لعرقلة اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة, وحدد السعيدي بالذكر عن الانسحابات العسكرية من شبوة وحضرموت والمهرة وتعيين محافظين ومدراء امن جدد لباقي المحافظات المحررة, ونوه ان السعودية تتعرض لأكبر ابتزاز سياسي واقتصادي وهي عرقلة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض, وان تحرك المجلس الى موسكو لم يكن في معزل عن نشاط دبلوماسي سعودي إماراتي يهدف إلى رمي حجر في المياه الراكدة على حد قوله, وفي اعتقاد السعيدي أن لدى المملكة العربية السعودية الآن ثقة جيدة في المجلس الانتقالي الجنوبي وهي في الواقع تحاول استثمار هذه الثقة دبلوماسيا بالاتجاه نحو إعطاء الدور الروسي بعدا في العملية السياسية باليمن.
سعار الأقلام:
وكتب رئيس تحرير صحيفة "عدن تايم" عيدروس باحشوان, في تغريدة على تويتر ..الهيجان الحاصل على زيارة وفد المجلس الانتقالي الى موسكو دليل ان النتائج بدت صادمة للهائجين .. ولعل الروس ليسوا بحاجة الى تشويش معلوماتهم ، فهم كانوا خلف بناء الدولة الجنوبية ومؤسساتها وتمتين صروحها عسكريا وأمنيا وتأهيل أبناءها ويدركوا وفاءهم لوطنهم ولحلفاءهم".
قال الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي صالح علي الدويل باراس, ان الأقلام المسعورة ضد الانتقالي وضد مشروع استقلال الجنوب تعلم حقيقة ثابتة في العلاقات الدولية وهي ان الدول عندما تعطي إشارة يمين تلف يسار وهذا هو سر سعارهم ، هذه الحقيقة يفهمها المجلس الانتقالي جيدا ولأنه يفهمها "وقع اتفاق الرياض وشارك في الحكومة".
وأكد الدويل في تناوله حول سعار الأقلام التي ما برحت بيأس النيل من زيارة وفد الانتقالي الذي "لم يفرض عليه احد ان يتخلى عن مشروعه وهذه المرة وهو موجود في الشرعية ذاتها".
وانتقد الدويل كتابات البعض الذين قالوا ان بيان روسيا التزم بما تعرضه بروتوكولية العلاقات وكتبوا ان العالم غير معترف بالاستقلال, وان الزيارة ليست الا تسويقا للوهم فبيان خاجيتها مع الوحدة اليمنية وغيرها من معزوفات الإحباط التي هي الوجه الأخر الأكثر قذارة للحرب على مشروع استقلال الجنوب, ورد عليهم بـ"يعلم الانتقالي انه لن ينال اعتراف روسيا باستقلال الجنوب ولا غير روسيا في هذه الزيارة ولا في زيارات مماثلة ، ويعلم ان العالم وقف ويقف ضد الحوثي دبلوماسيا ومازالت لغته الدبلوماسية مصرة على وحدة اليمن بل أيدت حربا على مازالت قائمة عليه وفي اللغة الواقعية فانه العالم يفاوضه مفاوضةً ستشرعن انقلابه".
إلى ذلك قال الناشط السياسي عماد باسردة: "علاقات المجلس الانتقالي الدولية، النشاط الذي يقوم به الانتقالي المتمثل في لقاءات مع سفراء ومسؤولين من دول كبرى يوضح للجميع أن العالم اليوم ينظر للجنوب نظره مختلفة عن السابق في ظل وجود قيادة، تمثل الشعب الجنوبي أوصلت قضيته وهذا بفضل الله سبحانه ثم تضحيات شهدائنا وحنكة القيادة".