آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 09:01 ص

اخبار وتقارير


حضور لافت للزي الشعبي اليمني في القاهرة

الأربعاء - 24 فبراير 2021 - 06:23 م بتوقيت عدن

حضور لافت للزي الشعبي اليمني في القاهرة
زي المرأة في مديرية القبيطة لحج.. الصورة لمؤسسة سبأ

القاهرة: هناء الحارثي


منذ عقود طويلة كانت مصر محطة دائمة لليمنيين سواءً: للاستشفاء، للدراسة أو للسياحة ، إلا أنه بعد العام 2015 باتت القاهرًا مستقرًا لقرابة مليون يمني مقيم من كافة الشرائح المجتمعية: مسؤولون، مستثمرون، مثقفون وفنانون وباحثون عن عمل أو علاج، بحسب تصريحات من السفارة والجالية اليمنية.


وبات لليمن حضور ثقافي جيد، سواءً على المستوى الرسمي أو من خلال المبادرات المؤسساتية والفردية التي اجتهدت بالمشاركة في معظم الأنشطة الثقافية المتنوعة من: كتب وموروث وموسيقى، بهدف التواصل والبناء مع الآخر.

كتب

يقول الدكتور هاني الصلوي رئيس مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر في القاهرة “أتيت إلى مصر لاستكمال دراساتي العليا (الماجستير).. ولم تكن أروقه قد تأسست بعد، فقط كانت مجرد موقع الكتروني بدأتُ بالعمل عليه ومجموعة منتديات في 2006.. وكانت الأفكار تتداعى فكرة وراء أخرى، حتى استقريت على أن أنشئ دار نشر في 2008 لكنها لم تعمر غير سنة. فعدت للنشاط في الموقع الإلكتروني”.

وتابع الصلوي لـ البوابة اليمنية للصحافة الإنسانية – أنسُم: “في 2010 أنشأت المؤسسة أروِقه (كمؤسسة شاملة) تهتم بالترجمة والدراسات والأبحاث وتضم مركز “نص” للدراسات ومركز “أجورا” للترجمة والذي ترجم الكثير من الكتب التي قمنا بنشرها”.

وبحسب الصلوي -وهو شاعر وأديب أيضًا- فإن مؤسسة أروقة تعقد ملتقىً سنويًا تحت اسم: ملتقى النص الجديد أو ما بعد قصيدة النثر. “وتم عقد ثلاث دورات منه ورغم العوائق إلا أن هناك أمل بعقد الملتقى الرابع هذه السنة 2021”.




موروث شعبي

اليمن دولة غنية بالموروث الشعبي المتنوع ويعتبر جزءاً مهما من تاريخها، مثل: الحكايات الشعبية والأزياء التقليدية والأمثال والعادات والتقاليد في المأكل والملبس والغناء والرقص الشعبي وغيرها، كما وتعد البلد الثاني في كثافة وتنوع الأزياء بعد روسيا التي تحتل المركز الأول، وفي القاهرة كان لهذا الموروث حضوره الجيد في الفعاليات التي تقام في سواءً عروض أزياء أو فعاليات موسيقية استضافتها قاعة الأوبرا المصرية ومسارح أخرى.. إلا أن تجربة إنشاء مؤسسة يمنية متخصصة في دراسة وتصميم الأزياء اليمنية وتوثيقها يعد حدثًا مهمًا.

في العام 2017 قدم الفنان التشكيلي والباحث محمد سبأ إلى مصر للدراسات العليا وهو حاصل على الماجستير في التراث والثقافة الشعبية.. يقول لـ أنسم: “شغل بالي كثيرا إنشاء مؤسسة مهتمة بالفنون بشكل عام وتوثيق التراث اليمني وبالفعل تم افتتاح مؤسسة سبأ للثقافة والفنون، ونحن مهتمون بالثقافة بشكل عام ونقوم بتوثيق التراث وبدأنا بالأزياء والحكايات مثل التي وثقتها في كتاب (الحكايات الشعبية) وأيضا افتتحنا الدار اليمنية للكتب والتراث والتي أسميناها بهذا الاسم لأنها تجمع الكتب والتراث في مكان واحد. وتأسست مؤسسة سبأ في 2020م بقرار وزاري”.

ويضيف مدير مؤسسة سبأ: “نقوم بالتنسيق مع وزارة الثقافة وسفارة اليمن في مصر من أجل توثيق أكاديمي للأزياء التراثية واقترحت أن ننتج هذه الأزياء أيضا، وهكذا نجمع بين الإنتاج والتوثيق”.

وأقام الفنان التشكيلي محمد سبأ ثلاثة معارض تشكيلية في دار الأوبرا بالقاهرة فردية، وشارك في أخرى جماعية، منها معرض (في حب مصر واليمن) في 2019.

يقول لـ أنسم: “أن الكثير من الأنشطة توقفت بسبب جائحة كورونا التي أثرت سلبًا على الإنتاج والحضور، كما أن معاناة الطلبة مع مستحقاتهم المالية جعلتهم غير قادرين على اقتناء الكتب حتى الذين هم بحاجتها في تخصصاتهم وبالتالي فإن إقبالهم على الكتاب الثقافي أصبح نادرًا، إضافة إلى الصعوبات التي تواجه نقل الكتب داخل اليمن وصولًا إلى هنا”.


فعاليات

يعد المركز الثقافي اليمني في القاهرة من أهم المؤسسات اليمنية التي يعتمد عليها في تقديم صورة اليمن وحضارته والتنسيق للفعاليات والمهرجانات.. تقول عائشة العولقي مديرة المركز لـ أنسم: “أن المركز يحاول ينشط في ظل أصعب الظروف لبلادنا ونعمل من أجل تقديم التراث والثقافة اليمنية، لنصدر للعالم أننا شعب ثقافة و حضارة سبعة آلاف سنة، نقول للعالم أن اليمن ليست بلاد صراعات وحرب وأن الحرب والصراعات دخيلة على يمننا الحبيب”.

وتوضح العولقي أن المركز قام بالعديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المتعددة والمتنوعة مثل: “رفد المكتبة الدولية التي تعتزم الحكومة المصرية افتتاحها في العاصمة الإدارية بالقاهرة بـ 100 كتاب تتحدث عن تاريخ وثقافة وتراث اليمن. والمشاركة في الأسابيع الثقافية التي ستقام خلال افتتاح المكتبة وستكون اليمن أول من سيخصص لها أسبوعا ثقافيا لأنها أول دولة قامت برفد المكتبة ويليها سلطنة عمان”.

وفي نوفمبر 2020 افتتح المركز الثقافي مهرجان (مصر بعيون يمنية) وشارك فيه العديد من الفنانين التشكيليين اليمنيين بلوحات فنية تجمع ما بين حضارة اليمن ومصر إلى جانب العديد من الفعاليات التي تقام بالمركز الثقافي، مثل: افتتاح معارض فنية تشكيلية للشباب وإقامة الندوات الشعرية ومناقشة كتب لكتاب وأدباء يمنيين وإقامة حفلات فنية وعرض أفلام وثائقية وسينمائية يمنية ومصرية وإن توقفت حاليا مع جائحة كورونا، بحسب العولقي.

بعد حضاري

وعن مدى عمق العلاقة التي تربط بين الشعبين اليمني والمصري يقول علاء حسب الله (باحث في مرحلة الدكتوراة في المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون) لـ أنسم “أهم أصدقائي من اليمنيين. وعندما سُئلت مالذي يقربني من اليمنيين؟ وجدت أنه البعد الحضاري.. اليمن لديها بعد حضاري عميق، لذلك تجد الشخصية اليمنية لديها أبعاد ثقافية تجبرك للتقرب منها والتعرف عليها.

وأضاف: اليمنيين من أهم الجاليات التي تهتم كثيرًا بإقامة الفعاليات الثقافية في مصر وتدعو إليها النخب الثقافية باستمرار.. وهناك فئة من اليمنيين على قدر عالٍ من الثقافة، وخاصة أولئك الذين أتوا للدراسة، “لقد ساهمت مع طلاب يمنيين بأكاديمية الفنون في إقامة معارض فنية مشتركة”.

عن| البوابة اليمنية للصحافة – أنسم