آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:22 م

اخبار وتقارير


ابرز سيناريوهات سقوط مأرب وانعكاسها على الجنوب (تقرير)

الخميس - 25 فبراير 2021 - 09:32 م بتوقيت عدن

ابرز سيناريوهات سقوط مأرب وانعكاسها على الجنوب (تقرير)

عدن تايم/خاص.

أستبعد عسكريون وسياسيون أن تصعيد مليشيات الحوثي يأتي بهدف إسقاط محافظة مأرب بشكل كامل، ورجحوا اكتفاءه باستراتيجية حصار مأرب المدينة دون إسقاطها، باعتبارها إستراتيجية تصب في مصلحته، حيث تعد الحبل السري الذي يغذيه بالسلاح والمال، وبتسهيل وتواطؤ إخواني، بالإضافة إلى اعتبارها صفقة يحاول من خلالها البحث عن مكاسب في التسوية القادمة.
وفي تصريحاتهم ل(عدن تايم) : أشاروا إلى إنعكاس التصعيد وخيارات سقوط مأرب على الجنوب، وما يعني ذلك للجنوبيين، وكيف يمكن مواجهته، وارتباطه بالتحشيد الإخواني، ودعوا للتنبه لهذا التحشيد.

*التواطؤ الإخواني هو من مكن الحوثي شمالا*

وفي مداخلة خاصة ل(عدن تايم)، أعتبر الخبير العسكري، العميد متقاعد فيصل حلبوب، أن تمكن مليشيات الحوثي الموالية لإيران، من التوغل في الشمال، والوصول لجعل مدينة مأرب في مرمى نيران الحوثي، ما كان له أن يحدث اذا لم يتواطؤ الإخوان معهم.
وقال حلبوب : "مأرب هي المدينة الواقعة على بعد120 كم شرق صنعاء وكانت تعتبر هذه المدينة معقل لمعظم جيوش الشرعية وغرفة عمليات قوات التحالف، وبعد ان سيطرة القوات المشتركة في عام 2016م على كل اراضي محافظة مأرب والدخول الى اطراف حدود محافظة صنعاء، وتحرير محافظة الجوف، وكان مسؤلي الشرعية يهددوا باسقاط ودخول صنعاء، الا ان كل ذلك الانتصار لم تستطع قوات الشرعية والتحالف الداعم لها من الحفاظ على كل هذه الأراضي والمواقع والمدن حيث تساقطت الواحدة تلو الاخرى، وبعض المواقع كانت تحدث فيه عمليات تسليم واستلام بين جيش الشرعية ومليشيات الحوثي".
واضاف : "حتى وصل الامر في اخر المطاف ان الجيش الوطني (جيش الشرعية ) لم يعد يسيطر على اي مدينة اومنطقة في محافظة الجوف ومحافظة مأرب غير عاصمة محافظة مأرب وحواليها مساحات بسيطة، حيث اصبحت كل الارض بمافيها مدينة مأرب في مرمى نيران المدفعية الحوثية".
الخلاصة أن قوات الشرعية لا تقاتل باخلاص، والا في ظل وجود الدعم الجوي يستطيعوا هزيمة الحوثي والدخول الى صنعاء، لكن لانعلم كيف يفكر رجال التحالف وماهي المعايير التي يستخدموها مع جيش شرعي يعمل ضدهم ليل نهار.

*لماذا يحصار الحوثي مأرب دون إسقاطها؟*

الخبير العسكري العميد متقاعد فيصل حلبوب، وسياسيون، استبعدوا خيار سقوط مأرب بيد الحوثي، ورجح إستمرار إستراتيجية حصاره لمأرب المدينة دون إسقاطها، باعتبارها إستراتيجية تصب في مصلحته، ناهيك عن كونها تشكل الحبل السري الذي يتغذي منه الحوثي.
وفي هذا الصدد قال حلبوب : "وحسب الاتصالات المسربة بين قيادة الاصلاح ممثل الشرعية وقيادة الحوثي ان الطرفين كل منهم تعهد بعدم هزيمة الاخر".
واضاف : "وهذا يتضح ان الحوثي لن يدخل مدينة مارب ولكنه سيبقى محاصر لها حتى يحقق بعض النجاحات في المفاوضات المزمعة القادمة".
وأوضح حلبوب : "ولان الحوثي يدرك ان خطورة مغامرته في احتلال مدينة مأرب ستكلفه الكثير وستغلق عليه كل الابواب، ومنها طرق التهريب للاسلحة والاموال والوقود الذي يصل الى صنعاء من شبوة تقريباً كل يوم اكثر من الف صهريج من شبوة وغيرها، لذلك سيبقى الحوثي على مدينة مارب بيد الشرعية، لتحصل الشرعية على دعم التحالف ويحتفظ الحوثي بمتنفس يساعده على الصمود".
ولفت حلبوب : "اما في حالة تهور الحوثي واكتسح مدينة مأرب فإن الكارثة ستكون عليه اكثر ماهي له ولن تستطيع الشرعية ان تجعل لنفسها موطئ قدم في اراضي الجنوب منه تساعد الحوثي كما جرت العادة ، وبالذات بعد سقوط مارب تنتفي الحجة القائمة عليها الشرعية ويصبح الامر جنوب وشمال".

من جانبه قال، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وضاح بن عطية : "‏مأرب لن تسقط بيد الحوثي أقصد مدينة مأرب إلا إذا وقفت السعودية الدعم عن إخوان اليمن، باختصار مأرب هي الحبل السري الذي يغذي الحوثي من الدعم السعودي للشرعية الإخوانية ولو أراد الحوثي أن يسقط مدينة مأرب لأخذها بساعات".

*التصعيد في مأرب وارتباطه بإيران وملفها النووي*

الكاتب السياسي علي ثابت القضيبي، رأى ان التصعيد في مأرب، مؤشر على تسوية سياسية قادمة يسعى لها المجتمع الدولي، وما تصعيد الحوثي وضغطه هناك إلا للبحث عن مكسب في التسوية القادمة، وأشار إلى ارتباط إيران وملفها النووي بالتصعيد في مأرب.
وقال : وقال إن الجهود الدولية التي تدعو لوقف التصعيد في مأرب تأتي بهدف التّوصل الى تسويةٍ سياسيّة للنزاع، وهذا يُشيرُ الى أنّ الأولويات قد تَغيّرت لدى الفاعلين الدوليين، وأنّ ثمّة مُستجدّات أكثر حيوية بالنسبة لهم رُبّما تكون قد طرأت على الموقف ناحيتهم.
وأضاف : الحوثي يستبقُ اللحظات ماقبل الأخيرة بالمزيدِ من الضّغط حول عاصمة الإخوان مأرب، وبالقطعِ ما يَدور هناك ، هو ضمن سيناريو إعادة توزيع البيادق على الرقعةِ، وذلك لتسهيل رسم النّهايات بالنسبة للفاعلين الدوليين والمؤثرين إقليمياً.
وتابع : يُشيرُ سياسيون كُثر الى الإرتباط الوثيق بين الحرب هنا والملف النّووي الإيراني، وعلى خلفية ذلك يوصمون الأحداث في مأرب بتعبير (الصّفقة)، لاننسى أنّ توقيع الإتفاق النّووي في ٢٠١٥م ، قد حدثَ مع طرد الحوثيين من جنوبنا ، وايضاً مع تقليم أظافر وإنهاء وجود المجاميع الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية المدعوم إيرانياً في الأنبار في العراق ، كما الملف النّووي الإيراني يُمثل أولوية أمريكية قصوى ، خصوصاً وثمة تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية تشيرُ الى أنّ إيران تُحقّق تقدماً ملموساً في برنامجها النووي رغم توقيع الإتفاق!.


*انعكاس سقوط مأرب على الجنوب*

العميد حلبوب وفي سياق حديثه ل(عدن تايم)، لفت إلى أن تهور الحوثي، والسيطرة على مأرب، سوف يكون لها إنعكاس سلبي تجاه الجنوب.
وقال : "ان من عواقب سقوط مأرب بيد الحوثي ستكون كارثية على الحنوب، لان مدينة مأرب تحتضن قرابة مليون نازح من محافظات الشمال وكل هذه الكتل البشرية في حال سقوط مأرب ستتجه ثوب شبوة وحضرموت".

ويذهب عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وضاح بن عطية، إلى ذكر انعكاس سلبي آخر على التصعيد في مأرب، واعتبره صفقة بين الإخوان والحوثي بتوجيهات خارجية لمحور الشر الإيراني التركي القطري.
وقال بن عطية : "لاحظوا هل هي نذالة أم تنفيذ توجيهات واجندات خارجية، الحوثي يحشد صوب مدينة مأرب وإخوان اليمن يحشدون باتجاه الصبيحة وباب المندب !، ووزير الدفاع يزور المنطقة الأولى بوادي حضرموت مع السجاد الأحمر !، هل شاهدتوا تعزيزات من للالوية العسكرية من المنطقة الأولى أو محور شبوة أبدا ! لماذا؟".
وأضاف : "صفقة واضحة الحوثي يتمدد في الشمال والإخوان يريدون التمدد في الجنوب وكلما شد الخناق الحوثي على معقل الإخوان(مأرب) افتتح إخوان اليمن معسكرات جديدة بعيدة عن الحوثي كذلك الذي أسموه محور طور الباحة القريب من باب المندب، مشروعان ظلاميان الولي الفقيه وتنظيم الإخوان سيكون مصيرهما الفشل".

*ثبات جنوبي يتطلب التنبه*

الكاتب السياسي علي ثابت القضيبي، وفي سياق تصريحه ل(عدن تايم)، أعتبر المتغيرات على أرض الجنوب، تمثل قوة صد لأي إنعكاس لسقوط مأرب، مشيرا إلى انه ورغم ذلك على الجنوبيين التنبه لذلك.
وقال : بالنسبة لجنوبنا، وبأمانةٍ، فقد خاضت قيادتنا في الإنتقالي أداءاً سياسياً متفرداً طوال الفترة المنصرمة ، ناهيك عن الفِعل العسكري على الأرض ، سواء في أحداث أغسطس ٢٠١٩م ، وهذه تَمخّض عنها مفاوضات الرّياض ، أو في الثّباتِ في جبهات شُقره / أبين مابعد أحداث أغسطس وحتى اليوم ، والأخيرة كان لصلابة قواتنا وجماهيرنا الجنوبية وتعبيرها عن ثباتها عند تَطلعاتها الدور الأكبر بهذا الصّدد، كلٌ ذلك يُفرزُ للجنوب كجغرافيا وقضيّة دوراً محورياً ما في كل مايدور وسيدور في هذه الجغرافيا ، وهذا هو المُهم بالنسبة لنا كحنوبيين .
واضاف : تَبقى إستمرارية التّنَبه في متابعة كل مُستَجدٍ على الأرض وهي من مسؤوليات قيادتنا في الإنتقالي، ومعها جماهير جنوبنا، وهي التي عليها الإلتفاف الصادق حول قيادتنا، خصوصاً وأنّ أيٌ فِعلٍ مُباغت من الإصلاحيين للإطباقِ على مساحة من أرض جنوبنا - والمُرَجّح عدن - سوف يُغيّر كثيراً في المعادلة ، ومؤخراً ثمّة حشود إصلاحية ضخمة في شبوة، كما هم لم يرحلوا من تُخوم شقرة بحسب التّوافقات الأخيرة، وهذا يعني الكثير ولاشك، أليس كذلك ؟!.