آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

ثقافة وأدب


د.فضل راجح : مشكلات التعليم زاد تفاقمها بعد حرب صيف 1994م

الخميس - 25 فبراير 2021 - 11:39 م بتوقيت عدن

د.فضل راجح : مشكلات التعليم زاد تفاقمها بعد حرب صيف 1994م

عدن / خاص

ضمن الجلسات الأسبوعية التي يقيمها المنتدى الأسبوعي لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب، خصص المنتدى جلسة هذا الأسبوع، الأربعاء 25 فبراير، لموضوع (مشكلات التعليم في الجنوب – عدن نموذجاً)، حيث استضاف المنتدى الدكتور فضل راجح عبدالقوي أستاذ الإدارة والإشراف التربوي المساعد جامعة عدن، متحدثاً عن هذا الموضوع المهم.
كانت كلمة البدء في هذه الجلسة للدكتور عبده يحيى الدباني، رئيس الدائرة الثقافية باتحاد أدباء وكتاب الجنوب، الذي أدار هذه الجلسة، رحب في مستهلها بضيف المنتدى الدكتور فضل راجح، وبالحاضرين جميعاً، ثم أشار إلى أهمية موضوع هذه الجلسة في ظل الواقع المتردي الذي وصل إليه النظام التعليمي في عدن والجنوب عموماً الذي تكالبت عليه مؤثرات كثيرة أوصلته إلى هذه الحالة المتردية غير المسبوقة.
بعد ذلك كانت الكلمة لضيف المنتدى الدكتور فضل راجح، الذي استهل حديثه بموجز تاريخي حول تطور التعليم وما يكتسبه من أهمية في حياة الشعوب ورقيها، إذ لا تستطيع أي أمة التقدم والنهوض إلا به مهما كانت إمكاناتها الأخرى. حيث أشار إلى أن التعليم قد شهد تطورا هائلا ومتسارعا خلال العقود السبعة الماضية أسهمت في تطور البشرية في كل المجالات.
وعن مشكلات التعليم في عدن والجنوب عموماً أشار إلى أن الناظر إلى واقع النظام التعليمي لا يجد مشقة ولا عناء في ملاحظة معاناة هذا النظام من كم هائل من المشكلات، وهذه المشكلات ليست وليدة اللحظة بل كانت حصيلة سلسلة متراكمة المعوقات والسياسات منذ سنوات طويلة، زاد تفاقمها بعد حرب صيف 1994م الظالمة على الجنوب، التي ألقت بظلالها على جوانب الحياة كافة ومنها التعليم، بعد أن حقق النظام التعليمي في ظل دولة الجنوب تقدما مشهودا له إقليميا ودوليا.
وفي صدد الحديث عن مشكلات التعليم أشار إلى أنها كثيرة ومتعددة والخوض في تفاصيلها لا يمكن الإحاطة به في جلسة محدود وقتها. فمن هذه المشكلات ما يتعلق بأطراف العملية التعليمية مباشرة (الطالب والمعلم والإدارة المدرسية) ومنها ما يتعلق بالإدارات التربوية العليا، ومنها ما يتعلق بالمناهج الدراسية ، بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بالموارد البشرية والمادية وتأهيل المعلمين، ومثال على ذلك استمرار إحالة المعلمين إلى التقاعد منذ العام 2011م في مقابل توقف توظيف معلمين جدد لتعويض النقص الذي خلفه المحالون إلى التقاعد. كل تلك الخطوط العريضة تحمل في طياتها مشكلات كثيرة.
وأشار الدكتور فضل راجح إلى أنه بجانب تلك المشكلات المتصلة مباشرة بالنظام التعليمي فإن ثمة مشكلات تتعلق بأطراف خارج النظام التعليمي ولكنها مؤثرة فيه كالوضع السياسي والاقتصادي للبلاد، إذ أن النظام التعليمي هو جزء من منظومة أكبر يتأثر ببقية النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ...
وعن وضع الحلول والمعالجات لهذه المشكلات أشار ضيف المنتدى أن ما يتعلق بالمشكلات الفنية المرتبطة مباشرة بالنظام التعليمي يمكن حلها ومعالجتها إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية وتظافرت الجهود من أجل انتشال النظام التعليمي مما هو عليه الآن، ولكن المهم في الأمر هو أن تطوير التعليم لا يمكن أن يتم بمعزل عن بقية الجوانب المؤثرة فيه السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وهذا لن يتم إلا بوجود دولة قوية وحقيقية.
وفي ختام الجلسة قدم الحاضرون مداخلات وتوصيات حول هذا الموضوع تتمحور في الآتي:
هناك عملية تدمير ممنهج للنظام التعليمي في الجنوب وتكريس مشروع تجهيل الشعب بغية تركيعه وتجويعه وإبقائه في الهامش.
على المجلس الانتقالي الجنوبي إيلاء الاهتمام الكافي بالتعليم وألا يقتصر اهتمامه على جوانب معينة دون غيرها، فالتعليم هو استثمار للمستقبل وقيام الدولة الجنوبية وتقدمها مرهون بالتعليم.
حققت الدولة الجنوبية نموذجا متطورا في هذا الجانب ويجب استلهام هذه التجربة والاستفادة منها لاخراج التعليم من الحالة التي هو عليها الآن.
هناك تدمير ممنهج لعدن خاصة والجنوب عموماً، ومن هنا تقتضي الضرورة التفكير في كيفية مواجهة هذا النهج التدميري الذي يستهدف الجنوب أرضا وشعبا في كل المجالات – أهمها التعليم- وإيجاد الوسائل الكفيلة لمواجهة هذا النهج من جهة وبما يحقق التطور المأمول في العملية التعليمية من جهة أخرى، وعدم الاكتفاء بموقف المتفرج المتحسر على ما كان جميلا ومضى.
حضر الجلسة الدكتور جنيد محمد الجنيد رئيس الاتحاد، والمناضل عبدالواحد المرادي، والمناضل قاسم داوود، والفنان رامي نبيه مدير مكتب الثقافة في عدن سابقا وعدد من المثقفين والمهتمين.

لطف فضل
الدائرة الثقافية.