آخر تحديث :الأربعاء - 17 أبريل 2024 - 01:45 ص

اخبار وتقارير


قنابل موقوتة في عدن

السبت - 27 فبراير 2021 - 12:00 م بتوقيت عدن

قنابل موقوتة في عدن

تقرير/ عيدروس باحشوان

ملفات النازحين واللاجئين والمهمشين
قنابل موقوتة في عدن

النازحون واللأجئون الافارقة والفئات المهمشة والاشد فقراً.. جميعهم يشكلون عبئا كبيرا على السلطة المحلية في العاصمة عدن وأختلط الحابل بالنابل بل تشبيك بين هذه الشرائح في العديد من مناطق العاصمة.
وكان محافظ عدن  احمد حامد لملس قد اجتمع في الاسابيع الاولى لتولية شئون العاصمة بعدد من الوفود ومسؤولي المنظمات الدولية المعنية بالنازحين واللاجئين وأكد لهم ان الاعداد الهائلة للنازحين واللاجئين ترتب عنها من الاختلالات والجرائم وإستنفاذ إمكانات المحافظة المادية ودعاهم الى القيام بواجباتهم أزاء هذه الشرائح في أماكن نزوحها.

تحرك أممي وحقوقي
وشهدت مدينة عدن الاسبوع الماضي قيام ممثل مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان بزيارات ميدانية الى مواقع مخيمات النازحين واللاجئين في العاصمة عدن.
وعلى الرغم من اللهجة الشديدة التي وجهها السيد رينو ممثل مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان في ورشة عمل عقدت بمركز اليمن لحقوق الانسان في الاسبوع الماضي بشأن تنبيه لثلاث وزراء بشأن التمييز والعنصرية للمهمشين اللاجئين ، الا ان ناشطين علقوا في منصات التواصل الاجتماعي بالفيسبوك على زيارة لتلك المواقع بأنها مقرات مشبوهة وأماكن موبؤة بالرذيلة ويستدعي التيقظ لها من السلطات المحلية والامنية .
وتساءل آخرون لماذا لم يذهب المسؤولون المحليون بالسيد جافير مدير مكتب الاتحاد الاوروبي الذي كان في زيارة لمقرات إيواء النازحين في دارسعد الى التقاطعات والطرق الرئيسة حيث ينتشر الاطفال من مختلف الاعمار وعوائل منهم على الجزر في وضع مزر يعكس عدم قيام المنظمات العاملة بواجباتها أزاءهم.
دمج يثير قلق
وفي سياق متصل يرى مختصون ان دمج اطفال النزوح باطفال المدينة توجه غير صائب وغير سوي وقد برزت ظواهر تتكتم عليها إدارات ومنها أعمال عنف وشغب في الفصول ونصح معلمون بالتوقف عن هذا الادماج والفصل بينهم ونقلهم الى ملاجئ تعليمية كما هو الحال في كل بلدان التي تأوي النازحين في ضواحي مدنها.

تحذيرات من إهمال ملف النازحين

واستغرب نائب رئيس دائرة الدراسات والبحوث بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي من القدرة التي يمتلكها النازحين بالعاصمة وسكنهم في مناطق تنعدم فيها الخدمات على سفوح جبال عدن والمناطق التاريخية الأثرية.
وقال عبود في مداخلة لقناة عدن المستقلة في وقت سابق لا يستبعد ان يكون ملف النازحين في عدن والجنوب مستغل بصورة جديدة الهدف منها خلق مزيدا من الازمات.
ولفت عبود وخاصة وان هذه الشريحة التق بها مؤخرا السكن بعشوائيات وبمناطق يهدف منه إلى تشويه وجه عدن الجمالي.
وأشار عبود ان ملف النازحين يعد قنبلة موقوتة أثارها بدت جليا من خلال جملة من السلوكيات والممارسات على طابع الحياة اليومية، وكذا من خلال التأثير على البنية التحتية على العاصمة عدن.
وقال أن ملف النازح بعدن يجب أن يتم ضبطه في عدن من خلال خلق آليات وخطوات أمنية ومجتمعية من شأنها تضبط هذا الملف وتقلل من آثاره السلبية.

قبضوا مقابل الصمت

قال الكاتب السياسي الجنوبي فاروق ناصر علي " كل جنوبي لا يرى خطورة بناء النازحين الكاذبين فوق الجبال لقتل عدن، هو نذل حقير مرتزق وخائن ولا ينتمي للإنسان مطلقا".
ودعا فاروق ناصر ، الذي اشتهر برئيس حزب خليك في البيت منذ 1994م ، اثر إبعاده قسرا من رئاسة مجلس إدارة شركة التأمين الوطنية التي تهاوت بعد إقصاءه ، دعا محافظ عدن للتحرك صوب البناء فوق الجبال، وقال : "كل الشرفاء سيقفون معك عدا قلة مكشوفة من الإنتقالي ، تقدم وأدخل التاريخ من أجمل أبوابه".
وتابع في سلسلة منشورات نشرها على منصته بالفيسبوك تناول فيها خطورة المستوطنين في الجبال ولفت الى ان "صحف عدن التي لا تتناول المؤامرة على عدن بالبناء فوق الجبال، أفهموا أنها خائنة أستلمت مقابل دمائنا بالصمت الحقير".
وأخذت انتقادات واسعة لناشطين وناشطات ومحسوبين على الصحافة ومنظمات مجتمعية ، كانوا خلف تشجيع العمل والبناء للنازحين وتقديم العون لهم من مواد بناء ومستلزمات منزلية تحت يافطة الاغاثة والعون غير مدركين لخطورة هذا العمل ومعرفة هويات النازحين .

محاوي في المقابر

تفيد تقارير سكانية متداولة ان مناطق عديدة في تواجه إستيطان خطير سيكون من الصعوبة بمكان  للسلطات الأمنية والعسكرية السيطرة على أي تحرك او تمرد داخل هذه المناطق التي أخذ سكانها حيطتهم من التسلح لاي مواجهة لتفريقهم او نقلهم وإعادة ترحيلهم. ويقول عدد من السكان القريبين من مقبرة بئر عمر بمنطقة صبر بدلتا لحج ، ان المنطقة الى محوى هائل يعج بالنازحين من السهل التهامي ومناطق شمالية اخرى تتدفق عليهم الاعانات والاغاثات من كل حدب وصوب وان معظمهم يعيشون في ترف مأكل ومشرب ومليس ويتعاطون انواع بصورة القات على الرغم من إرتفاع اسعاره خلال هذا الموسم.
واستغرب مواطنون من الدلتا عاشوا سنوات من الحرمان يقطنون على مقربة من المقبرة التي باتت محوى جديد يضاف الى محاو عديدة يتزايد فيها نشاط الاستيطان ، من الوضع القائم دون تدخل السلطات وإيقاف زحفه الممنهج على حد تعبيرهم.
واعربوا عن تطلعهم من السلطات الامنية والمحلية الى القيام بزيارات ميدانية والاطلاع على الوضع هنا والمناطق المجاورة والتعرف على أنشطة ونازحيها وحصر هوياتهم والتأكد منها وأي تغافل عنها ينذر بكارثة أمنية في المستقبل.
وكانت "عدن تايم" قد كشفت في وقت سابق حجم الكارثة التي تحيط بالعاصمة عدن بفعل البناء العشوائي المقام في مرتفعات الجبال وتمتد الى صهاريج الطويلة ومهلكة الفرس وتضم قرى كبيرة بخدمات والكهرباء وتمويل ممنهج ولم تحرك السلطات ساكنا ازاء الاستيطان الجديد الذي يحلق فوق عدن بحسب وصف تقرير أعدته الدائرة الاقتصادية بالمجلس الانتقالي.
حراك أممي ولهجة شديدة

مركز حقوقي يبحث في المشكة

وكان مركز اليمن لحقوق الانسان نظم ورشة قدم فيها صلاح دبوان الأمين العام للاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقراً (عدن وأبين ولحج) ورقة العمل والتي كانت بعنوان: (الوضع الإنساني للمجتمعات المهمشة والضعيفة والاشد فقراً والحاجة إلى التغيير) شار إلى أن ابرز المشاكل التي يعاني منها فئات المهمشين والاشد فقراً يمكن تحديدها بالتالي:
1.الفقر    :  ويبرز في (الحاجة للمال والغذاء والدواء والصحة والمسكن الامن ).
2.الجهل  :  ويبرز في (ضعف الوازع الديني ؛تدني مستوى الوعي الثقافي ؛والحقوقي ؛فقدان الهوية وثبوتيتها ؛فراغ ثقافي كبير ).
3.الامية  : وتبرز في (الامية في التعليم ؛تفكك اسري ؛اطفال شوارع ؛مظاهر وسلوك سلبي ومنحرف).
4.البطالة : وتبرز في ( نقص احتياجات المعيشة ، تضاعف الاعباء ، ارتكاب الجريمة .
المشكلات وإثارها السلبية
ونوه دبوان أن هذه المشاكل تؤدي آثارها السلبية إلى:
1.الحقد تجاه المجتمع والدولة والغير .
2.فقدان الرغبة بالحياة وقيمتها .
3.سهولة ارتكاب الجريمة
4.السعي الى اثبات الذات بالعنف والقوة
5.الانجرار و الانحياز الى الاطراف التي توفر لهم الحاجة للعيش .