آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:48 م

اخبار وتقارير


ما هي اولوية اليمنيين الان؟

الأربعاء - 03 مارس 2021 - 09:12 م بتوقيت عدن

ما هي اولوية اليمنيين الان؟

كتب/ باسم فضل الشعبي




ما من شي يهم اليمنيين ويسيطر على اهتمامهم الان اكثر من ايقاف الحرب في كل مناطق اليمن واحلال السلام ان ايقاف الحرب ياتي في مقدمة المطالب وحتى مؤتمر المانحين وما ستقدم فيه من اموال لدعم العمليات الانسانية في البلاد لم يعد يشكل اهمية مثل ايقاف الحرب وتهيئة طاولات الحوار امام المتصارعين.

ان المجتمع الدولي اذا اراد ان يساعد اليمن فان اول خطوة ينبغي القيام بها هي ايقاف الحرب ودون ذلك مزيدا من تعميق الازمة واتساع رقعة المعاناة التي يتم استغلالها اليوم من قبل المنظمات الدولية للحصول على اموال ومنح للكسب والمتاجرة غير المشروعة.

لقد كانت تصريحات الرئيس الامريكي جون بايدن بضرورة ايقاف الحرب في اليمن مثيرة للاهتمام لكن الادارة الامريكية لم تقم بخطوات في هذا الاطار لبلورة التوجه الي برنامج عملي واكتفت بارسال مبعوث لليمن لن يستطيع تحقيق شي ملموس اكثر من كونه سيغرق في الحوارات والمشاورات مع اطراف الصراع كما هو حال مبعوث الامم المتحدة وفي المحصلة اذا لاتتوفر ارادة امريكية قوية لايقاف الحرب فانه لاشي سيتحقق على ارض الواقع.

لو ان الوضع الانساني في اليمن يهم المجتمع الدولي وفي المقدمة امريكا لكان صدر القرار بوقف الحرب على مارب التي تقول الوحدة التنفيذية للنازحين ان فيها مايزيد على اثنين مليون نازح سوف يتضررون بالحرب واستمرارها وباطلاق الصواريخ على المدينة وستتحول حياتهم الي ماساة انسانية كبيرة.

اذا لم تسعى امريكا والامم المتحدة لمنع وقوع مأساة انسانية جديدة في مارب بسبب الحرب عليها والعمل الفوري على ايقافها فان جهودهم وتوجهاتهم الاخرى لن تكون الا مساندة للحوثين ومنحهم الضوء الاخضر لكسب المعركة في مارب لاحراز نصر سياسي يسبق اية مفاوضات قادمة كما ياتي استبعادهم من التصنيف كجماعة ارهابية ضمن سياسة الكيل بميكالين في الازمة اليمنية وتشجيعهم لمواصلة الفتك باليمنيين.

لقد اصبح موقف التحالف والشرعية ضعيفا جدا ولم يعد مفتاح التحكم بالحرب في ايديهم بعكس الحوثين الذين يمتلكون زمام المبادرة والتحكم بالحرب والسلم والدليل على ذلك توقف جبهات القتال في مناطق اليمن الاخرى لان الحوثين يريدون التفرغ لجبهة مارب ولم تستطع الشرعية والتحالف تحريك هذه الجبهات من منطلق اشغال الحوثين وتشتيت تركيزهم بل اكتفوا بالصمت هناك وفي مارب هم في موقف الدفاع وليس الهجوم رغم انه باستطاعتهم تحويل المعركة من الدفاع الي الهجوم وامتلاك زمام المعركة بهذه الطريقة سيفرضون واقع جديد على الارض سيدفع العالم للتدخل بقوة لايقاف الحرب فيما بعد او الاستمرار في تحقيق الانتصار العسكري والسياسي.

ان استمرار تحويل اليمن الي رجل مريض تفتك به المجاعة للاستمرار بالمتاجرة به من قبل الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى لن يكون حلا صائبا ويخصم من رصيد هذه المنظمات وسمعتها الحل الوحيد هو الضغط لايقاف الحرب اولا ثم معالجة الازمات والنتائج الناتجة عنها ودعم اليمنيين للحوار والمصالحة وتقرير مستقبلهم السياسي ومساعدتهم على اعادة بناء بلدهم.

واما المسؤول الاممي الذي قال ان اليمن ستصبح بلدا غير قابلة للحياة فيها فان ذلك ياتي في اطار الفقاعات لتخويف العالم ولاسيما دول الجوار للحصول على الدعم المالي وعليه ان يدرك ان اليمنيين لن يتركوا بلدهم مهما كانت المصاعب وسيعملون مع كافة القوى الخيرة في العالم لوضع حد للحرب واعادة السلام واعتقد ان ذلك بات قريبا.