آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 09:52 ص

اخبار وتقارير


لماذا لن تتوقف الحرب في اليمن؟

الخميس - 01 أبريل 2021 - 04:51 م بتوقيت عدن

لماذا لن تتوقف الحرب في اليمن؟

عدن تايم/ خاص


قال الكاتب العربي د. علي الخشيبان ان العالم يتفق كله على أن أهم الأسباب التي يجب أن تقف وراء إيقاف الحرب في اليمن هي البعد الإنساني وإيقاف معاناة الشعب اليمني، مستدركا: لكن الأزمة أن الحوثيين ممن اعتادوا المقايضة مع داعميهم، يتصورون أن العالم يقايضهم بالجوانب العسكرية وإيقاف هجومهم، وهذا مخرج مناسب للإيرانيين الذين يدعمون هذه النظرية لدى قيادات الحوثيين الذين يعتقدون أن إيقاف الحرب بأي صورة أمر يستحيل تنفيذه والسبب أن أهدافهم واضحة ويرغبون في تحقيقها وليس غيرها وما يرسم لهم في طهران.

واكد في مقال نشرته صحيفة العين اليوم: هذا المسار الحوثي هو ما سوف يمزق اليمن ويسمح لكل طرف خارجي بأن يوظف الأزمة لتحقيق مصالحه الاستراتيجية على حساب شعب يقتله الحوثيون والإيرانيون وبلا رحمة، ويهجرونه ويستولون على كل المساعدات الإنسانية التي تقع في أيديهم ولا تصل إلى مستحقيها، وهذا ما يرسخ أن الإنسان اليمني هو أهم محور يجب أن تتوقف من أجله الحرب فهل يفهم الحوثيون هذه القضية؟.

واضاف: جماعة الحوثي مسؤولة عن مقتل 330 ألف يمني، كما تشير إلى ذلك إحصاءات الأمم المتحدة، وهذا الرقم ليس منفرداً فالقتلى يرافقهم مئات الآلاف من الجرحى والمشردين والمهجرين واليتامى.

وشدد على ان البعد الإنساني من أهم الأسباب التي يجب أن يدعمها العالم بكل دوله من أجل إنقاذ اليمن، ولكن الحوثيين يقعون في مشكلة عويصة في الاعتراف بمسؤوليتهم الكاملة عما يجري في اليمن، فهم وبمساعدة إيران شكلوا مليشياتهم " وخاضوا أربع حروب طاحنة مع الحكومة المركزية بهدف زعزعة الاستقرار في اليمن، واستمرت محاولاتهم وفتحوا الطريق أمام أكبر أعداء المنطقة إيران، لتقدم لهم المساعدات لتدفعهم كي يخوضوا عنها حرباً بالوكالة ضد دول الخليج كافة، خاصة السعودية، التي ترى فيها إيران منافسها الأكبر في المنطقة.

واستطرد قائلا: الحوثيون يمارسون مع إيران صفقة يقدمون فيها مقايضة لا إنسانية عبر أفعال حربية تعدهم بمستقبل يتخيلون تحقيقه من خلال الاستئثار باليمن والسيطرة عليه، وهذه الصفقة جعلت من الحوثيين وسائل تحقق بها إيران مصالحها، وهم بذلك الاتجاه يدمرون أنفسهم ويدمرون الآخرين، وتدرك إيران حجم الجهل السياسي والأيديولوجي لدى الحوثيين، ولذلك هي تجدد لعبة الصفقات معهم وتحرضهم على استخدام المكر كوسيلة سياسية، وهذه قضية مستحيلة في الواقع المعيش، الحوثيون وخلال السنوات الست الماضية تحوّلوا إلى متطرفين يمارسون القتل بدم بارد وبلا تردد.

واختتم بالقول؛ كل يوم يمر على هذه الأزمة ينتج مأساة إنسانية سببها الرئيسي الحوثيون الذين يمنحون إيران الفرصة للتفاخر بأنها أصبحت قادرة على احتلال العاصمة العربية الرابعة وتحويلها إلى ثكنة متطرفة عبر مليشيات مع كل أسف هم من أبناء اليمن، وفي الواقع التاريخي تبدو المنطقة أمام محاولات انتقام فارسي من تاريخ قديم، ولذلك فإن تجاهل هذا المسار أخطر من أي شيء آخر، خاصة أن ثمن هذا الانتقام هو أبناء شعوب عربية.