آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:35 م

اخبار وتقارير


بعد اسبوع من المبادرة.. الحوثيون يصعدون عسكريا ويرفضون السلام

الجمعة - 02 أبريل 2021 - 06:15 م بتوقيت عدن

بعد اسبوع من المبادرة..  الحوثيون يصعدون عسكريا ويرفضون السلام

عدن تايم-رصد خاص

بعد اسبوع من المبادرة السعودية لانهاء الحرب في اليمن تواصل مليشيا الحوثي تصعيدها العسكري على محافظة مارب والاراضي السعودية في مؤشر واضح على داب المليشيا في تصعيدها العسكري المستمر دون الجنوح للسلم والبدء بخطوات عملية نحو المسار التفاوضي وتجنيب اليمنيين مزيدا من ويلات الحرب التي اشعلتها منذُ انقلابها على مؤسسات الدولة في العام 2014م.

تصعيد عسكري



قالت وزارة الدفاع السعودية، الجمعة، إن الاعتداء على محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان (جنوب) يعد تأكيدا لرفض مليشيا الحوثي مبادرتها لإنهاء أزمة اليمن.

والإثنين الماضي، أعلنت السعودية مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.

ودعت المبادرة السعودية لوقف شامل لإطلاق النار في اليمن تحت مراقبة الأمم المتحدة، مؤكدا أنه سينفذ فورا عند موافقة الحوثيين على المبادرة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي، إن هذه الاعتداءات جاءت لتؤكد رفض المليشيا الحوثية الإرهابية لكافة الجهود السياسية لإنهاء الأزمة اليمنية.

وأضاف المالكي أن هذه الاعتداءات تثبت كذلك استمرار الوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري للمليشيا بما يحقق أجندتها التخريبية لنشر الفوضى وتقويض الأمن الإقليمي والدولي.

وأكد على أن وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية بما يحفظ أمن الطاقة العالمي ووقف مثل هذه الاعتداءات لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية والتجارة العالمية وحماية المدنيين والأعيان المدنية.


ولفت إلى أن محاولة المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران الاعتداء على محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان مساء الخميس اعتداء تخريبي جبان، لا يستهدف المملكة ومنشآتها الاقتصادية بعينها، وإنما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي.



كما يستهدف أمن الصادرات البترولية واستقرار الإمدادات النفطية، وكذلك حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية، ويظهر عبث المليشيا الإرهابية لاعتبارات الآثار البيئية والاقتصادية نتيجة هذا العمل التخريبي.

وفي وقت سابق، صرح مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية بأنه عند الساعة التاسعة وثماني دقائق من مساء الخميس، تعرضت محطة توزيع منتجات بترولية في جازان لاعتداءٍ تخريبي بمقذوف.

وأكدت وزارة الطاقة السعودية على أن الاعتداء أدى إلى نشوب حريقٍ في أحد خزانات المحطة، ولم تترتب عليه أي إصابات أو خسائر في الأرواح.

ودأبت مليشيا الحوثي على استهداف المدنيين ومنشآت الطاقة في السعودية بالصواريخ أو الطائرات المفخخة التي تتمكن قوات التحالف من اعتراضها وتدميرها.

ولاقت هجمات الحوثي على المناطق المدنية إدانات عربية ودولية، مؤكدين أن استمرارها يقوض حل الأزمة اليمنية.


عدم الجنوح للسلام

سياسيا قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إن استمرار تصعيد مليشيا الحوثي يؤكد عدم نيتها للجنوح إلى السلام لإنهاء الحرب.

وأشار هادي إلى أن الحزمة اليمنية ستظل تتعاطى بإيجابية مع أي مبادرات وجهود لإحلال السلام، وأكد "دعم جهود المبعوث الأمريكي الرامية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار لشعبنا".


خدمة الأجندة الايرانية



الى ذلك أكد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك للمبعوثين الأممي والأمريكي للبلاد، استمرار مليشيات الحوثي في خدمة الأجندة الإيرانية.

وعقد وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الأحد، لقاءات منفصلة مع مبعوث الأمم المتحدة للبلاد مارتن جريفيث، والمبعوث الأمريكي تيم ليندركنج، لبحث سبل إنجاح المبادرة السعودية وجهود السلام الدولية بحسب وكالة "سبأ" الرسمية.

وأكد بن مبارك، حرص الحكومة اليمنية على تحقيق السلام المستدام المبني على المرجعيات الأساسية، مجددا الترحيب بالمبادرة السعودية التي حظيت بإجماع ودعم دولي واسع.

كما أكد أن الدعم والاستجابة للمبادرة السعودية خطوة مهمة نحو تحقيق السلام المستدام في اليمن.

وأشار الوزير اليمني إلى أن رد مليشيات الحوثي على مبادرة السعودية جاء بتصعيد الهجمات، وهو ما يكشف مدى ارتهان الانقلابيين لأجندة إيران المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة.

ولفت إلى استمرار التصعيد العسكري من قبل مليشيات الحوثي في عموم الجبهات لاسيما في مأرب، والذي استطاع الجيش اليمني بصموده وتضحياته الجسام تحويلها لنقطة انكسار لمشروع إيران في المنطقة.

وإلى ذلك، أكد جريفيث مواصلة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب والتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيين، معربا عن تقديره لموقف الحكومة اليمنية من جهود السلام الرامية للوصول إلى تسوية شاملة لإنهاء الحرب في اليمن عن طريق التفاوض.

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي سعي بلاده للدفع قدما بعملية السلام في اليمن، في إطار الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، والتزامها بأمن واستقرار ووحدة البلد، مثمنا استعداد الشرعية للالتزام بوقف إطلاق النار والدخول في العملية السياسية، وإعطائها الأولوية للوضع الإنساني.

وفي وقت سابق، كشف مسؤول يمني أن مليشيات الحوثي طالبت بما سمّتها خطة سلام شامل يبدأ بتعليق متزامن للعمليات العسكرية وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون أي قيود حسب القيادات الحوثية الموجودة في سلطنة عمان وإنهاء أي دور عسكري للتحالف في اليمن.


فرصة أخيرة



من جهته قال وزير الإعلام اليمني إنه يتعين على مليشيا الحوثي اقتناص مبادرة السعودية باعتبارها "الفرصة الأخيرة" لإثبات جديتها في عملية السلام.

وفي تصريحات خاصة لـ“العين الاخبارية مطلع الاسبوع، أوضح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "المبادرة السعودية جاءت في توقيت مهم للغاية، وهي امتداد لمواقف الأشقاء في المملكة الحريصة على حقن دماء اليمنيين وإرساء الأمن والاستقرار في اليمن منذ تبنيها المبادرة الخليجية إبان الأزمة أبريل/نيسان 2011، وكذلك الداعمة لجهود إحلال السلام وإنهاء الحرب التي خلفها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران".

وأكد الوزير اليمني أن "المبادرة السعودية جاءت في ظل حراك إقليمي ودولي داعم لجهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وإطلاق مشاورات سياسية لحل الأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث".

ومؤخرا، أعلنت السعودية عن مبادرة للسلام في اليمن تضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف من التحالف والأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.

لكن فور إطلاق المبادرة لم يتأخر الحوثي في رفضها، حيث زعم المتحدث باسم المليشيا، محمد عبد السلام، أن هذه الخطة "لا تتضمن جديدا".

وعلق وزير الإعلام اليمني: "بعيدا عن مدى تجاوب مليشيا الحوثي مع هذه المبادرة، فإن المبادرة أعادت الأمور لنصابها الصحيح، بكشفها للدور الذي تلعبه إيران في تقويض الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لحل الأزمة بطريقة سلمية، وأخذ الأوضاع نحو مزيد من التصعيد السياسي والعسكري".

ودلل "الإرياني" على حديثه قائلا: "دور إيران ظهر جليا في تصريح ضابط الحرس الثوري الإيراني المدعو حسن إيرلو الذي أعلن فيه صراحة رفض طهران للمبادرة وأكد ان قرار السلم والحرب بيد النظام الإيراني، وكذلك في ممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية التي صعدت من هجماتها الإرهابية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع والتي استهدفت الأعيان المدنية والمدنيين والمنشآت الحيوية وإمدادات الطاقة في المملكة العربية السعودية".


وحول المطلوب من مليشيا الحوثي في هذا التوقيت، قال "الإرياني": على مليشيا الحوثي انتهاز هذه الفرصة الأخيرة وإظهار جديتها في السلام وتحرير قرارها السياسي والعسكري من إيران عبر طرد حسن إيرلو، والوقف الفوري لتصعيدها العسكري في محافظة مأرب، ووقف اعتداءاتها على الأحياء السكنية ومخيمات النزوح في محافظة مأرب وتعز، بالإضافة لوقف الهجمات الإرهابية التي تستهدف الجارة السعودية، والانصياع لجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام بقيادة الأمم المتحدة".

واستعرض وزير الإعلام اليمني حقيقة الحوثي قائلا: "ما أود التأكيد عليه أن مليشيا الحوثي ليس لها عهد ولا ميثاق وكل تجاربنا معها منذ الحرب الأولى في العام ٢٠٠٤ وحتى الحرب السادسة وما بعدها واتفاق السلم والشراكة وتمردهم وانقلابهم وهجومهم على المحافظات وإلى يومنا هذا تثبت بأنهم أداة إيرانية لا يهمها الشعب اليمني وتتاجر بمعاناة الناس وأوجاعهم".

وأضاف: "عقيدة الحوثي مبنية على القتل والتدمير ومشروعها عنصري كهنوتي إرهابي لن يقف عند الحدود اليمنية إذا لم يتم التعامل معه بحزم".

مزايدة سياسية

ويرى "الإرياني" أن "تباكي قيادات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الملف الإنساني في اليمن، مزايدة سياسية وإعلامية ومحاولة بائسة لتضليل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية".

واستدرك بالقول: مليشيا الحوثي أفشلت كل جولات مفاوضات السلام، وماطلت دون تنفيذ اتفاق السويد بشأن الوضع في الحديدة ورفع الحصار عن تعز وتبادل الأسرى والمختطفين، وكل المبادرات التي عرضت لإعادة فتح مطار صنعاء، وتشغيل ميناء الحديدة مقابل ذهاب عائداته لحساب في البنك المركزي ودفع مرتبات الموظفين،

وكاشفا عن حقيقة مطالب مليشيا الحوثي الباحثة عن شرعنة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون آلية رقابة أممية ودولية، قال الإرياني: "الحوثي تهدف من فتح المطارات وميناء الحديدة إلى السماح لسفن النفط المهربة من إيران بالدخول لأجل توفير المال ودخول السلاح والخبراء وإعادة التموضع بعد الهزائم الكبيرة التي تكبدتها على يد الجيش الوطني بدعم وإسناد من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية".