آخر تحديث :الجمعة - 03 مايو 2024 - 11:52 م

كتابات


إسرائيل ضربت الوكلاء في العراق ولبنان وسورية .. فماذا عن اليمن؟

السبت - 20 أبريل 2024 - 07:37 م بتوقيت عدن

إسرائيل ضربت الوكلاء في العراق ولبنان وسورية .. فماذا عن اليمن؟

كتب/خالد سلمان.

‏ومازال عبد اللهيان حتى اللحظة يعيش بخرافة قدرة إيران على الرد ، ويؤكد إذا ما عاودت إسرائيل استهدافاتها، سترد إيران فوراً وبقوة تدميرية هائلة.

هذه الجملة التي قالها اللهيان من نيويورك قبل لحظات ، هي ذاتها التي أطلقها قبيل قصف أصفهان، ولم يحدث ما يعزز صدقيته بضرب إسرائيل والرد الموجع على دمويتها المنفلتة .

كل المصادر الإيرانية العسكرية والسياسية، تعلن أن لا شيء حدث وإن سماع الإنفجارات في أصفهان ، هي مجرد عملية تدريبية لإختبار المنظومة الصاروخية ، وفي أحسن حالات التصريحات الرسمية الإعتراف بمسيرات صغيرة شوهدت في سماء إيران ،وتم القضاء عليها بسلاح الدفاع الجوي المتوسط ، دون الحاجة لإستخدام الصواريخ عالية التقنية والدقة .

كشفت الهجمة الإسرائيلية فشل الردع الإيراني ، على إختلاف مسميات المنظومات المتعددة ، كما دمرت الخطاب السياسي التسويقي لإيران كقوة إقليمية ، وبالتالي خفضت بعد هذا الانكشاف ، سقف التنازلات التي يمكن أن تحصدها طهران من دول المنطقة في ملفات متعددة من السياسي وتقاسم النفوذ ، وحتى النزاع مع السعودية والكويت حول حقل الدرة.

إسرائيل لم تعلن تبنيها الهجمات ، تاركة لإيران هامش النفي والحفاظ على كبرياء عسكريتها المهدرة ، مانحة إياها فرصة التملص من تهديداتها السابقة بالرد الفوري، ومازالت الخارجية الإيرانية تستخدم ذات السياق وذات اللغة المأزومة المتخبطة : سنرد إذا هاجمت إسرائيل وكأن نطنز ومصانع الطائرات وتدمير السلاح الجوي في أصفهان، لا يستحق الرد، ولا تستحق القيادة الإيرانية بعمل عسكري ترميم شروخ مصداقيتها وإعادة الإعتبار.

الخارجية الأمريكية إستلمت عبر سويسرا وهي القائمة برعاية المصالح الامريكية في طهران ، رسالة إيرانية تؤكد فيها أنها غير معنية بالرد والتصعيد مع إسرائيل ، وهو الأمر الذي يعمق الانسحاق الإيراني تحت وطأة القدم الإسرائيلية ، ويضعف سلطتها المعنوية في محيطها الداخلي، تاركة للقطيع غير القابل للفهم ، البحث عن تبريرات وتنظيرات بائسة تحيل الصمت العاجز لإيران إلى انتصار.

إسرائيل ضربت الوكلاء في العراق ولبنان وسورية، فماذا عن حوثي اليمن؟

أمران: أما أنه تم قصفه ولم يرد أو يقر الحوثي بالضربة، مع أنه مجرد هامش في المواجهة الأخيرة ، وإما أنه في قائمة الحسابات المؤجلة، والضربات النوعية الجراحية الدقيقة، التي يشترك فيها الموساد وتطال الرؤوس القيادية المؤثرة، بمن فيهم رأس الرجل الأول في الجماعة.

هذه الإسرائيل بكل دمويتها محترفة قتل ، تغتال وتقصف ولا تعلن المسؤولية أو النصر ، تاركة جعجة البطولات الزائفة لإيران والوكلاء.