آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

اخبار وتقارير


مزارعو المانجو والبصل في دلتا تبن يتكبدون خسائر فادحة

الجمعة - 11 يونيو 2021 - 07:19 م بتوقيت عدن

مزارعو المانجو والبصل في دلتا تبن يتكبدون خسائر فادحة

عدن تايم –خاص.. تقرير: سامح عبدالوهاب

غياب التخطيط والتنظيم يتسبب في تراجع القطاع الزراعي
مطالبات بتوفير ثلاجات مركزية للمنتجات الزراعية لاستقرار اسعارها


تشهد دلتا تبن بمحافظة لحج موسم جديد من انتاج محصول المانجو، وسط انخفاض اسعاره في السوق، جراء زيادة العرض وانخفاض الطلب، الامر الذي يتسبب بخسائر كبيرة للمزارعين في ظل غياب السياسة التسويقية، وانقطاع الطرق بين المحافظات لتسويق وتصدير المنتج.

انهيار في الاسعار

ويأتي موسم المانجو الذي سجل تراجعا في الاسعار الى اقل من 500 ريال للكيلو بلحج، بعد حوالي شهر ونصف من موسم البصل الاحمر، الذي شهد هو الاخر انخفاض كبيرا في اسعاره وصل الى 100 ريال للكيلو الواحد، أي بنسبة تراجع ثمانية اضعاف من قيمته التي يسجلها اثناء ارتفاعه في بعض من أشهر السنة.

يقول المزارع "طارق مهدي" احد المهتمين بزراعة المانجو في دلتا تبن بلحج ان محصول المانجو هذا الموسم شهد انهيار في الاسعار الأمر الذي يتسبب بعجز للمزارع في تحقيق فوائد لتغطية قيمة الكلفة مما يعرضهم لخسائر كبيرة.

صعوبة في التسويق

وعن طبيعة تسويق المانجو هذا الموسم يؤكد "مهدي" انه اضطر لبيع محصول المانجو لجيرانه ومعاريفه في ريف تبن وذلك نظرا لصعوبة تسويق المنتج وغلاء تكاليف نقله للأسواق، خصوصا وان محصول المانجو الذي يعتمد على انتاجه سنويا لا يخضعه للأدوية وعملية تنضيج بواسطة المواد الكربونية، وانما يتم انضاجه عبر الطرق الطبيعية المعروفة المتمثلة بإعطاء الفاكهة المدة الكاملة من فترات تحولاتها الى ان تصبح جاهزة للجني، غير ان اعتمادنا على الطريقة الطبيعة لتنضيج الفاكهة لا تتناسب مع امكانية تسويقها وعرضها في الاسواق لفترات طويلة أو حتى لأيام، ولهذا يتطلب منا ان نضمن سلفا عددا لا بأس به من الزبائن لكي نقوم بعملية البيع المباشر لهم من داخل حقول المانجو وتجنب الخسائر المضاعفة، جراء انعدام الثلاجات المركزية لحفظ المنتج، على عكس المنتجات المطعمة بالأدوية التي يمكنها البقاء لأيام في الأسواق وقابليتها للتصدير الى بعض اسواق المحافظات الاخرى.


تحديات وخسائر

في منتصف ابريل الماضي شهدت دلتا تبن بلحج موسم جديد من حصاد البصل، جرى تصديره الى الاسواق، غير ان المزارعين في هذا الموسم تعرضوا لخسائر فادحة، جراء ارتفاع اسعار البذور والأدوية المشترات بالعملة الصعبة، بالإضافة الى صعوبة تسويقه.
ويروي المزارع "عفيف فضيل" ل"صحيفة عدن تايم" إن الدورة الانتاجية للبصل هذا العام، مرت بتحديات كبيرة عما كان عليه الانتاج في المواسم السابقة، حيث تمثلت التحديات بغلاء قيمة البذور التي تكلف الفلاحين نحو ثلاثيين ألف ريال للكيلو الواحد أي بزيادة ضعفين عن الأعوام الماضية، وفيما يخص الأدوية والمبيدات فهي الأخرى ارتفعت قيمتها حيث يتم شراءها بالعملة الأجنبية.

ويؤكد "فضيل" ان اسعار البصل للسلة الواحدة سعة عشرين كيلو وصلت الى ألف ريال فقط، مما اضطرهم لبيع المحصول والقبول بأي اسعار منخفضة حتى وان كانت بخسارة متوسطة، وذلك تجنبا من الخسائر الكبيرة المتمثلة بتلف المحصول.

مراحل مكلفة

جني المحصول الموسمي، يأتي بعد مرحلة انتاجه طويلة، بدءا بغرس البذور ورعايتها، وصولا الى تعبئته على هذا النحو، ليصبح جاهزا للتسويق والتصدير، وهي مرحلة مكلفة بالنظر إلى زيادة العرض وانخفاض الطلب، يرى مراقبون انه بات من الضروري على الحكومة ايجاد حلول عملية لتجنيب المزارعين ضرر الخسائر التي تواجههم، اقلها توفير مخازن خاصة لحفظ المنتجات.


تفاوت في الاسعار

تفاوت اسعار البصل في السوق في مواسم مختلفة، اضحى مشكلة تؤرق المزارعين والمستهلكين على حد سواء، تستلزم تدخل الحكومة لمعالجتها، خاصة جراء غياب التخطيط والتنظيم للإنتاج الزراعي، لإيجاد استقرار في سعر المحصول.

ويرى "صالح راجح" أحد المهتمين بالشأن الزراعي بلحج انه من المهم ايجاد توازن بين المزارع والمستهلك وذلك لحل مشاكل الخسائر التي يتعرض لها المزارعين اثناء انهيار اسعار البصل في ذروة الانتاج الموسمي وزيادة العرض، وتقليص اعباء المستهلكين من حدة الغلاء الناتجة عن انخفاض العرض وزيادة الطلب.

ويؤكد انه لابد من ايجاد اسواق للمنتجات مع توفير ثلاجات لحفظها تمنع من تعرض المزارعين للخسائر، خاصة في ظل غلاء الوقود والحراثات والاسمدة.