آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 09:52 ص

اخبار عدن

دكتور علم اجتماع: تمباكي بات يشكل رمزا غنائيا شعبيا طاغيا

الأحد - 24 يناير 2016 - 01:36 م بتوقيت عدن

كتب/ د. قاسم المحبشي

تابعونا على

تمباكي هو صوت من لا صوت لهم..
جاء من قلب الفئة الاجتماعية المهمشة في مدينة عدن المدنية البحرية التي توقفت فيها عملية التنمية الثقافية الطبيعية وشهدت على مدى العقود الماضية حالة شاملة من الخراب والاضطراب في كل مناحي الحياة .
لم يكن تمباكي اول ما ظهر الا ظاهرة ثقافية شعبية شاذة وغريبة عن النسق الثقافي الابداعي الجمالي للذوق السليم، وربما كان هجين ثقافي لزواج الاسلام السياسي مع الشأن الثقافي اذوجد بعض الاحزاب المحمولة على اجنحة الاسلام زورا وبهتانا من الشرائح الاجتماعية المهمشة بيئة خصبة لتروج مشروعها الايديولوجي القادم من خارج الحياة والتاريخ وتنباكي يمثل الرمز ( الثقافي والابداعي لها ) انه رمزا يدل على ما بلغه المجتمع العربي الإسلامي من خراب قيمي جمالي وفكري وثقافي في زمن العولمة ووسائط التواصل الاجتماعي في الفضاء السيبرنتي المفتوح .
وربما تعود شهرة تمباكي في الخليج العربي الى ما يعيشه المجتمع من خواء ثقافي واضطراب جمالي وفني وهيمنة الثقافة الاستهلاكية والبحث عن اللذة والغرابة والشذوذ واللامعنى في كل شيء.
تمباكي بما قام به من حركات جسدية وايمائات ومقاطع صوتية غريبة واصوات هزلية راقصة مثيرة للاشمئزاز والسخرية ليس لها معنى او دالالة جمالية او فنبة او حتى ايديولوجية انما يعبر عن حالة من التمرد الفني والاحتفاء بالشاذ الغريب الجديد غير المألوف عند قطاعات واسعة من الشباب والشابات العرب الذين يعيشون لحظة اهتزاز القيم والصدمة التقنية.
وهذا هو معنى ما صادفه من شهرة في اواسط الشباب والاطفال بحيث بات يشكل رمزا غنائيا شعبيا طاغيا في الفضاء العمومي في اليمن والخليج العربي ! وحينما حاولت البحث في جوجل عن ظاهرة تمباكي ادهشني ما شاهدته له من شيوع وانتشار بين شرائح واسعة من الاطفال والشباب ذكورا واناثا ! الذين صاروا يقلدون تمباكي العدني الأصلي ويعيدون تمثيله وتمثيل حراكاته واصواته والحانه بصيغ واشكال شتى منها :

تمباكي أو.. تمباكي اه
تمباكي ههههه
تمباكي يههههه
تمباكي يه تمباكي عه
تمباكي مع تمباكي بع
تمباكي ام تمباكي يم
تمناكي بي تمباكي جي
.،... الخ الخ
انه بمعنى من المعاني يمثل ظاهرة ما بعد الحداثة بنسختها العربية
كما مثلت الثورات والاحزاب العربية ظاهرة الحداثة السياسية بنسختها العربية!

من صفحة الكاتب في فيس بوك