آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:31 ص

اخبار وتقارير


مزارعو دلتا أبين لــ " عدن تايم" : الحرب حصدت الذهب الابيض ( تقرير خاص)

السبت - 21 مايو 2016 - 03:35 م بتوقيت عدن

مزارعو دلتا أبين لــ " عدن تايم" : الحرب حصدت الذهب الابيض ( تقرير خاص)

تقرير / الخضر عبدالله :

عاشت محافظة أبين حروب عصيبة اولها الحرب الشرسة بين الجيش اليمني وأنصار الشريعة احد فصائل تنظيم القاعدة .والأخيرة حرب مليشيات الحوثي والمخلوع صالح
وتعد أبين من أبرز محافظات الجمهورية اليمنية في الإنتاج الزراعي بكل انواعه وأشكاله , إلا أن الزراعة شهدت بعد الحرب الضروس انتكاسة حقيقية أفقدت المحافظة بريقها الزراعي، الأمر الذي كان كفيلاً بجنوح المزارعين عن الزراعته، بحثاً عن مصدر آخر للرزق، في الوقت الذي تتنصل فيه الجهات المعنية عن القيام بدورها تجاه هذه الثروة التي باتت مهدد بالاندثار.

انتهاء الذهب الابيض
بداية يقول أحد المزارعين: في الحقيقة هناك تراجع كبير في إنتاج الزراعة في أبين اليوم، فبالأمس وعلى سبيل المثال الامتداد في الأراضي الزراعية بالمحافظة كان معظمه يزرع القطن أما اليوم فلا يوجد من يزرع القطن .
ويضيف: أن أسباب تراجع زراعة القطن كثيرة ولا حصر لها منها غياب دور الجهات المعنية وعدم وجود تشجيع من قبل جهات الاختصاص بالزراعة بالإضافة إلى ارتفاع سعر الديزل، والمستلزمات الزراعية وغيرها والتي أثقلت كاهلنا كثيراً، الأمر الذي جعلنا نتجه إلى زراعة الخضروات والفواكه من اجل تأمين لقمة العيش لنا ولأسرنا.
واختتم: نأمل أن تتوفر لنا العوامل والظروف التي تساعدنا وتشجعنا على التوجه للزراعة كما كنا نفعل ،وبشكل خاص القطن الطويل التيلة ونتمنى حقيقة أن تعود أبين إلى دورها البارز والكبير كأهم محافظة في إنتاج القطن.

الزراعة في أدارج الرياح

والمزارع رشيد مقبل قال ": يعود عزوف المزارعين عن الزراعة إلى أسباب عديدة، منها غياب الجهات المعنية ممثلة بمكتب وزارة الزراعة والري بالمحافظة، الذي إلى اللحظة لم يقدم لنا أي نوع من الدعم والتشجيع ليتسنى لنا من خلاله الاستمرار ، بالإضافة ارتفاع سعر مادة الديزل والمبيدات والأسمدة.
وما يزيد الطين بله انه لا يوجد من يشتري منا المحصول، الأمر الذي يجعلنا عرضة للخسارة ..، وغيرها من الصعوبات التي أدت إلى تراجع مستوى الزراعة بالمحافظة وخاصة زراعة القطن، والتي لم تجعل أمامنا سوى خيار واحد وهو الاتجاه إلى زراعة الطماطم والبسباس الباباي والموز والتي نجني منها ربحاً لا بأس به.
حقول زراعية تشكوا المعاناة :
ويضيف : باتت الزراعة بأبين شبه منتهية خاصة في الآونة الأخيرة، وتحديداً بعد الحرب مع القاعدة، التي قضت على المتبقي من هذه المزارع وجعلتها خاوية على عروشها .

شكاوى
وشكا مزارعو أبين من ذهاب السيول إلى البحر وحرمان أراضيهم الزراعية منها وذلك لردائة الجسور والقنوات والعقم، مطالبين وزارة الزراعة والسلطة المحلية بالقيام بواجبهم وذلك بإعادة بناء أوترميم الجسور والقنوات والعقم وتهذيب الوادي.. كما وطالبوا بميزانية تشغيلية لإعادة زراعة أبين بعدما تم تدمير الزراعة في المحافظة..
محطة الأبحاث الزارعية :
مصدر محلي بمحطة الأبحاث الزراعية يقول :" بعد الوحدة اليمنية غدت محطة الأبحاث الزراعية – الكود أحدى فروع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، ورغم وجود نطاق جغرافي محدد تعمل فيه المحطة، إلا أنها بكادرها البحثي المجرب كثيراً ما يستعان بها في تنفيذ العديد من المهام البحثية في نطاقات جغرافية أخرى في مختلف محافظات الجمهورية. وتضم المحطة سبعة أقسام فنية وعدداً من الأقسام الإدارية والخدماتية ومزرعتين إحداهما بحثية والأخرى تطبيقية وعشرة مختبرات فنية. ووصل العدد الإجمالي للباحثين في 1990 م (86 باحثاً وباحثة) أما في الوقت الراهن فعددهم (49 باحثاً وباحثة) بعد أن غيب الموت والتقاعد والانتقال (37 باحثاً وباحثة) دون ان يقابل ذلك إحلال وظيفي !.

صعوبات
عاملون بمكتب وزارة الزراعة والري بمحافظة أبين، ، أشاروا قائلين: مكتب الزراعة بأبين لم يقدم شيئاً يذكر للفلاحين بعد النكبة التي تعرضت لها المحافظة، والسبب أن المكتب أيضاً يبحث عن من يعينه، حيث لا توجد الإمكانات التي يتسنى للمكتب من خلالها الاهتمام بالزراعة بأبين .
ويضيفوا: لقد عرض مكتب الزراعة المشكلات التي تواجهها على الأخ وزير الزراعة السابق والذي كان رده كفيلاً بالقضاء على طموحاتنا، حيث قال " إمكانية الوزارة هي الأخرى شحيحة.."
وأردفوا: للأسف أن هناك جملة من الصعوبات التي جعلت المزارعين يجنحون عن زراعة القطن، ويتجهون لزراعة الخضروات والفواكه والسبب يكمن بارتفاع تسعيرة الديزل وأيضاً عدم شراء محصول القطن منهم، والأهم هو تدهور منظومة الري بالمحافظة نتيجة أن الحكومة لم تصرف الموازنة التشغيلية لإدارة الري بأبين بحيث تصل المياه إلى جميع الفلاحين ابتداءً من باتيس إلى الكود، خاصة وأن القطن يزرع في اتجاه السيول، ولكن للأسف أن هذه المياه تصل إلى منطقة باتيس والحصن وتسقطها على أرض الموز، والسبب يعود إلى وجود بعض المتنفذين استغلت ذلك لاستثمار مصالحها.
وتابعوا بأن زراعة القطن بالمحافظة تحتضر، والسبب عدم اهتمام الحكومة بها، الأمر الذي كان كفيلاً لتدني مستوى زراعتها وغيرها من الصعوبات التي لن يتم تجاوزها إلا اذا وجدت النوايا الصادقة للارتقاء بهذا النوع من الزراعة التي اشتهرت به المحافظة منذ القدم.

خطر التصحر
مسؤل بمكتب الزراعة والري /أبين – ناشد كلا من رئيس الجمهورية والمحافظ والسلطة المحلية ووزارة الزراعة والري ومنظمات المجتمع المدني لإنقاذ الزراعة من خطر التصحر في المحافظة وذلك بسبب ذهاب مياه السيول إلى البحر وحرمان المزارع الأبيني منها.
وشكا إلى عدم وجود آلة واحدة من أجل إعادة عقمة أو إعادة مجرى ماء مما قد يسبب بذهاب مياه السيول إلى البحر..
وتابع بحرقة: الموسم القادم على الأبواب في هذا الشهر ونحن لم نستطع أن نعيد عقمة واحدة ووصلنا إلى طريق مسدود في إدارة المكتب لعدم وجود إهتمام بالزراعة من قبل جهات الإختصاص}.
ويعتبر دلتا أبين.. السلة الغذائية للمحافظات الجنوبية وتحمل التربة الذهبية الخصبة ويوجد فيها دلتا أبين ودلتا حسان ودلتا أحور وهي من أجود أنواع الدلتا في الجمهورية،وهي المحافظة الوحيدة التي يزرع فيها الذهب الأبيض {القطن} بجميع أنواعة ويصدر إلى أنحاء العالم ويزرع فيها العديد من الفواكة والخضروات.